"جيروزاليم بوست": الاعتراف الأممي بسيادة المغرب على الصحراء يُضعِف الجزائر ويعزّز مصالح إسرائيل في المنطقة    برادة يدعو الآباء والأمهات إلى مساندة المؤسسات التعليمية بالمواكبة المنزلية    الركراكي يرفع إيقاع "أسود الأطلس"    مؤتمر نصرة القدس و"معا للقدس": أية قوة يتم إرسالها لغزة يجب تحديد ولايتها بواسطة مجلس الأمن بالتشاور مع الشعب الفلسطيني    دعم المقاولات الصغرى بالمغرب .. "الباطرونا" تواكب والأبناك تقدم التمويل    مقترح عفو عام عن معتقلي حراك "جيل Z"    الحموشي يتقلَّد أرفع وسام أمني للشخصيات الأجنبية بإسبانيا    "لارام" تدشن أول رحلة مباشرة بين الدار البيضاء والسمارة    اتفاق مغربي سعودي لتطوير "المدينة المتوسطية" بطنجة باستثمار يفوق 250 مليون درهم    تحيين مقترح الحكم الذاتي: ضرورة استراتيجية في ضوء المتغيرات الدستورية والسياسية    الوالي التازي: المشاريع يجب أن تكون ذات أثر حقيقي وليست جبرا للخواطر    انتخابات العراق: ما الذي ينتظره العراقيون من مجلس النواب الجديد؟    هجوم انتحاري خارج محكمة في إسلام آباد يودي بحياة 12 شخصاً ويصيب 27 آخرين    ماكرون يؤكد رفض الضم والاستيطان وعباس يتعهد بإصلاحات وانتخابات قريبة    47735 شكاية وصلت مجلس السلطة القضائية والأخير: دليل على اتساع الوعي بالحقوق    التوقيت والقنوات الناقلة لمباراة المغرب وإيران في نهائي "الفوتسال"    مونديال أقل من 17 سنة.. المغرب يتعرف على منافسه في الدور المقبل    شراكة بين "اليونسكو" ومؤسسة "المغرب 2030" لتعزيز دور الرياضة في التربية والإدماج الاجتماعي    الرصاص يلعلع بأولاد تايمة ويرسل شخصا إلى المستعجلات    مديرية الأرصاد الجوية: أمطار وثلوج ورياح قوية بهذه المناطق المغربية    الرشيدي: إدماج 5 آلاف طفل في وضعية إعاقة في المدارس العمومية خلال 2025    إطلاق طلب عروض دولي لإعداد مخطط تهيئة جديد في 17 جماعة ترابية بساحل إقليم تطوان وعمالة المضيق-الفنيدق    بنسعيد في جبة المدافع: أنا من أقنعت أحرار بالترشح للجمع بين أستاذة ومديرة    "رقصة السالسا الجالسة": الحركة المعجزة التي تساعد في تخفيف آلام الظهر    "الفتيان" يتدربون على استرجاع اللياقة    استئنافية الحسيمة تؤيد أحكاما صادرة في حق متهمين على خلفية أحداث إمزورن    نادية فتاح تدعو إلى وضع تشغيل النساء في صلب الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية    كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم (المغرب 2025).. تعبئة 15 ألف متطوع استعدادا للعرس القاري    إصدارات مغربية جديدة في أروقة الدورة ال44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب    قراءة تأملية في كتاب «في الفلسفة السياسية : مقالات في الدولة، فلسطين، الدين» للباحثة المغربية «نزهة بوعزة»    التدبير‮ ‬السياسي‮ ‬للحكم الذاتي‮ ‬و‮..‬مرتكزات تحيينه‮!