تتهيأ الدارالبيضاء لولوج عصر التحديث الواسع للبنية التحتية السككية، في إطار مشروع واعد يهدف إلى تقليص زمن الرحلات وتقصير زمن الرحلات وتسهيل الربط بين وسائل النقل المختلفة من قطارات وحافلات وترامواي وتاكسيات. هذه النقلة النوعية ستجعل من العاصمة الاقتصادية مركزا حضريا متكاملا ومتصلا بشكل أفضل بمحيطها الجهوي والوطني. في قلب هذا المشروع، سيتم إنشاء ثلاث محطات كبرى عالية السرعة ستُحدث نقلة نوعية في حركة التنقل داخل الدارالبيضاء وجهتها: محطة الدارالبيضاء – الجنوب (حي الحسني) بطاقة استيعابية تصل إلى 12 مليون مسافر سنويا، تضم 6 أرصفة و10 سكك و700 مكانا لركن السيارات. محطة الملعب الكبير الحسن الثاني (بن سليمان) بطاقة تصل إلى 12 مليون مسافر سنويا و300 مكانا لركن السيارات. محطة مطار محمد الخامس (النواصر) بطاقة 5 ملايين مسافر سنويا و550 مكانا لركن السيارات. هذه المحطات الجديدة تأتي لتقريب خدمات القطار من مختلف مناطق العاصمة وضواحيها، مع تصميم حديث يراعي راحة المسافرين وسهولة التنقل بين القطار ووسائل النقل الأخرى. سيتم إطلاق مشروع "القطارات الميتروپوليتانية القريبة" (TMP) الذي سيغطي 3 خطوط على امتداد 92 كيلومترا، بمعدل مرور قطار كل 7 دقائق ونصف في أفق سنة 2030. ويتضمن هذا المشروع 10 محطات جديدة وإعادة تأهيل 5 محطات قائمة، إلى جانب اقتناء 48 قطارا جديدا مخصصا للرحلات الحضرية والإقليمية. الهدف هو بلوغ 150 ألف مسافر يوميا، مما سيخفف الضغط عن وسائل النقل الأخرى ويُحسّن التنقل داخل الدارالبيضاء الكبرى، حسب معطيات للمكتب الوطني للسكك الحديدية. كما سيستفيد المسافرون من خدمة Aéro-Express التي ستربط محطة الدارالبيضاء – الميناء بمطار محمد الخامس بوتيرة قطار كل 15 دقيقة، ما سيجعل التنقل بين قلب المدينة والمطار أكثر سلاسة وراحة. كما سيتم تحسين رحلات القطارات الجهوية نحو الجديدة وسطات لتصبح كل 30 دقيقة، مما يسهم في تعزيز التنقل بين الدارالبيضاء ومحيطها المباشر. ولرفع القدرة الاستيعابية وتحديث الصيانة فهذا البرنامج سيشمل كذلك إنجاز 260 كيلومترا من السكك الجديدة، و50 منشأة فنية (جسور وأنفاق)، إلى جانب إحداث مركزين تقنيين رئيسيين في زناتة والنواصر وخمسة ورشات صيانة إضافية. هذا التحديث سيسمح بتحسين موثوقية القطارات ودقة مواعيدها، وضمان خدمة يومية أكثر انتظاما وجودة. وفي ما يتعلق بمراحل الإنجاز وآفاق 2030 فستكون المشاريع موزعة على عدة مراحل زمنية، حيث يُنتظر أن تستغرق أشغال المحطات الكبرى ما بين 20 إلى 24 شهرا، في حين يُرتقب أن يتم إنجاز محطات TMP العشر في ظرف 20 شهرا. وستعرف هذه المشاريع تصاعدا تدريجيا في وتيرة التشغيل إلى غاية سنة 2030، لتجعل من الدارالبيضاء نموذجا حضريا متطورا في مجال النقل السككي متعدد الوسائط. وحسب ذات المعطيات فإن هذا البرنامج الطموح، سيضع السكك الحديدية بالدارالبيضاء في صلب تحولها الحضري، استعدادا لاستقبال جيل جديد من المسافرين بتجربة أكثر راحة وفعالية، تواكب دينامية المدينة وتطلعاتها إلى المستقبل.