عززت جهة الداخلة-وادي الذهب، في السنوات الأخيرة مركزها كوجهة مهمة للصناعات البحرية، قادرة على جذب المستثمرين، ويكتسي مشروع ميناء الداخلة الأطلسي المستقبلي، أهمية استراتيجية بالنسبة للأقاليم الجنوبية، خاصة، جهة الداخلة- وادي الذهب. المشروع المستقبلي الضخم لميناء الداخلة الأطلسي والذي سيتم تجهيزه بمنطقة مخصصة لتعزيز أنشطة الصيد البحري، سيمكن الجهة من أداة لوجستية حديثة وقابلة للتطوير من شأنها أن تستقطب الفرص المستقبلية التي يوفرها قطاع النقل البحري على الصعيد الدولي. كما أن سوق الأسماك من الجيل الجديد في ميناء الداخلة، أضحى نقطة جذب حقيقية بالنسبة لمهنيي هذا القطاع على مستوى الجهة. هذه البنية التحتية المينائية الهامة ستمكن من دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والصناعية للجهة، في جميع قطاعاتها الإنتاجية (الصيد البحري، الفلاحة، المعادن، الطاقة، السياحة، التجارة، الصناعات). وتضم المنطقة الصناعية القريبة من ميناء الداخلة المشهورة بحركيتها وديناميتها 84 وحدة صناعية لتفريغ المنتجات البحرية, ومن خلال ميناء الداخلة الأطلسي المستقبلي ومنطقته الجديدة المخصصة للترويج لأنشطة الصيد البحري ستعمل منطقة الداخلة واد الذهب بلا شك على تحسين جاذبيتها للمستثمرين وبالتالي تأكيد مكانتها كوجهة للصناعات البحرية. كما يعد مشروع تطوير منطقة السلام الصناعية الذي يستفيد من ميزانية قدرها 130 مليون، درهم أحد المشاريع الكبرى التي تم افتتاحها في المنطقة والتي تعد موطن 84 وحدة صناعية لمعالجة وافراغ المنتجات البحرية. يشار أن سنة 2021، كانت استثنائية بالنسبة لصناعة الصيد البحري على مستوى جهة الداخلة-وادي الذهب، مع أداء قياسي وغير مسبوق من حيث قيمة وحجم إفراغ المنتجات البحرية في ميناء الداخلة وقرى الصيد الست في الجهة. وهكذا، شهد ميناء الداخلة، الأول وطنيا من حيث القيمة والحجم، نشاطا مهما في مجال تفريغ الأسماك خلال سنة 2021، بحجم يزيد عن 572 ألفا و593 طن، مسجلا قيمة قياسية تجاوزت 2.81 مليار درهم، وفقا لمعطيات وفرتها مندوبية الصيد البحري بالداخلة. وهناك سلسلة من المشاريع المتعلقة بقطاع الصيد البحري قيد الإنجاز في الجهة، على غرار سوق جديد للسمك في طور الإنجاز بقرية الصيد لمهيريز. ويعتبر قطاع الصيد البحري، أحد المحركات الرئيسية للنمو الاجتماعي والاقتصادي في جهة الداخلة – وادي الذهب، التي تزخر بمؤهلات بحرية كبيرة.