‬ 2/1    مراكش تحتفي بعودة السينما وتفتح أبوابها للأصوات الجديدة في دورة تجمع 82 فيلما من 31 دولة    والآن سؤال الكيفية والتنفيذ .. بعد التسليم بالحكم الذاتي كحل وحيد    حادثة سير خطيرة بالطريق السيار العرائش – سيدي اليماني    رسميًا.. المغرب يقرر منح التأشيرات الإلكترونية لجماهير كأس إفريقيا مجانا عبر تطبيق "يلا"    برلمانية تستفسر وزير التربية الوطنية بشأن خروقات التربية الدامجة بتيزنيت    "ساولات أ رباب".. حبيب سلام يستعد لإطلاق أغنية جديدة تثير حماس الجمهور    انعقاد الدورة ال25 للمهرجان الوطني للمسرح بتطوان    رونالدو يكشف أن مونديال 2026 سيكون الأخير له "حتما"    الحكومة تعتزم إطلاق بوابة إلكترونية لتقوية التجارة الخارجية    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بانخفاض    بموارد ‬تقدر ‬ب712,‬6 ‬مليار ‬درهم ‬ونفقات ‬تبلغ ‬761,‬3 ‬مليار ‬درهم    الكاتب ديفيد سالوي يفوز بجائزة بوكر البريطانية عن روايته "فلش"    الشاعرة والكاتبة الروائية ثريا ماجدولين، تتحدث في برنامج "مدارات " بالإذاعة الوطنية.    المغرب ‬رائد ‬في ‬قضايا ‬التغيرات ‬المناخية ‬حسب ‬تقرير ‬أممي ‬    المشي اليومي يساعد على مقاومة الزهايمر (دراسة)    مجلس الشيوخ الأميركي يصوّت على إنهاء الإغلاق الحكومي    ألمانيا تضع النظام الجزائري أمام اختبار صعب: الإفراج عن بوعلام صنصال مقابل استمرار علاج تبون    إيران تعدم رجلًا علنا أدين بقتل طبيب    خمسة آلاف خطوة في اليوم تقلل تغيرات المخ بسبب الزهايمر    انخفاض طلبات الإذن بزواج القاصر خلال سنة 2024 وفقا لتقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعاني من نقص في الأطر، خصاص في التجهيزات وممارسات غير صحية : مستشفيات مريضة ترفع درجات معاناة المرضى
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 02 - 12 - 2013

انتقادات، احتجاجات، أنين، بكاء، نواح وعويل، إنها المشاهد التي أضحت تؤثث يوميات وليالي المستشفيات على صعيد المملكة. مواطنون راغبون في العلاج توصد أبواب هذه المرافق الصحية العمومية في وجوههم بعد تسليمهم لمواعيد تمتد لشهور دون مراعاة لوضعهم الصحي الذي يتطلب تدخلا آنيا للتخفيف من حدة الآلام التي يعانون منها ويحسون بها، وآخرون يلقون حتفهم أمامها أو بداخلها نتيجة للإهمال واللامبالاة، في تجاهل تام لقسم أبوقراط؟
ولوج المستشفيات لا يشكل بالضرورة عنوانا على العلاج والشفاء، بل قد يكون الجسر الرابط بين الحياة نحو الموت وليس العكس هو الصحيح السائد دوما، وإن كان بالفعل معبرا للاستشفاء في حالات معينة لدى البعض الآخر من الذين يستفيدون منه وفقا لتصنيفات تحدد نوعا معينا من الأولويات بعيدا عما هو متعارف عليه، الأمر الذي يؤكد على أن المنظومة الصحية العمومية بالمغرب، هي منظومة معطوبة تعاني الكثير من الاختلالات وتفتقر للعديد من المقومات!
عدد من مستشفيات العاصمة الاقتصادية يصدق عليه المثل القائل «لقرع منين ماضربتيه يسيل دمو»، فلا بنية استقبال، ولا تجهيزات متوفرة، مركبات جراحية معطلة، غرف للإنعاش في حاجة لمن ينعشها، سيارات إسعاف لنقل المرضى بدون بنزين، أجهزة مجمدة ولاتشتغل إلا في حالات معينة ... والقائمة طويلة بطول جراح المستشفيات التي هي في حاجة لمن يداويها، ومن بين هذه المستشفيات مستشفى الحسني الذي انتفض عدد من أطره غير ما مرة ضد المسلكيات المستشرية فيه، وعبروا عن رفضهم لكيفية تسيير دواليبه، كما هو الحال بالنسبة لرسالة طبيبة طالبت الوزارة الوصية بإيفاد لجنة للتفتيش للوقوف على ماتعيشه وزملاؤها داخل أروقة المستشفى ليل نهار.
