السنغال تتأهل متصدّرة مجموعتها في كأس أمم أفريقيا 2025 بالمغرب بعد فوزها على بنين    كأس إفريقيا للأمم 2025 (دور الثمن).. المنتخب المغربي يواجه نظيره التنزاني يوم الأحد المقبل بملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط    أحكام في حق متهمين من "جيل زد"    "كان المغرب".. نيجيريا تحسم الصدارة وتونس وتنزانيا تعبران إلى دور الثمن        أكثر من 3000 مهاجر لقوا حتفهم سنة 2025 أثناء محاولتهم بلوغ إسبانيا    أمطار جديدة تغرق خيام النازحين في غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية        15 قتيلا و2559 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال الأسبوع المنصرم    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها بأداء إيجابي    في آخر مباريات الدور الأول .. السودان يرصد فوزه الثاني تواليا وصراع إيفواري – كاميروني على الصدارة    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال24 ساعة الماضية    كان المغرب 2025 : تشيكينيو كوندي يدعو إلى الهدوء والانضباط قبل مواجهة الكاميرون    تخفيضات في أسعار المحروقات بالمغرب قبيل دخول السنة الميلادية الجديدة    كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري تعلن افتتاح الموسم الشتوي لصيد الأخطبوط    الأطالس تجذب القر اء بتركيزها على جمالية الخرائط ومحتواها التعليمي    مدرب بوركينا فاسو: عازمون على خوض مواجهة السودان بروح جماعية عالية    الإمارات تنهي قوات متبقية باليمن    الإمارات تعلن سحب "ما تبقى" من قواتها في اليمن "بمحض إرادتها"    باحثون فلسطينيون ومغاربة يقاربون الأبعاد الروحية والإنسانية لأوقاف أهل المغرب في القدس    21 فنانا مغربيا يعرضون مشاعرهم وذاكرتهم في «ذبذبات داخلية» بالدار البيضاء    ميتا تستحوذ على أداة الذكاء الاصطناعي مانوس المطورة في الصين    الكان 2025 .. الصحافة الإسبانية تشيد بالأداء الرفيع لأسود الأطلس    أكادير.. شكوى جامعيين تكشف ضغوطا غير قانونية لإنجاح طلبة غير مستوفين لشروط النجاح    تسجيل ما مجموعه 1770 مليون متر مكعب من الواردات المائية منذ فاتح شتنبر 2025    من أشقاء إلى خصوم.. محطات رئيسية في العلاقات السعودية الإماراتية    الاستهلاك المعتدل للقهوة والشاي يحسن وظائف الرئة ويقلل خطر الأمراض التنفسية    أثمان الصناعات التحويلية تزيد في نونبر        احتفالات بفوز المغرب على زامبيا تتحول إلى عنف في مدينة "ليل" الفرنسية    النسوية: بدايات وتطورات وآفاق    فعاليات برنامج مسرح رياض السلطان لشهر يناير تجمع بين الجرأة الإبداعية ونزعة الاكتشاف    المعرض الوطني الكبير 60 سنة من الفن التشكيلي بالمغرب    تقرير للبنك الدولي: المغرب يتفوق على المعدلات العالمية في مناخ الأعمال    عليوي: الحركة الشعبية أصبحت "حزبا شخصيا" لأوزين.. والمجلس الوطني ك"سوق بلا أسوار"    إحداث أزيد من 35 ألف مقاولة بشكل رقمي    ثلاث نقابات بوزارة التجهيز ترفض "تجميد" النظام الأساسي بدعوى الأولويات    تأسيس المكتب المحلي للأطر المساعدة بمدينة سلا    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء    المعاملات الآسيوية تقلص خسائر الفضة    لجنة العدل تشرع في مناقشة مشروع قانون المسطرة المدنية    توقعات أحوال الطقس لليوم الثلاثاء    المغنية الأمريكية بيونسي على قائمة المليارديرات    رسالة تهنئة من السفيرة الصينية يو جينسونغ إلى المغاربة بمناسبة عام 2026    دفاع مستشار عمدة طنجة يطلب مهلة    أبو عبيدة.. رحيل ملثم أرّق إسرائيل طوال عقدين    وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو عن 91 عاما    اتباتو يتتبع "تمرحل الفيلم الأمازيغي"        علماء روس يبتكرون مادة مسامية لتسريع شفاء العظام    علماء يبتكرون جهازا يكشف السرطان بدقة عالية    الحق في المعلومة حق في القدسية!    