الداخلية توقف قائدًا بتهمة الفساد وتفتح تحقيقًا    تحرير 4 سائقي شاحنات مغاربة بمالي    تحرير السائقين المغاربة من يد تنظيم داعش الإرهابي إنتصار إستخباراتي مغربي يعيد رسم معادلات الأمن في الساحل    منخرطو الوداد يطالبون أيت منا بعقد جمع عام لمناقشة وضعية الفريق عبر مفوض قضائي    ديون وادخار الأسر المغربية.. قروض ضمان السكن تتجاوز 32 مليار درهم    حادثة سير مروعة تخلف قتيلين على الطريق الوطنية الرابطة بين الحسيمة وتطوان    من قلب الجزائر.. كبير مستشاري ترامب للشؤون الأفريقية يكرّس الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ويدعو لمفاوضات على أساس الحكم الذاتي    المندوبية السامية للتخطيط: جهة الشمال تسجل أدنى معدل في البطالة بالمغرب    مؤسسة محمد الخضير الحموتي تفضح مؤامرات النظام الجزائري.. وتؤكد: من يعبث بوحدة المغرب ستحرقه نار الانفصال    الانتخابات التشريعية في خطاب العرش: رؤية ملكية لاستكمال البناء الديمقراطي وترسيخ الثقة    منصة تيك توك تزيل أكثر من مليون فيديو لمغاربة خلال 2025    النقص الحاد في المياه يفاقم مآسي الجوع والنزوح في قطاع غزة    الانخفاض ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    غينيا تهزم النيجر بهدف في "الشان"    أولمبيك آسفي يتعاقد رسميا مع الإيفواري "أبو بكر سيلا"    قضية حكيمي تثير جدلًا حقوقيا وقانونيا.. ونشطاء فرنسيون يطالبون بإنصافه    شخصيات فلسطينية تشيد بالمبادرة الإنسانية التي أطلقها الملك محمد السادس    الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في ليبيا تشيد بالتزام المغرب وتعرب عن تقديرها العميق للمملكة لتيسير الحوار الليبي-الليبي    رابطة الكتبيين بالمغرب تحذر من أساليب تجارية «مضلّلة» وتدعو لحوار وطني حول مستقبل الكتاب المدرسي    قارب "فانتوم" ينفذ ثالث عملية تهريب مهاجرين بين شمال المغرب وإسبانيا خلال أسابيع    توقيف مروجين للمخدرات والقرقوبي بأكادير    اختتام الدورة الثالثة لمهرجان "ولاد المدينة" بالعرائش    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    موجة حرّ قياسية تصل إلى 47 درجة وأمطار رعدية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة هذا الأسبوع    "فدرالية ناشري الصحف" تدعو الحكومة لمراجعة موقفها من قانون مجلس الصحافة    بنكيران يدخل على خط مهاجمة الريسوني للتوفيق ويعتبر أنه من غير "اللائق أن ينعت وزارة الأوقاف بتشويه الإسلام"    الرئيس الأيرلندي يدعو غوتيريش لتفعيل الفصل السابع ضد إسرائيل    رد واضح لا غبار عليه من مستشار ترامب مسعد بولوس خاصة أنه موجّه لوسيلة إعلام جزائرية: الصحراء مغربية والحل أساسه الوحيد مبادرة المغرب للحكم الذاتي        كوندوري تلتقي بوفد من المستشارين    الدار البيضاء تستضيف الدورة الأولى من مهرجان "عيطة دْ بلادي"    باحث يناقش رسالة ماستر حول الحكامة المائية في ضوء التجارب الدولية بكلية الحقوق بالدار البيضاء    بجلد السمك.. طفل يُولد في حالة غريبة من نوعها    دعوات لاحتجاجات أمام ميناء الدار البيضاء رفضا لاستقبال "سفن الإبادة"    انخفاض أسعار النفط بعد اتفاق "أوبك+" على زيادة الإنتاج    فنادق أوروبا تلاحق "بوكينغ" قضائياً    إسبانيا تنفي إنزال علمها من جزيرتي الحسيمة    "الجايمة"..