شهد موقع «يوتوب» قبل أيام تحميل مقطع فيديو يقدم فيه الفنان الكوميدي سعيد الناصري فقرة يسخر ضمنها من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، واصفا إياه ب «الفكاهي الذي استطاع أن يُضحك كل المغاربة». ويعتبر هذا المقطع، الذي تم تسريبه من عرض قدمه مؤخرا بمدينة إفران، جزء من وصلة من بضع دقائق لعرضه القادم «الزريقة والقرفية»، الذي سيركز فيه على انتقاد الحكومة المغربية من خلال تناوله لعدد من القرارات التي اتخذتها «كالزيادة في أسعار المحروقات»، و«التراجع في تطبيق دفتر التحملات»، وعدم «إقرار قانون واضح للصحافة، وكذلك العفو عن المفسدين». ووصف خالد البوقرعي، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، هذا المقطع الفكاهي، الذي ظهر فيه الناصري ينتقد عبد الإله بنكيران، ب«الرديء والمُنتمي للفن الاسترزاقي الذي لا رسالة له إلا تنفيذ الأوامر». وهاجم البوقرعي، في تصريح ل«هسبريس»، سعيد الناصري معتبرا إياه «يشتغل على فن رخيص، وأنه لا يمثل فئة الفنانين المناضلين الذي يؤدون ما يؤدونه من أعمال من أجل قضية ومن أجل رسالة نبيلة، تساهم في تنمية الذوق وتثقيف المقبلين على فنهم». غير أن الناصري قال في تصريح ل«هسبريس»، «أن عرضه سيعرف السخرية أيضا من قضية ربطات عنق بنكيران، فكل ربطة عنق يتابع الناصري ستشير لموقف من مواقف بنكيران مع تكرار جملة «واش فهمتيني ولا لا؟»، وذلك لنقد طريقة اشتغال رئيس الحكومة، لدرجة أن الناصري متأكد من كون بنكيران سيضحك عندما سيشاهد هذا العرض وسيتقبله بصدر رحب. وتساءل البوقرعي عن التوقيت الذي ظهر فيه «الكلام المبتذل للناصري المسمى سكيتشا»، مشككا في أنه «مدفوع من جهات ولوبيات» وقال أنها «بدأت تطل برؤوسها وتحاول من خلال الناصري وغيره من الأبواق الفنية استغلال الفن في معاركها السياسية الفاشلة». وأضاف الناصري أن ما يقصد بقوله أن بنكيران كان سيكون أكثرا إضحاكا منه، هو أن هذا الأخير «كان قبل تولي الحكومة مرحا ويضحك الناس بخفة دمه، لكنه ومباشرة بعد توليه رئاسة الحكومة صار شخصا جديا وصامتا، ف«عبارة الضحك» يتابع الناصري «أوردتها بشكل مجازي، لأن المواطن المغربي سيضحك من كل قلبه عندما يرى التغيير الحقيقي يحصل في هذا الوطن، أما حاليا فهو ضحك مغلف بالمرارة، وأنا شخصيا بكيت عندما تم التراجع عن مجموعة من القرارات التي كنا نعول عليها كقضية دفتر التحملات». وأضاف البوقرعي أن «ما يجب أن ينتبه إليه الناصري ويُبدع فيه هو أن يكشف للجمهور عن مصدر ما راكمه من أموال من شركات انتاج كان يُتاح لها ما لا يتاح لغيرها من النهل من المال العام دون جودة تُذكر»، ووجه النائب البرلماني نفسه «نصيحة» إلى الناصري بأن ينأى بفنه وبموهبته «إذا كان يمتلكها أصلا»، عن «الارتزاق» و«تسخيرها في ما يفيد الفن المغربي والجمهور المغربي»، مشددا على أنه وحزبه ليسا ضد انتقاد الشخصيات العمومية، ولا يستهدف تكميم أفواه المنتقدين أو التضييق عليهم. ومن جانبه أشار الناصري إلى أنه شخصيا لم يكن في يوم من الأيام فنان «مدلعا» من طرف الدولة، ما دام قد انتقد الراحل إدريس البصري وهو لا يزال وزيرا للداخلية، وما دام قد تحدث عن زلزال الحسيمة لسنة 2004، مؤكدا أنه صوت لصالح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة، غير أنه أحس بصدمة كبيرة وهو يرى تراجع هذا الحزب عن مجموعة من الوعود التي قطعها على نفسه إبان حملته الانتخابية، رغم تأكيده أنه لا زال يعقد آمالا كبيرة على الحكومة الحالية من أجل تحقيق التغيير المنشود.