 رسالة للوزير
اختارت الدكتور «فوزية كموح»، وهي طبيبة ورئيسة قسم الأطفال بمستشفى الحسني، أن تكسر جدار الصمت وان تضع وزير الصحة أمام مسؤوليته مباشرة بعيدا عن أي لفّ أو دوران، موجهة رسالة مفتوحة إلى البروفسور الحسين الوردي عبر جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، من بين ما جاء فيها «بعد أن ساء وضع الخدمات الصحية وظروف العمل بمستشفى الحسني بالألفة بالدار البيضاء، ارتأيت أن أراسلكم مباشرة عبر الصحافة المكتوبة، ويكمن فحوى وموضوع الرسالة في أن هناك ارتجالية في التسيير داخل هذا المرفق العمومي، تتجلى في عدم توفير ظروف العمل في كل أقسام مستشفى الحسني، بما فيها مركز التشخيص ومركز تصفية الدم، فضلا عن أوجه لصرف وهدر المال العام التي تطرح أكثر من علامة  استفهام»؟
وتضيف رسالة الطبيبة «فالموظفون لم يتوصلوا كلهم بمستحقات التعويضات عن الحراسة والإلزامية لمدة أربع سنوات، ولم يتوصل جلهم بالبذل لمدة ثلاث سنوات، ولا يتوفرون على أماكن يأكلون بها وقت الأكل، ولا دورا للمياه لقضاء الحاجات الضرورية، كما أنهم وبكل الأقسام لا يتوفرون على معدات لتمكين المواطن من خدمات طبية في المستوى المطلوب ويتعرضون لضغوط نفسية بقسم المستعجلات ليقوموا بدور الممرضين، هذا في الوقت الذي يؤدي المواطن مبلغ 40 درهما، مقابل الفحص ولا يحصل على وصل قانوني نظير ذلك، الأمر اللافت للانتباه كذلك»!؟
إنها بعض من الانتقادات والخروقات التي وقفت عليها الطبيبة التي طالبت وزارة الصحة بإيفاد لجنة للتفتيش، حتى تقف على حقيقة الاختلالات كي يتم تقديم من ثبت في حقه اختلاس المال العام للمحاسبة.
 في قلب «المستشفى»
رسالة الدكتورة «كموح» دفعتنا للانتقال إلى مؤسسة يطلق عليها اسم مستشفى للوقوف على بعض عناوين الصحة المريضة، والتي شكل قسم المستعجلات مدخلا لها، إذ تتضح أوجه المعاناة للعيان منذ وصول المريض، خاصة إذا كان في وضعية صحية لايحسد عليها، يصعب معها تنقله على قدميه، وذلك بعد أن يتضح بأنه لاوجود لما يصطلح عليه بالكرسي المتحرك الذي يعد وسيلة بديهية وجب توفرها لكي يتم وضعها رهن إشارة المرضى، قصد إدخالهم من الخارج صوب المصلحة الطبية، وحتى إن وجد فإن الإطلالة عليه تجعل المرء يزدري مشهده، مما يدفع بأقارب المرضى إلى حملهم على الأكتاف عوض وضعهم على كرسي قد يعجل من سقوطهم ويتسبب في تبعات هم في غنى عنها.
بعد ذلك تتوالى العديد من الممارسات التي تجعل المرء يتساءل إن كان فعلا يتواجد بمؤسسة صحية تتواجد بها ملائكة الرحمة، وغايتها تقديم الخدمات الطبية للمرضى، فعند دخول المريض إلى هذا القسم تنطلق فصول من اللاوضوح من طرف بعض من يرتدون الوزرة البيضاء،   حيث يتم تسجيل البعض وتسلم مقابل عن ذلك دون تسليمهم وصلا قانونيا نظير المبلغ الذي قاموا بتأديته، وعوضا عن ذلك يتم تسليمهم ورقة تسجيل تسمى (SNC)، وهي منجزة بطريقة قريبة جدا من الوصل القانوني الذي يحتوي عليه دفتر المالية (Quittance) ؟
مباشرة بعدها يجد المريض نفسه في طابور لعرض نفسه على الطبيب إذا كانت حالته غير طارئة، أو يتم توجيهه إلى قاعة الملاحظة، أو صوب قاعة يصطلح عليها بقاعة «الديشوكاج»، إذا كانت الحالة طارئة وتستدعي تدخلا مستعجلا وطارئا قد يصل إلى مرحلة التدليك الرئوي أو التنفس الاصطناعي وغيره. أما المريض الذي يحتاج إلى تدخل مستعجل كالذي يعاني من الربو أو داء السكري، فإن الكيفية التي يتم التعامل معه بها تعتبر جد غريبة، خاصة وأن ما يتداول داخل هذا القسم هو أن من يقوم بحقن المرضى هم أشخاص لاصلة لهم بمجال التمريض،  هذا في الوقت الذي ينعدم وجود جهاز لقياس الحرارة، وعدم وجود جهاز لقياس السكر (Appareil dextro) ، الذي يمكن من قياس نسبة السكر في لحظات معدودة وعلى ضوء النتيجة يمكن التدخل، وهو الجهاز الذي يتوفر عند الأسر المعوزة ويغيب  بمستشفى إقليمي!