وفق دراسة جديدة.. اضطراب الساعة البيولوجية قد يسرّع تطور مرض الزهايمر    جائزة الملك فيصل بالتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء تنظمان محاضرة علمية بعنوان: "أعلام الفقه المالكي والذاكرة المكانية من خلال علم الأطالس"    رهبة الكون تسحق غرور البشر    بلاغ بحمّى الكلام    فجيج في عيون وثائقها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ياسمين الحسناوي الحاصلة على الدكتوراه بالانجليزية حول السياسة الخارجية الجزائرية في نزاع الصحراء للاتحاد الاشتراكي: لايمكن تحقيق أي تغيير في الموقف الجزائري مالم يغادر الحرس القديم سدة الحكم

الباحثة المغرببة ياسمين الحسناوي،أستاذة جامعية سبق لها أن درست لطلبتها في الولايات المتحدة الأمريكية، الثقافة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، في خمس جامعات هناك.
ضمن البرنامج المسطر،مفروض في طلبتها أن يسافروا إلى هذه الدول للاطلاع عن قرب على هذه الثقافات ،لكن أثار انتباهها رفض طلبتها التوجه إلى المغرب ،مما جعلها تتساءل عن أسباب هذا الرفض.
لم تنتظر الدكتورة ياسمين الحسناوي كثيرا،بحثت في الموضوع لتصطدم بالحقيقة المرة بالنسبة إليها كمغربية ،بعد أن تأكدت أن أسباب رفض طلبتها الذهاب إلى بلدها يعود إلى الصورة المشوهة التي سوقها أعداء الوحدة الوطنية، فهناك خلايا مشكلة من أبناء قادة الانفصاليين الذين تمولهم الجزائر، ينشطون في هذه الجامعات الأمريكية ، ويسوقون المغرب كبلد محتل وقامع للحريات، مما اضطرها إلى التواصل مع السفارة المغربية بنيويورك التي مدتها بكل الوثائق التي تدحض ادعاءات الانفصاليين وعرابهم النظام الجزائري، وقد وضعت هذه الكتب والوثائق في مكتبات الجامعات .
لم تكن الحسناوي تعرف الشيء الكثير عن القضية الوطنية، لكن ما حدث جعلها تنطلق في رحلة بحث انطلاقا من أرض الواقع،لتقرر في صيف سنة 2008 الذهاب إلى الأقاليم الصحراوية، والتقت بأعضاء الكوركاس والعائدين من تندوف والمسؤولين الرسميين ، وأقامت مع السكان هناك ، لتتأكد أن ادعاءات البوليساريو والجزائر كذب في كذب،لتعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية،وقررت إدخال الثقافة الحسانية في المواد التي تدرس للطلبة هناك في خمس جامعات،كما انخرطت في منظمة العفو الدولية ،ومن داخل هذا الإطار فضحت المآسي التي يتعرض لها المحتجزون بتندوف، كما ألقت محاضرات ونشرت مقالات في الإعلام الأمريكي تدافع عن أحقية المغرب في صحرائه وتعري زيف أطروحة أعدائه ،قبل أن توظف كل هذه الأشياء وتقابل مسؤولين وأكاديميين على اطلاع بالملف ،والبحث في وثائق الأمم المتحدة وفي أرشيف الإنجليز ،ليتوج في الأخير هذا المسار بالحصول على شهادة الدكتوراه باللغة الإنجليزية حول السياسة الخارجية الجزائرية في نزاع الصحراء بميزة مشرف جدا مع التوصية بالنشر باللغة العربية والإنجليزية.
عن مضمون هذه الأطروحة، التقت جريدة الاتحاد الاشتراكي بالباحثة المغربية ياسمين الحسناوي فكان الحوار التالي.

