وجهت 3 إطارات نقابية مراسلة إلى رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران لمطالبته بالعمل على إيفاد لجنة للتفتيش إلى مستشفى الحسني بالدارالبيضاء، وذلك «للتدقيق في حسابات ومالية المستشفى والبحث في أوجه صرف ميزانيته، والوقوف على الكيفية التي يتم بها التسيير المالي والإداري لهذه المؤسسة الصحية»، سيما بالنظر إلى اقتناء معدات بأثمنة يرى المنتقدون أنها «مبالغ فيها، مقابل التقاعس عن اقتناء أخرى، المبالغ التي يجب رصدها لها هي في المتناول، وحضورها له أهمية قصوى، ومع ذلك لم يتم تفعيل ذلك ولاتزال غائبة عن المستشفى رغم أهميتها الصحية/الطبية»! المراسلة الموجهة إلى رئيس الحكومة وقفت عند مجموع الميزانيات التي خصصت لمستشفى الحسني منذ 2012، التي قدّرت خلال تلك السنة بحوالي 820 مليون سنتيم، بلغت نسبة الصرف فيها 74.31%، مقابل مداخيل المستشفى خلال ذات السنة التي بلغت حوالي 3.223.803.30 درهما. تنضاف إليها ميزانية 2013 التي بلغت حوالي 8.800.000.00 درهم، مقابل نسبة الصرف التي وصلت إلى 74%، والتي عرفت اقتناء عدد من المعدات التي يعتبر سعرها نسبيا مرتفعا ذات الثمن المرتفع نسبيا هي جهاز «فاكو» بحوالي 470.000.00 درهم، وجهاز راديو ، إضافة إلى ماسح ضوئي، آلة طابعة، شاشتي حاسوب، «كاسيط» بمبلغ يصل إلى حوالي 680.000.00 درهم. علما بأن في أواخر 2012 قد تبقّى من الميزانية حوالي 1.100.000.00 درهم، لم تكن كافية لاقتناء الجهازين السالفي الذكر فتم إيداع هذه الأموال بالخزينة بحساب المستشفى دون استعمالها إلى يومنا هذا. المطالبون بإيفاد لجنة التفتيش، شددوا في رسالتهم على أن «الثمن الحقيقي للراديو الذي تم اقتناؤه لا يتجاوز 210.000.00 درهم على الأكثر بدون «برنامج 3 د»»، مؤكدين على أنه «يتم الكلام عن اقتنائه مع الجهاز في محاولة للتمويه لتبرير فرق 470.000.00 درهم بين الثمن الحقيقي والثمن الذي صرفه المستشفى مقابل هذا الجهاز»، مضيفين بأنه خلال السنة الحالية 2014 «تم اقتناء جهاز التنفس الاصطناعي بقاعات العمليات من نوع «هايير» في حدود 200.000.00 درهم بعد تعطل جهاز مما أدى إلى عدم برمجة عمليات جراحية لمدة أكثر من 6 أشهر، في حين لم يتم إلى حد الآن اقتناء جهاز الفحص بالصدى مما جعل القسم لا يعمل لمدة سنة تقريبا، نفس الشيء بالنسبة لقسم الأسنان، إذ لم يتم اقتناء معدات لا يتجاوز ثمنها 100.000.00 درهم منذ سنتين، رغم المطالبة بذلك في عدة مناسبات ولقاءات مع جميع المسؤولين عن الصحة محليا وجهويا؟ كما أن أحد معدات جهاز خاص بطب الجهاز الهضمي لا يتعدى ثمنه 7000.00 درهم لم يتم اقتناؤه هو الآخر منذ مدة طويلة، الشيء الذي يعطل عمل أخصائيي هذا القسم. التخلف عن اقتناء معدات شمل كذلك مستلزمات طب العيون رغم أن القضاء على «الجلالة» هو من أولويات وزارة الصحة، ولم يتم اقتناء جهاز «اشوكور» رغم وجود طبيبي قلب. هذا في الوقت الذي يؤكد المعنيون على أن الإدارة لم تفعل الهيئات التي يمكنها اقتراح المعدات التي يجب شراؤها والمشاركة في تسيير الميزانية، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، وهو الذي كان دافعا للمطالبة بإيفاد لجنة للتفتيش «حفاظا على المال العام وترشيد استعماله فيما يهمّ صحة المواطنين».