وعودة إلى الحالات المستعجلة والتي تستدعي إيلاج أصحابها إلى قاعة «الديشوكاج»، فإنه يتبين عمليا أن هذه القاعة عمليا هي غير موجودة، وذلك بفعل وجود الحجرة/القاعة وغياب المستلزمات الضرورية غير الموجودة بكاملها، وغير المرتبة كما هو منصوص عليه في المعايير المغربية والدولية، ومن علامات العطب المتعددة هناك جهاز إبطال الرجفان القبلي (Défibrillateur) الذي يعاني العطب رغم حيويته وضرورته بهذه القاعة. ينضاف إليه جهاز التنفس الاصطناعي القار الغائب عن هذا المرفق الصحي، والذي يعوضه جهاز للتنفس الاصطناعي المخصص أصلا لسيارة الاسعاف حين نقل المرضى، هذه السيارة التي بدورها تفتقد للعديد من المقومات المتعارف عليها من اجل التدخل لانقاذ الحالات المستعجلة وتأمين وصولها إلى المستشفى في وضعية غير متدهورة من اجل تلقي العلاج، حيث ووفقا لمصادر الجريدة، فإنها لا تتوفر على منبه الصوت الخاص «لاسيرين»، ولا تتوفر على أجهزة المراقبة من قبيل «Scope» و» Oxymétre « و «Défibrillateur» و الحقنة الكهربائية «Seringue  électrique «، بالإضافة إلى انعدام « Laryngoscope « و « Réanima « وأدوية التدخل السريع، كالأدرينالين، والترينترين، والأتروبين، وعدة أدوية أخرى  ...، فضلا عن أبسط الأشياء كاللصاق وغيرها....
وارتباطا دائما بقاعة «الديشوكاج»، فهي الأخرى لاتتوفر على  حقنة كهربائية، ولا على « chariot d?urgence « الذي يتكون من 5 إلى 6 طوابق، تتوفر به جميع المعدات للتدخل المستعجل، وحتى سرير المريض فهو سرير عادٍ جدا كما لو أنه سرير منزلي، في حين كان يجب ان تتوفر القاعة هاته على  «Chariot brancard « وهو سرير خاص يفيد في التدليك القبلي الرئوي،  وفي تنقيل المريض بسهولة.
خدمات معلقة
ليس قسم المستعجلات الوحيد الذي يعاني من المرض، بل ينضاف إليه قسم المختبر الذي لايقدم أجوبة عن عدد من التحليلات مكتفيا بنوع معين منها، الأمر الذي يخلق إشكالا للعديد من المواطنين الذين يجدون أنفسهم مجبرين على طرق أبواب مختبرات خارج المستشفى عكس مستشفيات أخرى، سيما حين يتعلق الأمر بتحليلة كتحليلة تعفن البول ECBU وأخرى CRP من التحليلات غير المتوفرة، فضلا عن ظروف العمل التي ينعتها المعنيون بكونها مزرية بالنسبة للموظفين، وكمثال على ذلك ، على سبيل المثال لا الحصر، تعرض هذا القسم ومنذ مدة لسيلان مياه ملوثة من دورة المياه المتواجد بقسم الولادة بالطابق الأول، الذي بدوره يخضع للترميم منذ أكثر من سنتين؟
إذا كان من ولادات أمكن لقسم الولادة تحقيقها، فهي ولادة جيوش من الحشرات الناقلة للأمراض الجلدية، فهذا القسم الحساس كان بالطابق الأول في إطار برنامج وزارة الصحة للاهتمام بالأم والطفل في عهد الوزيرة السابقة، حيث أريد إعادة هيكلة القسم، فتم الشروع في الأشغال منذ أكثر من سنتين، ثم توقفت بعد مرور 3 أو 4 أشهر، إذ ظل القسم المتواجد بالطابق الأول مغلقا، يتعرض لغزو الحشرات منذ حوالي 6 أشهر، والتي انتقلت إلى الطابق الثاني معرضة بذلك صحة الموظفين بالمستشفى والمواطنين لخطر الإصابة بالأمراض الجلدية، متسببا للجميع صغارا وكبارا في الحكة.