أشهر مطعم مغربي في ألميريا يُغلق أبوابه نهائيًا    من الزاويت إلى الطائف .. مسار علمي فريد للفقيه الراحل لحسن وكاك    حملة "التعمير والإسكان" تخدم الجالية    الأطعمة الحارة قد تسبب خفقان القلب المفاجئ    لا أنُوء بغزّة ومِنْهَا النُّشُوء    كأس أمم إفريقيا للاعبين للمحليين 2024.. المغرب مرشح قوي تترقبه أعين كل المنافسين على اللقب    إنتر ميامي يعلن غياب ميسي لأجل غير مسمى    مقاومة الأداء الإلكتروني بالمغرب تعرقل جهود الدولة نحو الشمول المالي    الدخول المكثف للجالية يدفع الدرهم المغربي للارتفاع أمام الأورو    ترتيب شباك التذاكر في سينما أميركا الشمالية    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين        وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما    بطولة انجلترا: تشلسي يتعاقد مع الظهير الأيسر الهولندي هاتو    دراسة كندية: لا علاقة مباشرة بين الغلوتين وأعراض القولون العصبي    دراسة: الانضباط المالي اليومي مفتاح لتعزيز الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية    بنكيران يدعو شبيبة حزبه إلى الإكثار من "الذكر والدعاء" خلال عامين استعدادا للاستحقاقات المقبلة    حبس وغرامات ثقيلة تنتظر من يطعم الحيوانات الضالة أو يقتلها.. حكومة أخنوش تُحيل قانونًا مثيرًا على البرلمان    "العدل والإحسان" تناشد "علماء المغرب" لمغادرة مقاعد الصمت وتوضيح موقفهم مما يجري في غزة ومن التطبيع مع الصهاينة    التوفيق: كلفة الحج مرتبطة بالخدمات    في ذكرى عيد العرش: الصحراء المغربية وثلاثة ملوك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بلاتر يدافع ويصفي حساباته مع خصومه .. الفيفا.. امبراطورية الكرة المتهمة بالفساد

مازال مسلسل العقوبات وتصفية الحسابات لم يتوقف في الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ الإعلان عن عمليات فساد داخل الفيفا والتي أدت إلى تجميد نشاط العديد من أعضاء اللجنة التنفيذية، كان آخرهم
نجيب شركال المسؤول المقرب من القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي السابق والموقوف في قضية دفع رشاوى، حيث قامت لجنة الأخلاقيات بالاتحاد الدولي لكرة القدم يوم الثلاثاء الماضي بإيقافه عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم. وأوضحت اللجنة أن سبب الإيقاف هو عدم تعاونه في التحقيقات الجارية حول قضية بن همام.
وفي نفس الأسبوع، اضطر رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر، في مؤتمر صحافي عقب انتهاء أشغال اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي الأسبوع الماضي، إلى الخروج عن صمته بخصوص الاتهامات التي تم توجيهها للفيفا بخصوص عمليات الفساد المتهم فيها العديد من أفراده، معتبرا أن الإصلاحات الكبرى قد انطلقت بهدف إعادة توهج المنظمة الكروية الأولى في العالم.
الفساد والفضائح في الفيفا
اعتبر الكثير من المتتبعين لمسلسل الصراعات بالاتحاد الدولي لكرة القدم أن تأكيدات بلاتر خلال المؤتمر الصحفي الأخير كانت محاولة أخرى من محاولات إبعاد الفيفا عن الشبهات رغم أن الحديث عن الفساد يتداوله المقربون من السويسري ونشرته الصحافة في أكثر من مرة. وقال بلاتر خلال المؤتمر،أن الفيفا ليست منظمة فاسدة أو مافياوية، وأضاف « أنظمتنا ليست سيئة إلى هذا الحد ولا يوجد أشياء كبيرة للتغيير في قوانيننا وإلا لما كنا أبداً كما نحن اليوم في العالم. إننا المؤسسة التي تحمي كرة القدم في عالم مضطرب. مؤسستنا التي تعرضت لانتقادات شديدة، تريد أن تعيد بناء مصداقيتها أمام ما تبقى من العالم. إننا في دينامية جيدة وأعتقد بأننا سننجح. أنا رجل إصلاحي عن قناعة، والأشياء تتقدم بشكل جيد».