نالت الباحثة ياسمين الحسناوي شهادة الدكتوراه في موضوع «السياسة الخارجية الجزائرية في نزاع الصحراء» بجامعة محمد الخامس بالرباط كلية الآداب والعلوم الانسانية، من تأطير الأستاذ لحسن حداد وبرئاسة الأستاذة يمينة القراط، إضافة للأستاذ سعيد كرويد و الأستاذ رشيد توهتوه و الأستاذ عبد الرحمان المودن .
وقد نوهت اللجنة العلمية بمستوى ومضمون هذه الأطروحة ومنحتها شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع توصية بالنشر باللغة العربية والإنجليزية.
الأطروحة تعتبر الأولى من نوعها تناقش هذا الموضوع باللغة الإنجليزية، تمحورت حول مدى الاستمرارية أو التغيير في السياسة الخارجية الجزائرية بخصوص اتجاه المغرب منذ حصول الجزائر على استقلالها في سنة 1962.
عن هذه الأطروحة تقول الباحثة ياسمين الحسناوي في لقاء مع جريدة الاتحاد الاشتراكي، لقد أردت إبراز دور الجزائر من خلال وثائق حصلت عليها من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومن أرشيف لندن، وكذلك من خلال المقابلات مع أكادميين أمريكيين يشتغلون على الموضوع ومع ومسؤولين من الأمم المتحدة وكذلك مسؤولين وأكادميين جزائريين ومغاربة.وحاولت من خلال بحث موضوعي ومعمق تسليط الضوء على خلفيات وكواليس هذا المشكل ،ولايمكن الحديث عن هذا الموضوع دون العودة إلى مشكل الحدود بين المغرب والجزائر إبان حصول هذه الأخيرة عن الاستقلال سنة 1962 .وبالتالي لايمكن الحديث عن قضية الصحراء دون العودة إلى أصل النزاع بين البلدين الجارين. وقد قدمت حججا وبراهين من خلال مقابلات ميدانية مع أكادميين ودبلوماسيين اشتغلوا على هذا الملف ولهم دراية بالعلاقات المغربية الجزائرية .
ولكي نفهم السياسة الخارجية للجزائر، تقول الباحثة ياسمين الحسناوي،علينا أن نفهم سياستها الداخلية ،إذ نجد كما كشف لي دبلوماسيون أجانب أن النظام الجزائري يلتجئ دائما إلى استعمال ورقة الصحراء المغربية لإلهاء الشعب الجزائري بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة نتيجة الفساد المستشري هناك .
وأوضحت ياسمين الحسناوي في هذا البحث، كيف تعامل الرؤساء المتعاقبون على حكم الجزائر مع ملف الصحراء المغربية سواء في إطار الاستمرارية أو التغيير في اللهجة والتعامل، وإن كان الموقف يبقى ثابتا ،أما الاستمرارية فتبرز بقوة في حكم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، الذي تميز بلهجة حادة وعداء شديد للمغرب مثله مثل هواري بومدين ،في حين كان الرئيس الشادلي بن جديد يدافع عن الانفصاليين بطريقة لينة،وإن كان كل الرؤساء المتعاقبين على حكم الجزائر جاءوا من المؤسسة العسكرية والمخابراتية وينتمون إلى جبهة التحرير الوطني، وبالتالي لهم نفس الرؤية ،فالنظام الجزائري تقول ياسمين الحسناوي نظام مغلق،فلايمكن لأي رئيس من الرؤساء أن يكون مستقلا، وأن تكون له القدرة على وضع حد لهذا النزاع ،وقد حاول ذلك الرئيس بوضياف فتمت تصفيته ،لأنه كان يريد إعطاء الأولوية لمحاربة الفساد والمفسدين، وكان ينادي بحل مشكل قضية الصحراء، لأن الجزائر تعاني كثيرا من هذه القضية وأنفقت أموالا كثيرة على حساب رفاهية الشعب الجزائري ،وهذا الأمر اعترف به فيما بعد الجنرال نزار.