هذه الأشغال أدت إلى نقل قسم الولادة إلى الطابق الثاني مكان قسم طب الأطفال، مما يترتب عنه عدم كفاية الاستشفاء بقسم الولادة لاستيعاب النساء الحوامل وأبنائهم بعد الوضع، مما يؤدي إلى وقوع اكتظاظ واقتسام الأسرّة، مع ما ينتج عن ذلك من تعفن وإضرار بالصحة، دون الحديث عن جهاز الفحص بالصدى المعطل بهذا القسم، والموائد الرديئة الجودة التي توضع عليها النساء للولادة، والثلاجة المعطلة والتي تعد صالحة لحفظ الأدوية التي تستعمل لوقف نزيف الرحم عند الولادة المعروفة «السانتوفينان»، وكذلك الأمر بالنسبة لجهاز التعقيم مما يجعل المعدات المستعملة في التوليد غير معقمة، الأمر الذي يتسبب في نقل الأمراض لمولود كان في رحم أمه لايعاني شيئا فيصاب بها بعد أن يرى النور، مما يؤدي إلى انتشار التعفنات داخل الوسط الصحي، وهنا يطرح سؤال كيف تقوم وزارة الصحة بحملات تحسيسية ضد السيدا والأمراض المعدية، ويقوم المستشفى بنشرها، لأنه علميا إذا لم يتم تعقيم المعدات الطبية فإن باب تنقل الأمراض مفتوح على مصراعيه؟
من جهته قسم الأطفال الذي دشن من طرف جلالة الملك في 2002، وخصصت قاعة كفضاء للترفيه بالنسبة للأطفال مليء باللعب وحاجيات الصغار، فإذا بهذا القسم أضحى لايتوفر إلا على قاعة بأربعة أسرّة في مساحة صغرى، بالإضافة إلى مكتب للطبيب، وطاولة للفحص، مع ميزان عتيق،علما بأن المستشفى يتوفر على 4 أطباء اختصاصيين في طب الأطفال، في حين لايتوفر على جهاز قياس الطول، الأمر الذي يدفع الأطباء إلى استعمال الوسيلة المعتمدة لدى الخياطين لقياس طول الأطفال، فضلا عن خصاص في معدات متعددة!
أما قسم الترويض فقد اضطر إلى إغلاق أبوابه في وجه المعاقين والمرضى أصحاب الجلطة الدماغية، داعيا إياهم إلى العودة إلى ديارهم دون الاستفادة من حصص في الترويض، وذلك لانعدام المعدات الخاصة بهذه الشريحة من المرضى، كجهاز» Electrostimulation»، وغيره من المعدات التي تمت المطالبة بها منذ أكثر من سنتين دون جدوى، بالإضافة إلى عدم حصول موظفي هذا القسم على بذل، وعدم توفر دورة المياه، ومكان للأكل. أما قسم الأسنان فهو لا يخضع للمعايير الوطنية والدولية، حيث أن أبسط ما يمكن توفيره وهو جهاز التهوية، لم يتم جلبه إلا بعد نضال نقابتين، والذي جاء بعد كتابات متكررة من طرف الطبيبتين الساهرتين على هذا القسم، وهذا الجهاز فهو ليس لتهوية الطبيبتين وإنما للحفاظ على المعدات التي تستعمل للمرضى « Le consommable» ، وبالنسبة لجهاز « Radio vision « والذي يمكّن من الكشف على العروق والأعطاب، في حال إزالة التسوس، فإنه غير متوفر منذ سنتين وترفض الإدارة جلبه، وفقا لمصادر الجريدة؟
آلام مشتركة
آلام المرضى الوافدين على مستشفى الحسني تقابلها آلام عدد من الموارد البشرية العاملة بهذه المؤسسة الصحية وإن اختلف وقعها ودرجاتها، وكمثال على ذلك قسم الأشعة الذي ولمدة تتجاوز 10 سنوات وهو يحتفظ على جهاز متآكل للفحص بالأشعة لا يقدم صورا واضحة مما يؤدي إلى سوء التشخيص؟ هذا في الوقت الذي تصف مصادر الجريدة العمل بهذا القسم بالمزرية، إذ أن العاملين به لا يتوصلون ببذل ولمدة تفوق أربع سنوات، وحتى قاعة الاستراحة تمارس الفئران فيها غزواتها مع ما يشكل ذلك من خطورة على الجميع!
