بسني عمره العشرين، أصبح اللاعب عثمان معما، الذي توج بجائزة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لأفضل لاعب إفريقي شاب برسم سنة 2025، رقما صعبا وأفضل لاعبي جيله. ففي ظرف شهور قليلة، واصل لاعب وسط واتفورد تألقه الكبير، لدرجة أضحى معها رمزا من رموز المستديرة الإفريقية. ويروي مساره الأخير، الذي تميز بالظفر بلقب بطولة العالم للعبة لأقل من 20 سنة، واختياره أفضل لاعب في تلك المسابقة، ثم تتويجه بلقب أفضل لاعب إفريقي شاب سنة 2025، قصة موهبة استثنائية ويعكس عملا جبارا يبذل وراء الكواليس. وليست الموهبة وحدها ما يميز عثمان معما، وإنما كذلك حالة التوازن بين الإبداع والانضباط، فهو قادر على جعل مباراة كروية تشع بنور لمساته التقنية الباعثة على إبقاء جذوة الأمل متوقدة طيلة دقائقها، فضلا عن قدرته على المحافظة على جرعة عالية من الصرامة الاستراتيجية التي تشد ألباب المدربين وتدهشهم. كما أن حسه القيادي الفطري الواضح والجلي في فئات الشباب أكسبه احترام زملائه وإعجاب الجماهير. وتعرف عشاق المستديرة في العالم على عثمان معما عن قرب في بطولة كأس العالم لأقل من 20 سنة في شيلي حيث لفت الأنظار فيها بأسلوب لعبه المتفرد من خلال تلاعبه الأنيق بالكرة وقدرته على اختراق صفوف الخصوم وبرودة أعصابه في اللحظات الحاسمة. إنه ليس مجرد كونه لاعب موهوب وبارع فحسب، بل هو الآن حلقة أساسية في تشكيلة المدرب محمد وهبي، إلى جانب زميله ياسير الزابيري. ومع توالي المباريات، لا ينفك معمة يبهر بانضباطه وأثر ه البارز في أداء "أشبال الأطلس"، سواء عن عبر إهداء تمريرة تفتح مساحة شبه مغلقة، أو ممارسة الضغط بطريقة ذكية، أو حتى توقيع هدف في لحظة حرجة، ضلا عن درجة نضجه الكبيرة على حداثة سنه. وسيظل أداؤه في المباراة النهائية أمام الأرجنتين في بطولة العالم لأقل من 20 سنة محفورا في الأذهان، بفضل حضوره الكبير في كل شبر من وسط الميدان، ودقته في اختيارات لعبه، ما جعله يشكل تجسيدا حقيقيا للقيادة التي لا نجدها إلا لدى الكبار. وهو ما جعل قرار اختياره أفضل لاعب في هذه البطولة العالمية يأتي من دون مفاجآت في تتويج فردي يؤكد بالملموس البصمة التي تركها في هذا المونديال. وشهرا بعد هذا التتويج، ها هي القارة الإفريقية تتوج نجمها الجديد. لقد فاز عثمان معما بجائزة أفضل لاعب شاب في إفريقيا سنة 2025، وهي الجائزة التي تمنح للمواهب الواعدة التي تنشط في كرة القدم الوطنية والعالمية.