أعلنت شركة "إيرباص هيليكوبترز" الأوروبية، اليوم الثلاثاء، عن توقيع صفقة جديدة مع المملكة المغربية لاقتناء عشر مروحيات حديثة من طراز "H225M كاراكال"، وذلك في إطار مخطط شامل يهدف إلى تجديد أسطول مروحيات "بوما" الذي اشتغل داخل سلاح الجو الملكي لأزيد من أربعة عقود، منذ سبعينيات القرن الماضي. وأكدت الشركة، في بلاغ منشور على موقعها الرسمي، أن المروحيات الجديدة سيتم تجهيزها خصيصا لتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ القتالي (CSAR)، وهي مهام معقدة تتطلب قدرات تقنية عالية ومرونة كبيرة في التعامل مع البيئات القتالية الصعبة، مبرزة أن تشغيل هذا الجيل من الطائرات سيعزز بشكل ملحوظ قدرات القوات الجوية المغربية على التدخل السريع في مختلف السيناريوهات الإنسانية أو العسكرية. ونقل البلاغ تصريح برونو إيفن، الرئيس التنفيذي لشركة "إيرباص هيليكوبترز"، الذي عبّر عن ارتياحه لتوقيع العقد، مشيرا إلى أن مروحيات H225M أصبحت مرجعا عالميا في العمليات الخاصة والمهام عالية المخاطر، مضيفا أن هذه الصفقة تعكس "عمق الشراكة الاستراتيجية التي تجمع المغرب بالشركة منذ عقود، وثقة المملكة المستمرة في الحلول التقنية التي تقدمها إيرباص". وكشف البلاغ تفاصيل إضافية حول التجهيزات التي ستتوفر عليها المروحيات الجديدة، ومن أبرزها: رافعتان مزدوجتان لعمليات الإخلاء والإنقاذ. كشاف بحث متطور لمهام الرصد ليلا ونهارا. نظام كهروبصري Safran Euroflir 410 عالي الدقة. إمكانية تزويدها برشاشات وأنظمة حرب إلكترونية للحماية الذاتية. هذه التجهيزات تجعل من "H225M" منصة متعددة المهام، قادرة على العمل في البيئات القتالية والوعرة، إضافة إلى الاستجابة للكوارث الطبيعية وعمليات الإغاثة. وتتضمن الصفقة أيضا حزمة دعم شاملة تغطي الصيانة والتكوين والخدمات التشغيلية، في إطار سعي "إيرباص" إلى ترسيخ وجودها في المغرب، خاصة بعد إعلانها سنة 2024 عن إنشاء مركز لدعم الزبائن، ينتظر أن يتطور مستقبلا ليصبح مركزا إقليميا للصيانة والإصلاح والعمرة (MRO) لخدمة أسطول المروحيات في منطقة غرب إفريقيا. وتندرج هذه الصفقة في إطار التوجه الاستراتيجي الذي اعتمده المغرب خلال السنوات الأخيرة، والقائم على تحديث الترسانة العسكرية للقوات المسلحة الملكية، عبر جلب أحدث المعدات العسكرية المتوافقة مع التطورات العالمية في الصناعات الدفاعية. وبموازاة ذلك، تسعى المملكة إلى بناء صناعة دفاعية محلية، حيث نجحت في استقطاب عدد من الفاعلين الدوليين، بينهم شركات من الهند والولايات المتحدة وإسرائيل. وفي هذا السياق، افتتحت شركة "تاتا" الهندية قبل أشهر مصنعا بمدينة برشيد لإنتاج المركبات العسكرية، فيما دشنت شركة "بلوبيرد" الإسرائيلية موقعا صناعيا ببنسليمان متخصصا في تصنيع المسيرات الانتحارية من طراز Spy-X. وبذلك، تشكل صفقة مروحيات "H225M" حلقة جديدة في سلسلة مشاريع التحديث العسكري والصناعات الدفاعية التي تشهدها المملكة، بما يضمن تعزيز قدراتها العملياتية والاستراتيجية في المنطقة.