انفجرت مشاكل الفيفا بشكل جلي منذ الانتخابات الماضي، بعد أن وضع القطري ابن همام ترشيحه لمنافسة الرئيس الحالي جوزيف بلاتر على رئاسة الاتحاد الدولي، وهو ما أثار العديد من المشاكل بين الرجلين أدت إلى توجيه اتهامات صريحة لابن همام، خاصة بعد أن دخلت الصحافة الانجليزية ونشرت تقارير تفيد بأن اختيار الدول التي تستضيف نهائيات كأس العالم تتخلله عمليات رشاوى، وخاصة صحيفة صنداي تايمز التي قالت بأنها تملك أدلة تظهر مبادرات قد تكون مخالفة لقوانين الفيفا تقدمت بها إحدى الدول للحصول على استضافة كأس العالم لكرة القدم، وأن الدولة المعنية عرضت على الأعضاء المصوتين أموالا لتمويل مشاريع مقابل التصويت لها.
ونشرت الصحيفة موضوعا يتعلق بعملية بيع أصوات أعضاء من اللجنة التنفيذية في التصويت لاستضافة المونديال. وزعمت الصحيفة، أن أدامو، عضو المكتب التنفيذي لفيفا، طلب مبلغ 800 ألف دولار للتصويت لصالح أحد البلدان المرشحة، وتم تصويره مع صحافيين قدموا له أنفسهم على أنهم وسطاء للتسويق لملف الولايات المتحدة في مونديال 2018.
وأوضحت الصحيفة، أيضا، أن رئيس الاتحاد الأوقياني رينالد تيماري، طلب 2.3 مليون دولار لمشروع أكاديمية رياضية في أوكلاند، كاشفة تباهيه أيضا بكونه تلقى عرضين من ممثلي ملفين آخرين للحصول على صوته.
وهو ما دفع بلاتر إلى المطالبة بفتح تحقيق عن ابن همام بعد اتهامه بإعطاء رشاوي لأعضاء دول جزر الكاريبي للتصويت لاستضافة بلاده كأس العالم 2022. ووجد القطري نفسه مرغما للخروج عن صمته ليوجه اتهامات لبلاتر تخص الفساد بالمنظمة العالمية لكرة القدم. ودخل على الخط نائب رئيس الاتحاد الدولي الترينيدادي جاك وارنر المتهم بدوره بدفع رشوى، معتبرا أن العالم سيصدم من الحقائق التي ظلت في طي الكتمان. واتهم جاك وارنر نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة بلاتر بدفع رشوة لمسؤولين في الكونكاكاف خلال حملته الانتخابية لرئاسة الفيفا، مشيراً إلى أن السويسري أنفق ما يقترب مليون دولار، وبأن جيروم فالكه الأمين العام للاتحاد الدولي سبق وأخبره، بأن دولة اشترت الأصوات مقابل حصولها على تنظيم كأس العالم.
وفي ظل الضغوط القوية التي باشرها جوزيف بلاتر، اضطر محمد بن همام إلى التنازل عن حقه في الترشح لمنصب رئيس الاتحاد الدولي.
واعتبر الكثير من المتتبعين لشؤون الفيفا، أن القطري أخطأ التقدير عندما قرر منافسة بلاتر، حيث أن الأمر لم يتوقف عند انسحاب ابن همام، بل إن بلاتر لم يغفر له جرأته في الترشح لمنصب الرئيس، و ضغط السويسري من أجل أن تكون « هفوة « القطري درسا يجب أن يستفيد منه كل أعضاء اللجنة التنفيدية للفيفا، ليتم توقيف ابن همام عن العمل في أي نشاط متعلق بكرة القدم من طرف لجنة القيم التي قامت بتبرئة جوزيف بلاتر من تهمة التقاعس العمدي في عدم إفصاحه عن قضية الرشوة المزعومة.