تقول الباحثة ياسمين الحسناوي إن جل القادة الجزائريين كانت تربطهم علاقة قوية بالمغرب ،هذا الأخير قدم مساعدات كثيرة لمحاربة الاستعمار الفرنسي، رغم أن الرئيس أحمد بنبلا من أصول مغربية وأن عزيز بوتفليقة ازداد في وجدة المغربية ،ولم يستطيعا حل المشكل، الذي لايرتبط تقول الحسناوي بالأشخاص،بل هناك منظومة لايمكن أن يتجاوزها أو يخترقها أي أحد، بالإضافة كما ترى الدكتورة الحسناوي أن المشكل إيديولوجي وسيكولوجي، كما قاربت الموضوع كذلك من منظور تاريخي وجيواستراتيجي ،هذه العوامل هي المتحكمة في هذا النزاع الطويل.
الجزائر -تقول- رغم أنها أنتجت الثورة ،رغم ذلك فإن البلد حديث ولم ينل استقلاله إلا سنة 1962،لذا أصبح ملاذا للثوار مثل ثوار ناميبيا وجنوب إفريقيا وتدعي أنها مع حصول هذه الشعوب على استقلالها، لكن من غير أن نجد أهدافا منطقية تحركها، والدليل على ذلك أننا نجد الرئيس هواري بومدين يدافع عن إثيوبيا على حساب إريتريا، وإن كانت الأخيرة بلدا مسلما.رغم أن إيريتريا كانت تطالب باستقلالها لمدة 30سنة دون أن يدافع عنها.
وعما إذا كانت الإطاحة بنظام عزيز بوتفليقة قد تحدث تغييرا في الموقف الجزائري ،عن ذلك تجيب الباحثة ياسمين الحسناوي ،أن الأمر صعب جدا وأنها غير متفائلة ولن يحدث أي اختراق مالم تتنح كل الأجيال التي لها عقدة مع المغرب ،ويتولى الحكم الشباب ويتولى أيضا قيادة الجيش الجزائري ضباط شباب .فأغلبية سكان الجزائر اليوم أي أكثر من 50في المئة في سن الثلاثين وأقل، لم يعيشوا مشكل الحدود وحرب الرمال والمسيرة الخضراء، مشكل تندوف يعرفه الجنرال قايد صالح ومن هو في جيله، والشباب الجزائري اليوم يطالب كما طالب في ثورته بمحاربة الفساد والمفسدين والتخلص من الحرس القديم الذي كان وراء تفقير الشعب الجزائري،وقد تحدثت في الموضوع مع أكاديميين أمريكيين ورأوا أن المشكل سيظل قائما مادام العسكر المنتمي إلى الحرس القديم هو المهيمين.
شخصيا –تقول-أفتخر بثورة الجزائر وبنضال الشعب في مواجهة المستعمر الفرنسي .وقد قدم المغرب تضحيات جساما لصالحه كما أسر لي ذلك الأستاذ محمد اليازغي ،وذلك في الخمسينيات على مستوى اللوجستيك وغيره، ومكن جبهة التحرير الوطني من التدريب العسكري في وجدة والناظور،كما تم تكوين لجنة مشتركة لدراسة وحل مشكل الحدود بين البلدين بعد الاستقلال حتى يسترجع المغرب أراضيه التي أخذها منه الاستعمار الفرنسي ،لكن الرئيس أحمد بنبلا صرح أنه لم يمكن المغرب من أي ذرة رمل من تندوف والتوات. اللجنة كانت تضم في عضويتها فرحات عباس وسعد دحلب وامحمد بوستة ،وكان الاتفاق مع الحكومة المؤقتة الجزائرية.
