وافق البرلمان الأوروبي، أول أمس الأربعاء، على قرار يقضي بتزويد الدول الأوروبية في فضاء شنغن نظاما معلوماتيا موحدا لتسريع عمليات التدقيق على حدودها الخارجية، ولتحسين سبل مكافحة الإرهاب. وبموجب هذا النظام الجديد «الذي سيصبح عمليا» بحلول العام 2020 سيتم جمع أسماء وأرقام جوازات سفر وبصمات وصور كل الذين يعبرون حدود فضاء شنغن من غير الرعايا الأوروبيين. كما سيتيح هذا النظام التحقق بشكل أدق مما إذا كان الأجانب غير الأوروبيين يتقيدون بمهلة الحد الاقصى الممنوحة لهم في إطار «إقامة قصيرة» في أوروبا، والبالغة 90 يوما موزعة على فترة من 180 يوما في المجموع، وما إذا كانت تأشيرات دخولهم قد انتهت. والمعلومات التي يخزنها هذا النظام، بما فيها تلك المتعلقة بالذين يطردون على الحدود، ستكون بحوزة السلطات الحدودية والمسؤولين عن منح التأشيرات إضافة إلى منظمة يوروبول. وسيطبق هذا النظام على دول فضاء شنغن ال26 يضاف إليها رومانيا وبلغاريا، على أن يحل مكان الختم اليدوي على جوازات السفر. وقال مقرر المشروع الذي قدمه إلى البرلمان الأوروبي النائب الاسباني اغوستين دياز دي ميرا غارسيا كونسويرغا «إن الهدف هو تحسين إدارة الحدود الخارجية ومكافحة الهجرة غير القانونية وتسهيل السيطرة على تدفق المهاجرين» إضافة إلى «المساهمة في الوقاية من الجرائم الإرهابية». وأضاف أن هذا النظام «سيتيح كشف المجرمين الذين يتنقلون بهويات مختلفة كما حصل مع الإرهابي الذي هاجم سوقا تجارية خلال الميلاد في برلين» في التاسع عشر من ديسمبر الماضي، مضيفا أن هذا الإرهابي التونسي انيس العمري «دخل عبر حدودنا وخرج منها ب15 هوية مختلفة». وإذا كان بعض النواب اليساريين قد تحفظوا عن هذا المشروع، فإن دولا أخرى مثل فرنسا طالبت على العكس بأن يشمل أيضا مراقبة دخول وخروج المواطنين الأوروبيين. واصدر وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب بيانا «رحب» فيه بإقرار «هذه المبادرة التي دعت إليها فرنسا منذ اعتداءات العام 2015»، مذكرا برغبة فرنسا بتوسيعها «في أقرب وقت لتشمل مراقبة الرعايا الأوروبيين والأجانب المقيمين». وكان النائبان الفرنسيان المحافظان رشيدة داتي وبريس هورتوفو قالا في بيان قبل ذلك «علينا أن نسجل دخول وخروج الجميع من أوروبيين وأجانب يقيمون في أوروبا» واعتبرا أن «هذه الخطوة ضرورية لسد الثغرات التي تستفيد منها الشبكات الارهابية». والأسبوع الماضي زار أعضاء في الكونغرس الأمريكي مطارات في أوروبا والشرق الأوسط، للاطلاع على الإجراءات الأمنية المطبقة، ومناقشة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. وقال النائب الأمريكي جون كاتكو الأربعاء في تصريح صحافي «إن زيارتنا إلى أوروبا والشرق الأوسط تأتي في وقت حساس لأن الإرهابيين لا يزالون مصرين على تفجير طائرات» مضيفا «علينا أن نقوم بكل ما نستطيع لاستباق التهديدات التي تضرب قطاع الطيران على المستوى العالمي».