وجاء في برقية جلالة الملك، «فقد تلقينا ببالغ التأثر وعميق الأسى، نعي المشمول بعفو الله ورضاه، المرحوم الشيخ جمال الدين القادري بودشيش، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، تقبله الله في عداد الصالحين من عباده، المنعم عليهم بالمغفرة والرضوان». وقال جلالة الملك «وعلى إثر هذا الحدث الأليم، نعرب لكافة أفراد أسرتكم الموقرة، ولسائر محبي الفقيد المبرور وخلصائه أتباع ومريدي الطريقة القادرية البودشيشية، داخل المغرب وخارجه، عن أحر تعازينا وأصدق مواساتنا في هذا المصاب الجلل، الذي لا راد لقضاء الله فيه، سائلينه عز وجل أن يلهمكم جميعا جميل الصبر وحسن العزاء». ومما جاء في هذه البرقية أيضا «وإننا لنستحضر، بكل خشوع، ما كان يتحلى به الفقيد الكبير، من خصال المؤمنين الصالحين، والأئمة المتقين، حيث كرس حياته لخدمة ديننا الإسلامي الحنيف، ونشر تعاليمه السمحة، القائمة على الوسطية والاعتدال، وترسيخ قيمه الروحية الصوفية السنية، والحث على تهذيب النفوس والتربية على مكارم الأخلاق طلبا لمرضاة الله تعالى، ومحبة في نبيه الكريم، وآله الأشراف الطاهرين، في تعلق متين بأهداب العرش العلوي المجيد، وإخلاص دائم لثوابت الأمة، ووفاء مكين للبيعة الوثقى، ولإمارة المؤمنين، التي نتقلد أمانتها العظمى». وأضاف جلالة الملك «وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا الرزء الفادح، لنضرع إليه سبحانه وتعالى بأن يجزيه أحسن الجزاء وأوفاه عما أسداه لوطنه ولدينه من جليل الأعمال، وعما قدم بين يدي ربه من صالح المبرات، وأن يمطر شآبيب رحمته على روحه الطاهرة، ويسكنه فسيح جنانه، مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا». جمال الدين القادري بودشيش، شيخ الطريقة البودشيشية القادرية، توفي يوم الجمعة بالرباط ، عن عمر يناهز 83 سنة، وقد ووري جثمان الفقيد الثرى أمس الأحد بمقر الزاوية بمداغ، إقليمبركان. وولد الراحل جمال الدين القادري بودشيش سنة 1942 بمداغ، ويعد أحد أعلام التصوف البارزين في المغرب، حيث كرس حياته للتربية الروحية، وترسيخ قيم التقوى والأخلاق. وبعد أن بدأ تعليمه بالزاوية، واصل الفقيد دراسته بثانوية مولاي إدريس بفاس، ثم بكلية الشريعة، قبل أن يلتحق بدار الحديث الحسنية بالرباط، حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا في العلوم الإسلامية. وفي سنة 2001، ناقش الراحل أطروحة دكتوراه بعنوان «مؤسسة الزاوية بالمغرب بين الأصالة والمعاصرة».