البروفسور عبد المجيد الشرايبي (*) في ظل جائحة كوفيد 19 والحجر الصحي الذي ترتّب عنها، هناك 12 نقطة ضوء ينبغي أن يستفيد منها المريض بشكل عام، والمصاب بالسكري تحديدا، لأن هذا الأخير أصبح في هذه الظروف بإمكانه الإفطار بناء على نصيحة الطبيب المعالج، بعيدا عن القيود الاجتماعية التي قد يحس بها في الظروف الطبيعية بحكم العمل وغيره، مما يجعل الكثيرين لا يتقيدون بتعليمات الطبيب ويعرضون أنفسهم للخطر. هذا الوضع ساهم كذلك في استعمال المريض للدواء في وقته والتغلب على بعض الصعوبات المرتبطة به، كعدم إلمامه بالجرعات وغيرها، الأمر الذي بات متجاوزا بما أن أفراد الأسرة يحيطون به، وإن كان يجب أن يكون مستقلا بذاته في تعامله مع المرض والعلاج، فضلا عن أن الاستشارة الطبية عن بعد، هي الأخرى متاحة مما لا يفرض ضرورة الانتقال عند الطبيب المعالج إلا للضرورة، على الأقل في الظرف الحالي. خلال هذا الحجر الصحي أصبحت التغذية منزلية، متنوعة وغنية، التي يتم تناولها بتأنٍ والتي يتم إعدادها وفقا للشروط الصحية، ويحضر في هذه الأجواء التآزر الأسري الذي له عامل نفسي مهم لتعزيز الثقة الذاتية والرفع من المناعة الفردية لمواجهة الأمراض. هذه الأجواء المرتبطة بكوفيد 19، يمكنها أن تشجع على القيام بالتمارين الرياضية في البيت، وإن تعلق الأمر بالتحرك جيئة وذهابا كحدّ أدنى، والابتعاد عن الضغوط والقيود المرتبطة بالعمل والتنقل والمواصلات، والنوم الكافي خاصة ما قبل 12 ليلا. حالة الطوارئ الصحية، ساهمت كذلك في تقليص معدلات تلوث الهواء مما يعزز المناعة، وتراجع منسوب تلوث المحيط والضوضاء، مما يسمح للجسم بالراحة أكثر، فضلا عن إمكانية محاربة بعض العادات السيئة والقاتلة كالتدخين، إذ يعتبر الحجر الصحي فرصة مناسبة للمساعدة على الإقلاع عنه، كما أن وسائل التوعية والتثقيف الصحي عن بعد باتت متوفرة مجانا عبر الانترنيت، وهي كلها عوامل إيجابية في ظل الجائحة الوبائية التي ينبغي استثمارها إيجابا، باعتبارها نقط ضوء بالغة الأهمية. (*) عميد كلية الطب والصيدلة بأكادير طبيب متخصص في أمراض الغدد والسكري والتغذية
