تستعد شركة الخطوط الملكية المغربية لخوض واحدة من أكبر الصفقات في تاريخ الطيران المغربي، عبر توقيع عقد ضخم لشراء 70 طائرة جديدة من شركة بوينغ الأمريكية، تشمل 20 طائرة من طراز "دريملاينر 787" و50 طائرة من طراز 737، في خطوة تعكس طموحات المغرب لتحديث أسطولها الجوي وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية. وأكدت وكالة بلومبرغ الأمريكية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الصفقة لن تقتصر على الشراء فقط، بل ستشمل أيضًا إدماجًا صناعيًا محليًا هامًا، مما يعزز قدرات التصنيع والخدمات التقنية في المغرب. ويرتقب أن يرافق هذا التوجه استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى دعم الصناعة الوطنية، وتوفير فرص عمل وتطوير مهارات الكوادر المحلية في مجال الطيران. وتأتي هذه الصفقة الضخمة في إطار زيارة مرتقبة تجمع بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث من المتوقع أن تُوقّع الصفقة خلال اجتماع ثنائي رسمي، ما يؤكد على عمق العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين المغرب والولايات المتحدة. ولا تقتصر الطموحات على بوينغ فقط، إذ تخطط الخطوط الملكية المغربية أيضًا لشراء 20 طائرة من طراز إيرباص A220، في إطار سعيها لتوسيع أسطولها بأحدث الطائرات ذات الكفاءة العالية في استهلاك الوقود، والتي تناسب الرحلات الإقليمية والدولية على حد سواء. ومن المتوقع أن تقدم الشركة مزيدًا من التفاصيل خلال فعاليات معرض باريس الجوي "بورجيه"، الذي يعد من أبرز الفعاليات العالمية في قطاع الطيران. هذه الخطوة التي توصف ب"العملاقة" ليست مجرد صفقة تجارية، بل تعكس استراتيجية متكاملة لتطوير النقل الجوي بالمغرب، وتعزيز مكانة البلاد كمركز جوي إقليمي متقدم، يسهم في ربط إفريقيا وأوروبا بأمريكا وأجزاء أخرى من العالم. ويرى خبراء في قطاع الطيران أن دمج الصناعة المحلية في هذه الصفقة يفتح آفاقًا جديدة أمام المغرب، حيث يمكن أن تتحول إلى منصة لصيانة وتجميع الطائرات، مما يعزز الاستقلالية التكنولوجية ويجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد. كما أن تحديث الأسطول سيكون له أثر مباشر على جودة الخدمات المقدمة للمسافرين، من حيث الراحة، والأمان، وتوفير المزيد من الخيارات للرحلات الجوية، خاصة مع الطائرات الحديثة التي تتميز بتقنيات متطورة في مجال تقليل الانبعاثات وتحسين كفاءة الوقود، ما ينسجم مع توجهات المغرب في مجال الاستدامة البيئية. باختصار، صفقة الخطوط الملكية المغربية مع بوينغ وإيرباص تشكل نقلة نوعية في قطاع الطيران الوطني، تعزز مكانة المغرب على خارطة الطيران العالمية، وتفتح آفاقًا واعدة للنمو الاقتصادي والتنموي المستدام.