وفي عملية لقطع الطريق على ابن همام، تمت إقالته من الاتحاد الأسيوي أيضا وتعيين الصيني زهانغ جيلونغ مكانه.
مسؤولون في قفص الاتهام
اتهم بلاتر بأنه كان على علم بالرشى التي قدمتها مؤسسة انترنشيونل سبورت اند ليجور (أي. أس. أل) السويسرية الشريك التسويقي السابق للفيفا إلى مسؤولين بالاتحاد الدولي لكرة القدم إلى حين إفلاسها في 2001، ولكن بلاتر أكد أنه لم يعرف بهذه الرشى إلا بعد إفلاس المؤسسة. وكشفت وثائق نشرت في سويسرا أن هافيلانغ الرئيس السابق للفيفا، حصل من مؤسسة «آي.إس.إل» على 53ر1 مليون دولار في مارس 1997 فيما يتعلق بعقود خاصة بكأس العالم، كما كشفت الوثائق عن حصول مواطنه ريكاردو تيكسييرا عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا سابقاً ورئيس الاتحاد البرازيلي للعبة سابقاً، على أكثر من 12 مليون فرنك سويسري بين عامي 1974 و1998.
وتشير الوثائق أيضاً إلى أن بلاتر، الذي يترأس الفيفا منذ 1998 بعد ثماني سنوات قضاها في منصب السكرتير العام للفيفا، كان على علم بهذا. وقال بلاتر إنه لا يمكن أن يتحمل المسؤولية لأن العمولة لم تكن جريمة في ذلك الوقت.
وبينت وثائق المحكمة العليا في سويسرا التي نشرتها شبكة ‹› بي. بي. سي ‹› البريطانية، أن بلاتر كان على علم بحصول هافالانج وتيكسيرا على الأموال، وبأن الاتحاد الدولي اضطر لدفع مبلغ 5 ,2 مليون فرنك سويسري كتعويض، شرط أن يتم إسقاط أي إجراء قضائي ضد هافالانج وتيكسيرا.
صحفيان يفضحان المستور
كشف كتاب ألفه الإنجليزي ميل أندرو الكاتب في صحيفة دايلي ميل وحمل عنوان « فاول « عن فساد ورشاوى في الفيفا، ورد عليه رئيس الفيفا جوزيف بلاتر خلال حضوره حفل افتتاح أولمبياد بكين بقوله « لا أريد التحدث عن شخص معتوه يتحدث في أمور خيالية «.
تصريحات بلاتر المستفزة دفعت الكاتب إلى التفكير في إصدار جزء ثان سيركز فيه على تورط أعضاء في الفيفا في قضايا فساد مالي، وقال « لو عدنا إلى عام 2001 لكشفنا تورط الفيفا في رشاوٍ وفساد، حيث كان من المفترض أن تقام النسخة الثانية في بطولة كأس العالم للأندية في إسبانيا، ولكن إفلاس شركة »أي إس أم أم« الشريك التجاري والتسويقي للفيفا حال دون ذلك، وانتهى الأمر بإلغاء البطولة، بعد أن حصل بعض مسؤولي الفيفا على عمولات قدرت ب 143 مليون دولار، وتمت تسوية الأمر، ولم تتم مقاضاة الشركة حسب البنود لحصول مسؤولي الفيفا على عمولات».
وقال الكاتب « في عام 2004 استقبل بلاتر استقبال العظماء في القاهرة، حيث كانت مصر مهتمة بتنظيم كأس العالم 2010، وأثناء اجتماع بين المسؤولين باللجنة التنفيذية في الفيفا ومسؤولين مصريين، طلب القائمون على الملف المصري بمبلغ 10 ملايين دولار سيتم توزيعها على عدد من المسؤلين، لكن الطلب قوبل بالرفض من الاتحاد المصري، وخسرت مصر والمغرب تنظيم مونديال 2010 لأسباب.»
وصرح الصحفي الإنجليزي أندرو جينيجز بأن بلاتر قام بإهدار أموال الفيفا على محامين سويسريين من زيورخ في محاولة يائسة منه لمنع نشر تقرير بوليسي عن قضية رشوة كانت ستتقضي على رئاسته للفيفا نهائيًا.
