المدى تيه يتلحف سراب ينط كوجع ممتد من الجرح إلى الروح صغارا كنا حين الجنة أغلقت أبوابها رمت بمفاتيحها في الجزء الرمادي من أرض الأحلام كتبت لنا في الشفق الأخير من زمن رديء سفر تيه مستمر أينما وليت وجهك أيها الإفريقي ثمة وجعك الأوحد يتهكم من تيهك المستمر كظل لا يفارقك وأنت تغوص في البعيد البعيد عرس الدم بالقبيلة يصدح بداخلك كنهر هادر زمن الجوع ممتد كقدر سزيفي أيها الجحيم خذ بيدي لا وطن لي فقط ... عابر وعابر وحدها الشمس الحارقة تعرف كم انتعلت من الخطى على رمال حارقة بأقدام مدمية وبطن ضامرة سراب يرمي بك لسراب تحاصرك الأشواك من كل الجهات لا إخوة لك في الغابة ليتهموا الذئب لا قميص لك ليدل عليك وحدك تحلم بجنة ملائكتها انقرضوا منذ زمن سحيق لم يتبقى إلا شياطين يلعبون في الساحات يحملون أيقونات الطواطم بزهد سحرة بارت تجارتهم ممادو وينشق صوت حزين كنبتة تشق قشرة الصمت بأناة ياحلما تتقاذفه الخيباب والخيانات يا جسدا بخارطة ضياع قارة ياو جعا ممتدا منذ آلاف السنين الطريق طويل ممتد كسراط لا يعبره إلا الأصفياء من أوغلوا في الحزن حد تشكل بحيرات العرسان كمصير برومثيوسي ستقتل أباك كرونوس أيها الإفريقي السيء الحظ ستعيد للنار مجوسيتها الآسرة ستسأل من أعار الطفل الذي كنته الخطايا كعطايا ملغومة تقذف في الوجه الصافي للطفولة قذارة العالم أي قدر سينتظرني؟ تقول وأنت تعلق علامة إستفهام كبرى على باب المجهول أيها المصير القاتم لف كدوران في حلقة مفرغة الصعود ليس وطني أنا وجه البؤس المتشرد في أدغال التاريخ أخاصر التواءات الخيبة بعينين كسيرتين أيتها الأين أرخي لي بجناحيك أرتق لقلقي كوة ليمر مع الريح لمتاهات أمست وطني يعجن أحلامي البسيطة بعطر السافانا وبلاغة المحتمل كمصير إفريقي أوحد الجنة أغلقت أبوابها الجحيم هو المصير المتبقي جهة التيه يمم وجهك إنتعل ضياعك وامض كاللامعنى لتلك الخرائب تمعن في ظلك الخرائبي نزق الأحلام السرابي يتقافز في رأسك كقردة يتقسامون جريد الموز يحاصرك اليأس تمني نفسك بعطر أنثوي غاوي يقتل فيك قرون الحرمان شقرة الوجه والحلم لتطرد كل اليأس الذي بداخلك كل الجهات تلفحك بالجحيم أيها الإفريقي الجنة أغلقت أبوابها الملائكة سرحوا من الخدمة فقط الشياطين يملأون المكان تطهر من عهر خيباتك تعمد بمواويل الشفق الآتي عد للظل الهارب بداخلك تجدك وجدت الطريق فبراير 2010