في إطار برنامجه الجديد «المثمر لخدمات القرب»: المكتب الشريف للفوسفاط ينشئ 1000 حقل تجريبي لدعم التنمية الفلاحية

أعلن المكتب الشريف للفوسفاط عن إحداث 1000 منصة تطبيقية عبر التراب الوطني في إطار برنامجه الجديد «المثمر لخدمات القرب»، والذي يستهدف الرفع من إنتاجية القطاع الزراعي عبر نشر الاستعمال الرشيد والمعقلن للأسمدة وتوفير الإرشاد والمواكبة للفلاحين.
وأوضحت فتيحة الشرادي، نائبة رئيس المكتب الشريف للفوسفاط المكلفة بالتنمية الفلاحية، أن برنامج «المثمر لخدمات القرب» يتضمن أيضا توظيف انتشار 30مهندسا زراعيا في مرحلة أولى في مختلف جهات المغرب، والذين سيقيمون بشكل دائم في هذه الجهات ليكونوا رهن إشارة الفلاحين، بالإضافة إلى توسيع شبكة مختبرات تحليل التربة، وتوفير أجهزة «سمارت بلاندر» لإعداد المخصبات، وهي مصانع أسمدة صغيرة وذكية من تطوير المكتب الشريف للفوسفاط في إطار شراكة مع جامعة محمد السادس للتقنيات بسطات وشركاء آخرين.
وينطلق البرنامج الجديد من الفلاح الفردي في حقله، لتحديد احتياجاته الحقيقية، ليس فقط في مجال الأسمدة، ولكن في مجال الاستشارة الفلاحية والمواكبة الفنية بشكل عام. وفي هذا السياق تؤخذ عينات من تربة الحقل وترسل إلى المختبر لتحليلها وتحديد حاجياتها من المخصبات، حسب أصناف الزراعات التي يرغب فيها الفلاح، ثم يلتقي الفلاح وجها لوجه مع المهندس الزراعي، الذي يشرح له نتائج تحاليل التربة ويناقشه في المشاكل التي يصادفها في حقله وكيفية التغلب عليها. ويقول المهندس رفيق حسن «اللقاء مع الفلاح لحظة شيقة تتسم بالتفاعل وتبادل التجارب والخبرات، نفيد فيها الفلاح ونستفيد منه. وعندما لا نجد حلا للمشكلة التي تعترض الفلاح، فإن المهندس يتصل بزملائه في مواقع أخرى، بالإضافة إلى باقي الشركات كمراكز ومعاهد البحث الزراعي والوزارة الوصية».
ثم تأتي مرحلة جهاز «سمارت بلاندر»، الاختراع الجديد الخاص بالمكتب الشريف للفوسفاط ، وهو جهاز ذكي مزود بتطبيق معلوماتي يمكنه قراءة تحاليل التربة وإعداد تركيبة المخصبات الملائمة حسب نوعية الزراعة واستعمال المواد الأولية المتوفرة لديه لصناعتها وتسليمها للفلاح، بدون أن يترتب عن ذلك أية كلفة إضافية.
ولتعريف الفلاحين بالبرنامج الجديد وتقريبهم منه ينظم المكتب الشريف للفوسفاط نسخة جديدة تماما من برنامجه التقليدي «قوافل التنمية الفلاحية»، والتي انطلقت أولى محطاتها أول أمس في ضواحي آسفي، وستجوب المملكة عبر 28 محطة مبرمجة خلال العام الحالي، في كل محطة سيستقبل خبراء المكتب الشريف للفوسفاط الفلاحين لمدة 3 أيام بواقع 100 إلى 150 فلاحا في اليوم، في موقع يضم مختبرا متنقلا لتحليل التربة، وأروقة لاستقبال الفلاحين من طرف المهندسين لقراءة تحاليلهم، وقاعات اجتماعات، وقاعة كبيرة للندوات والنقاشات العامة، وجهاز «سمارت بلاندر» لتلبية حاجيات الفلاح، حسب نتائج التحليلات وأصناف المزروعات وتوصيات المهندسين. وتصل القدرة الانتاجية لكل واحد من هذه الأجهزة «سمارت بلاندر» إلى 5 أطنان من الأسمدة يوميا.
ويقول المهندس رفيق حسن «نبدأ الإعداد لكل محطة من مراحل هذا الجيل الجديد من قوافل المكتب الشريف للفوسفاط بزيارة مجموعة من الفلاحين في المنطقة المستهدفة، وأخذ عينات من التربة وإرسالها للمختبر. وتبدأ المحطة باستقبال فلاحي المنطقة، الذين يتم استدعاؤهم بشكل فردي. وهنا ينقسمون إلى عدة مجموعات، المجموعة الأولى تتكون من الذين حصلوا على تحاليل التربة، وهؤلاء يوجهون مباشرة إلى اللقاءات الثنائية مع المهندسين. وهناك مجموعة ثانية تتكون من الفلاحين الذين جلبوا معهم عينات من التربة لتحليلها في المختبر المتنقل، ثم الفئة الثالثة التي ستتعرف على البرنامج وستتدرب على كيفية أخذ عينات التربة بطريقة علمية من حقولها لتسليمها للمختبر. كما نجري قرعة للفلاحين المشاركين وتسلم للفائزين الكميات التي يحتاجون إليها من المخصبات مجانا، حسب نتائج التحليلات واستشارة المهندسين».