التقرير الذي يثبت تورط بلاتر في تقاضي الرشوة استغرقت التحقيقات فيه ثماني سنوات قام بها كبير المحققين توماس هيلد براند، وتم الكشف من خلاله عن أن شركة ?isl marketing company? للتسويق   دفعت رشاوى لبلاتر قيمتها مائة مليون دولار مقابل الحصول على عقود تسويق لبطولات كأس العالم.
تداعيات الفساد
مباشرة بعد تسرب أخبار عن الفساد بالاتحاد الدولي، طالب مسؤولون ألمان سحب وسام الاستحقاق، أعلى امتياز في البلاد، من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، نظرا لسلوكه في فضيحة الفساد. وقال راينهارد بوتيفوكر النائب الأوروبي عن الخضر لصحيفة « داي فلت « اليومية، «هناك أدلة على أن جوزيف بلاتر هو جزء من الفساد المستشري في الفيفا. لذا يجب ان نسحب منه وسام الاستحقاق الألماني».
وقال تماس اوبرمان المسؤول عن مجموعة برلمانية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي للصحيفة، «تأكدنا أن رشاوى دفعت لمسؤولين في فيفا. وبلاتر كان علم علم بهذه المدفوعات».
وشن المدير السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم غويدو توغنوني موجة اتهامات ضد الرئيس االفيفا السويسري جوزيف بلاتر. ففي تصريحاتٍ لشبكة «ايه آر دي « التلفزيونية الألمانية، قال غويدو « كان سيب بلاتر حاضراً دائماً. إذا كان يتهم الألمان، فإن هذه الاتهامات تمسه أيضاً. كان بإمكانه إيقاف كل هذا، إذا سارت الأمور بشكل نظيف تماماً « في إشارة إلى تصريحات بلاتر واتهاماته للألمان فيما يتعلق بعملية التصويت التي جرت في اللجنة التنفيذية على حق استضافة كأس العالم 2006، والذي نظمته ألمانيا بعدما تفوقت في هذا التصنيف على جنوب أفريقيا بفارق صوتٍ واحد.
وطالب النائب البريطاني داميان كولينز بفتح تحقيق مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» السويسري جوزيف بلاتر على خلفية الاعترافات التي أدلى بها نائبه السابق الترينيدادي جاك وارنر.
وكان وارنر تحدث عن سلسلة من مخالفات قام بها بلاتر بعد أن أجبر الأول على الاستقالة من منصبه بسبب اتهامه بدفع رشاو خلال معركة الفيفا الرئاسية، ما أدى أيضاً إلى وقف رئيس الإتحاد الآسيوي سابقاً القطري محمد بن همام مدى الحياة عن ممارسة أي نشاط رياضي.
وفي اعترافات لوارنر، زعم بأن بلاتر منحه حقوق كأس العالم بمبلغ زهيد قدره مليون دولار عام 1998 من خلال شبكة أوتي المكسيكية بعد أن دعمه في حملته الانتخابية ضد رئيس الاتحاد الأوربي سابقاً السويدي لينارت يوهانسون.
وكشف وارنر بأنه رفض دعم بلاتر في الانتخابات التي أقيمت في يونيو الماضي، رغم أن بلاتر عرض عليه منحه حقوق نقل كأسي العالم 2018 و2022 مقابل مبلغ زهيد أيضاً.
كما قرر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عدم التصويت فى انتخابات الفيفا على خلفية عدم التصويت للملف الإنجليزي لتنظيم مونديال 2018 وشبهة الفساد في اختيار الدولة المنظمة للمونديال واختيار روسيا بدلا منها.