إضافة إلى ذلك لا يتوفر هذا القسم على Sonde pédiatrique الخاصة بالأطفال، ولا أية معدات أخرى، أخذا بعين الاعتبار بأنه في الأشهر القليلة الماضية، ثبت أن هناك شُقوقا بالقسم مما يعرض العاملين بالقسم والمستشفى لخطر التعرض للأشعة، وما تسببه من أمراض فتاكة، حيث تضيف ذات المصادر بأنه تم إخبار مدير المستشفى أكثر من مرة بالموضوع وبأن لجنة طب الشغل قامت بالمعاينة وأنجزت تقريرا في الموضوع سلمته إلى المدير إلا أنه لم يحرك ساكنا.
تغذية مريضة
بدوره مطبخ المستشفى الاقليمي الحسني لم يسلم من العلل، فهو منفذ للقاذورات، وتتعدد فيه مخارج للفئران والصراصير، التي تتجول بكل طلاقة، فضلا عن عدم احترام سلسلة التبريد بالنسبة للمواد، والتي تطرح أكثر من علامة استفهام حول طريقة مراقبة جودتها وتاريخ صلاحيتها، مع الإشارة إلى أن هذا المطبخ مجاور لقنينات الأوكسجين، الشيء الذي ينذر بوقوع ما لاتحمد عقباه في أية لحظة.
اختلالات إدارية
تتكون إدارة مستشفى الحسني من مدير، ومقتصد رئيس قسم الشؤون الاقتصادية، 6 مقتصدين، وطبيبة رئيسة القطب الطبي، ومهندسة مختصة في صيانة المعدات الطبية، هذا في الوقت الذي «تعجز» الإدارة عن صرف التعويضات عن الحراسة والإلزامية للموظفين منذ 2009 ، ثم التعويضات عن التنقل لسنتي 2012 و 2013، فضلا عن كون ميزانية 2012 تجاوزت المليار سنتيم، وميزانية 2013 تجاوزت هي الأخرى المليار و 300 مليون سنتيم، علما بأنه خلال هاتين السنتين تم فقط اقتناء جهاز راديو رقمي بقدر مالي يقارب 50 مليون سنتيم ، في حين يؤكد المطلعون عن كثب على تفاصيل المستشفى الداخلية بأنه رديء الجودة؟ بالإضافة إلى جهاز «الفاكو» وهو جهاز خاص بجراحة العين، بلغ قدره المالي حوالي 70 مليون سنتيم، دون إغفال أن هذا الجهاز يتطلب مواد مستهلكة « Consommable « بثمن باهظ، كما أنه لايمكن إعادة تعقيمه، وفقا لذات المصادر، مما يثقل كاهل المستشفى، مقابل استفادة جهات معينة!
تفتيش ولكن ...
علمت «الاتحاد الاشتراكي» بأن لجنة للتفتيش حلّت بالمستشفى قبل حوالي 12 يوما، للوقوف على ملف التسيير بهذا المستشفى الذي يصفه المنتقدون بكونه يعيش مأساة حقيقية من حيث سوء التسيير وكل مظاهر الفساد الإداري، إلا أن هذه الخطوة هي الأخرى لم تسلم من انتقادات في انتظار إعلان النتائج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.