وتوضح الأستاذة الحسناوي أنها اكتشفت أن الجزائريين يدعون من خلال المقابلات التي أجريتها مع أكاديميين ومسؤولين جزائريين أنهم طرف مهتم ومهم في ملف نزاع الصحراء، وينوهون بعمل المغرب لحل المشكل، لكنهم في الواقع هم المشكلة ويدافعون عن البوايزاريو عبر الاستفتاء وعن قرارات الأمم المتحدة ،لكن الوثائق التي حصلت عليها تكشف تناقضاتهم الواضحة، ففي أروقة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي تظهر الوثائق أن الجزائر هي الطرف المعني من خلال أطروحات المسؤولين، ووجدت كل الوثائق تطالب فيها الجزائر بتقرير المصير دون أن يعني لهم ذلك حلولا أخرى وأشكالا متعددة لهذا التقرير .ووجدت أن الجزائريين ساهموا في تقرير المبعوث الأممي جيمس بيكر ،وأي اقتراح وافق عليه المغرب وكان محط اتفاق مع بيكر إلا وعارضته الجزائر، وهذا ما حكته لي معاونته «أنا تيو تيو فيلوبو» وكذلك وثائق ويكيليكس ووثائق أرشيف لندن التي حصلت عليها من هناك بعد رفع السرية عنها، كما اطلعت على كل المحادثات بين الدبلوماسيين الجزائريين الأمريكيين والإنجليز ،حيث تدافع الجزائر عن فصل الصحراء عن المغرب لصالح البوليزاريو، أي تدافع عن الاستفتاء المؤدي إلى الانفصال، كما دافع النظام الجزائري على توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حقوق الإنسان ،رغم أنهم يعرفون أن المغرب قام بعمل جبار في هذا الإطار، كما يتساءل الجميع لماذا الجزائر لم تسمح بالإحصاء في تندوف ويصرون على عرقلة حل هذا النزاع،بالمناسبة فساكنة تندوف ليسوا بلاجئين، بل هم محتجزون ،واللاجيء كما هو متعارف عليه هو ذاك الذي هرب من بلده لظروف خاصة بالحرب أو يتوفر على بطاقة من منظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ،ويكون أيضا محصيا ،وهذا ليس متوفرا في هذه الحالة ،وبالتالي على الجانب المغربي أن يركز على هذه النقطة ويوضحها للرأي العام الدولي ،لذا كانت أطروحتي باللغة الإنجليزية موجهة إلى من يتحدثون بهذه اللغة من الرأي العام الدولي، فالجزائر تعرقل عملية الإحصاء وهذا دليل آخر على تورطها المباشر في القضية، بل الأكثر من ذلك تعمل على محاولة زعزعة استقرار المغرب، والكل يتذكر قضية إكديم إيزيك، إذ بدأ الأمر أولا كمشكل اجتماعي ليصبح مشكلا سياسيا ،حيث رأينا العلم الجزائري مرفوعا هناك، وتداول العملة الجزائرية أيضا.
وتسترجع الباحثة ياسمين الحسناوي بداية المشكل في هذا الملف بعد أن أراد مصطفى الوالي بمعية مجموعة من الطلبة طرد المستعمر الإسباني، فجابههم المغرب ،حيث عقدوا مؤتمرا في الجزائر، وحضره الهواري بومدين وكان البشير الدخيل أحد المؤتمرين ،حيث قال إن ولجتم السياسة لن تخرجوا منها ،وقد صرح بومدين أنه سيجعل من قضية الصحراء حصى في حذاء المغرب وهذا ما حدث بالفعل .
وتشرح ياسمين الحسناوي لجريدة الاتحاد الاشتراكي أن الأكاديمي الأمريكي «جون أونتيلس» صرح لها بالقول إذا كان المشكل جيو سياسيا ،فيمكن للجزائر أن تطلب منفذا على المحيط الأطلسي من المغرب من خلال التفاوض، لكن المشكل ليس كذلك فقط ،بل سيكولوجي لدى الجزائر ،والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة كما صرح لي بذلك أحد الخبراء يعرف جيدا أن المغرب لن يخرج من صحرائه ،وذكرت الحسناوي بلقاء الملك الراحل الحسن الثاني في إفران مع الموريطانيين ،حيث قال هواري بومدين إنه يبارك أي اتفاق توصل إليه الجانبان، كما التزم بومدين أنه يشجع المغرب لاسترجاع أراضيه، لكن حين أعلن الملك الراحل الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء، قامت الجزائر بتشريد المئات من العائلات المغربية التي كانت مقيمة هناك ،وهذه عقدتهم ،إنهم يريدون الهيمنة على دول المغرب العربي وعلى الدول الإفريقية، لاننسى أن الجزائر عبأت كل طاقاتها ومواردها ودبلوماسيتها ضد المغرب ،ويحكي الأمريكي وليام لورنس تقول الباحثة ياسمين الحسناوي أنه أيام بومدين كانت الدبلوماسية الجزائرية جد نشيطة في أروقة الأمم المتحدة وفي دول عدم الانحياز ،إذ نجد في كل مكتب بالأمم المتحدة موظفا يخدم لصالح الجزائر، وبوتفليقة يعتبر امتدادا لهذه المرحلة ومن الذين اشتغلوا كثيرا على ذلك لما كان وزيرا للخارجية، أكاديمي جزائري تحدثت معه الحسناوي يقول إن الجزائر تدافع عن تقرير المصير لكن لايحدد طبيعته، في حين يقول دبلوماسي جزائري آخر إن بلده كانت ضد الملكية، وهذا ما يفسر العداء الذي امتد إلى عقود ،مما جعل الملف يعمر طويلا، وجعل الجزائر تتخذ كل المبادرات التي من شأنها أن تنال من جاره المغرب ،علينا تقول ألاننسى خطاب أبوجا سنة 2013وهذا تدخل سافر وواضح، ويؤكد علاقتها بالملف بشكل مباشر،وبالعودة إلى المسيرة الخضراء ،عبأ بومدين السفراء الجزائريين ضد المغرب كما ردت الجزائر على بيان الأمم المتحدة بالتأكيد على أنها لن تسكت عن الموضوع.
وتكشف الباحثة والأستاذة الجامعية السابقة بالولايات المتحدة الأمريكية ،أنه حينما أعلن الملك الراحل الحسن الثاني عن المسيرة الخضراء، كان الرئيس هواري بومدين بمعية صحافي من «نوفيل الاوبسيرفاتورر «جان دانييل ،وما أن عرف بالأمر حتى «تبدل لونه» ومن غير أن يشعر نهض من مكانه وبدأ يقفز ويسب وقال «سترى ماذا سأفعل موجها خطابه للحسن الثاني ،لن تذهب بالصحراء معك إلى الجنة ،لاتعرف ماذا ينتظرك «فأمر الشادلي بن جديد قائلا له هيء فيالقك ،لتبدأ عملية العداء الواضح للمغرب وعرقلة تسوية الموضوع ،وتضيف أن عبداللطيف رحال ممثل الجزائر في الأمم المتحدة أصدر بلاغا شديد اللهجة وقال إذا كان مجلس الأمن لايريد أن يتحمل مسؤوليته فيما جرى ويوقف المسيرة الخضراء فإن الجزائر ستتحمل مسؤوليتها ،هذا يضيف ليس تهديدا بل هذه حقيقة والوثيقة موجودة في الأمم المتحدة ،
الأكاديمي الأمريكي جون أبي نادر يحكي للباحثة المغربية ياسمين الحسناوي أن الجزائر قدمت أموالا طائلة على هذا الملف ،وبالتالي لن ترفع يدها عن الملف بين عشية وضحاها.
في الوقت الذي يجب على المنتظم الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه هذا الملف تضيف، خاصة في ظل تنامي مشكل الإرهاب في الساحل وتندوف التي أصبحت معبرا له ،كما تؤكد التقارير الدولية،أي دفع الجزائر للجلوس إلى طاولة الحوار بصفتها معنية وليست مهتمة كما تدعي، بالمقابل تقول الحسناوي أنوه جدا بالعمل الذي يقوم به السفير عمر هلال والدبلوماسية المغربية، وهو السفير الذي أغضب كثيرا السفير الجزائري في الأمم المتحدة الذي مافتئ ينزعج من خطاب السفير عمر هلال وينفي تورط الجزائر في هذا الملف ،لكن تضيف علينا تسليط الضوء على قضيتنا في الإعلام الانجلوساكسوني إذ هناك فراغ كبير في هذا الاتجاه، خاصة وأن لدينا كل الحجج والبراهين لبسط قضيتنا العادلة،كما تدعو الحسناوي إلى عدم تبني سياسة الكرسي الفارغ ،ولانتردد في المشاركة في البرامج التي يستدعى لها الانفصاليون ،مع تعميم الوثائق باللغة الإنجليزية وأطروحتنا المغربية خاصة في الدول الإفريقية الناطقة باللغة الإنجليزية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.