بلاتر .. امبراطور الفيفا
ولد بلاتر في فيسب في مقاطعة كانتون فاليس في سويسرا في العاشر من مارس 1936 . درس في سيون وتخرج في الاقتصاد والأعمال من جامعة لوزان السويسرية عام 1959. عمل في عدة مجالات. عمل في مجال السياحة، وتنظيم التظاهرات، ثم انتقل إلى مجال الصناعة، وهي التي ستؤدي إلى دخوله إلى إمبراطورية الفيفا، وذلك عن طريق تسويق منتجات شركة »أديداس« الألمانية لصناعة الأحذية والملابس الرياضية. عمل مع هافيلانج سكرتيرا إداريا في الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وبما أنه لم يكن يحلم بتقلد مناصب مهمة في الفيفا، فقد عمل على تغيير القوانين باسم الرئيس السابق هافيلانج وهو ما مكنه في الأخير من الوصول إلى أعلى منصب بالاتحاد الدولي.
لعب كرة القدم هاويا في بلده سويسرا. وفي عام 1964 كان السكرتير العام للاتحاد السويسري للعبة الهوكي على الثلج. بعد ذلك عمل في الصحافة.
انضم جوزيف بلاتر إلى الفيفا عام 1975، وأصبح مديرا لبرامج التطوير فيها. وفي عام 1981 أصبح أميناً عاماً للفيفا، ثم عمل مديراً تنفيذياً عام 1990، وانتخب لرئاسة المنظمة الدولية في 8 يونيو 1998 خلفا للبرازيلي جواو هافيلانج، وأعيد انتخابه سنة 2012.
يتحدث أربع لغات هي الفرنسية والألمانية والإيطالية والإنجليزية. له قدرة مذهلة على الارتجال. ففي المؤتمر الذي انتخب فيه رئيسا للفيفا في باريس عام 1998، تحدث لمدة ثماني ساعات. معروف بعناده الشديد وقدرته على خوض الحروب مهما كانت قوة خصومه وحججهم. وحتى اليوم لا يعرف الحجم الحقيقي لثروته الشخصية، وهذا يفسره الكثيرون بكون الرجل حريص على تقوية موقفه .
وسد كل ثغرة يمكن أن ينفذ منها خصومه للنيل منه.
مداخيل الفيفا
بلغت مداخيل الفيفا بين عامي 2007 و2010، 4189 مليون دولار أمريكي، وهو ما يزيد بشكل كبير عن الرقم المسجل في السنوات الأربع التي سبقت 2007 حيث بلغ 2634 مليون دولار. وبينما زادت التكاليف، إلا أنها بقيت تحت السيطرة، وهو ما ساعد الفيفا على تحقيق نتائج إيجابية للغاية بلغت 631 مليون دولار أمريكي.
وبلغت عائدات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 ، 2408 ملايين دولار أمريكي من 2448 مليون دولار من خلال بيع حقوق البث التلفزيوني، و1072 من 1097 مليون دولار أمريكي عبر حقوق التسويق. وبالإجمالي، شكلت جنوب أفريقيا 2010 ما نسبته 87 في المئة من مجموع عائدات الفيفا.
واستفادت الفيفا أيضاً من منح تراخيص العلامة التجارية. فعبر برنامج ترخيص العلامة التجارية، تدفع الشركات مقابل الحصول على رخصة لاستخدام شعارات علامة الفيفا التجارية في إعلان وتسويق وترويج وبيع منتجاتها أو برامجها المرخصة. فقد جلب ذلك 37 مليون دولار أمريكي بين عامي 2007 و2010.
كما جنى 33 مليون دولار من « مفهوم الجودة «، وأتى الجزء المتبقي الأكبر من الدخل عبر استراتيجية الفيفا الاستثمارية المحافظة والمكونة من دخل الفائدة 51 مليون دولار أمريكي وأرباح العملات الأجنبية البالغة 64 مليون دولار أمريكي. 
وبفضل النجاح الكبير في الفترة بين عامي 2007 و2010، والتي ارتفع فيها حساب الفيفا إلى 2145 مليون دولار أمريكي، تعززت الاحتياطيات المالية ليبلغ حجمها الإجمالي 1280 مليون دولار أمريكي بحلول 31 ديسمبر 2010. وزاد مستوى الاحتياطيات المالية عن الضعف في الفترة بين عامي 2007 و2010 مقارنة بمستوى عام 2006 والذي بلغ 617 مليون دولار أمريكي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.