تشهد مدينة غزة منذ فجر الثلاثاء هجوماً غير مسبوق لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ، وصفه وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن المدينة "تحترق"، في سياق تصعيد يهدف للسيطرة على معقل حركة حماس، حسب قوله. وأفاد شهود عيان لوكالة فرانس برس بأن مدينة غزة، التي تحولت إلى أنقاض بعد عامين من القصف الإسرائيلي، تعرضت لقصف جوي مكثف، وأن عددا كبيرا من المواطنين تحت الأنقاض يصرخون". وأكد متحدث باسم الدفاع المدني، مقتل 27 شخصاً الثلاثاء، و49 يوم الاثنين، معظمهم في غزة، واصفا الضربة ب"مجزرة كبيرة". وأشار إلى أن "القصف مستمر، وأعداد الشهداء والإصابات في ازدياد". وأعلن مسؤول عسكري بجيش الاحتلال أن العملية هي "الخطوة الأساسية" للسيطرة على غزة، مشيراً إلى وجود 2000 إلى 3000 مقاتل من حماس. وأوضح أن القوات تتقدم نحو وسط المدينة، لكن التصعيد أثار مخاوف عائلات الرهائن، التي اتهمت نتانياهو ب"منع التوصل إلى اتفاق". وأفادت وزارة الصحة في غزة، التي تعتبرها الأممالمتحدة موثوقة، بمقتل 64,905 أشخاص منذ بدء الحرب، معظمهم مدنيون، مع نزوح قسري لملايين إلى مناطق تفتقر للمياه والغذاء والخدمات الصحية. وتزامن هذا الهجوم مع صدور تقرير يتهم إسرائيل بارتكاب " إبادة جماعية" في قطاع غزة. واتهمت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأممالمتحدة إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة منذ بدء الحرب بهدف "القضاء" على الفلسطينيين. وقالت اللجنة إن " إبادة جماعية تحدث في غزة ولا تزال جارية" في الأراضي الفلسطينية. وفي معرض تقديمها للتقرير الجديد، قالت رئيسة اللجنة نافي بيلاي أن "المسؤولية تتحملها دولة إسرائيل". وخلصت لجنة التحقيق إلى أن السلطات وقوات الأمن الإسرائيلية ارتكبت "أربعة من الأفعال الخمسة" التي حددتها اتفاقية الأممالمتحدة بشأن منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها الموقعة في 1948. وتصف هذه الاتفاقية الإبادة الجماعية على أنها تشمل الأفعال المرتكبة "على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية". وهذه الأفعال هي "قتل أعضاء من الجماعة" أو "إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة أو "إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا أو "فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة". وخلصت اللجنة إلى "أن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت حرضوا على ارتكاب إبادة جماعية، وأن السلطات الإسرائيلية لم تتخذ أي إجراء ضدهم لمعاقبتهم". وبخصوص الهجوم الجديد على غزة، أدان مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك توسيع إسرائيل لعمليتها البرية في المدينة ، معتبرا أنه "غير مقبول إطلاقا"، ومطالبا بوضع حد "للمذبحة". وقال تورك لوكالتي فرانس برس ورويترز إن "العالم كله يصرخ من أجل السلام. الفلسطينيون والإسرائيليون يصرخون من أجل السلام. الجميع يريدون أن يتم وضع حد لذلك وما نراه هو تصعيد إضافي غير مقبول على الإطلاق". وأضاف "من الواضح تماما بأن على هذه المذبحة أن تتوقف". من جهته، اعتبر الاتحاد الأوروبي أن توسيع العملية الإسرائيلية في مدينة غزة سيسبب "مزيدا من الدمار والموت والنزوح"، على ما أفاد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل. وقال المتحدث أنور العوني أمام الصحافيين إن التكتل الأوروبي "لم يكف عن حض إسرائيل على عدم تكثيف عمليتها في مدينة غزة… وأشرنا بشكل واضح إلى أن هذا من شأنه أن يفاقم الوضع الإنساني الكارثي ويعرض حياة الرهائن للخطر". كما أدانت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر توسيع إسرائيل لعمليتها البرية في مدينة غزة واصفة الخطوة ب"المتهورة والمروعة"، فيما دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقالت على منصة إكس "لن يؤدي الأمر إلا إلى المزيد من سفك الدماء وقتل المزيد من المدنيين الأبرياء وتعريض من تبقى من الرهائن إلى الخطر". و تزامن الهجوم الإسرائيلي مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى قطر، التي تعرضت إلى ضربة إسرائيلية استهدفت قادة حماس. والتقى روبيو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال زيارة قصيرة إلى الدوحة، في محاولة لحض الشريك الخليجي على الاستمرار في دور الوساطة بشأن غزة، قبل أن يغادر الدوحة.