بعد محاصرة الثلوج لعدد من الجماعات القروية التابعة لإقليم إفران، طيلة الأسبوع الماضي، مازال عدد من التلاميذ يتأخرون في الالتحاق بالأقسام خلال الحصص الصباحية، بسبب انخفاض الحرارة إلى درجات تحت الصفر. وعلمت "المغربية" أن التساقطات الثلجية أدت، إلى حدود الثلاثاء الماضي، إلى انقطاع التلاميذ الذين يعيشون بمنازل متفرقة فوق القمم الجبلية بجماعات تمحضيت وضاية عوى وواد إفران عن الدراسة لأسابيع. وعاينت "المغربية" أن عددا من التلاميذ لا يلتحقون بمؤسسة تعليمية تابعة لجماعة واد إفران إلا في حدود التاسعة صباحا عوض الثامنة. ويضطر الأطفال، وبينهم إسماعيل، إلى قطع المسافة الفاصلة بين منازلهم والمدرسة في أزيد من ساعة ونصف الساعة سيرا على الأقدام في جو بارد جدا. وقال إسماعيل إن المسلك المؤدي إلى منزله لا يليق بوسائل النقل، وبالتالي، لا يسعه إلا الاعتماد على قدميه. وتعد الحالات البعيدة عن المؤسسات التعليمية محدودة في الدوار، الذي يقطنه إسماعيل، غير أنه يرى أن الظروف المتشابهة تجعل أطفالا آخرين في دواوير أخرى ينحون المنحى نفسه. وأضاف إسماعيل، وهو يرتعد من شدة البرد، أن مشاكل الالتحاق بالمؤسسات التعليمية تتكرر كل سنة، ورغم ذوبان الثلوج، التي تفسح له الطريق للذهاب إلى المدرسة، لأنه لا يستطيع الالتحاق بالفصل إلا حوالي التاسعة صباحا، وتحدث بعفوية الأطفال عن مشكل التدفئة داخل القسم، وتأثيره عن انطلاق الدراسة في الموعد المحدد لها. بجانبه، كان يقف زميله أحمد، الذي يُحرك رأسه بين الفينة والأخرى، كأنه يوافق إسماعيل عما يقوله، قبل أن يتدخل ويشرح ل"المغربية" أن إشعال المدفئة يأخذ حوالي ساعة كل صباح، وأن التلاميذ لا يستطيعون التركيز في دراستهم دون تدفئة الحجرات. وتثير المدفئات، التي تستعمل حاليا في عدد من المؤسسات التعليمية التابعة لنيابة وزارة التربية الوطنية في إفران، ردود فعل مختلفة حول إشكالية استعمالها، إذ في الوقت الذي يتشبث المسؤولون عن القطاع باللجوء إلى الفحم الحجري، تفاديا لاستعمال الحطب في إطار الحفاظ على الثروات الطبيعية، ترفض الشغيلة التعليمية استعماله بدعوى أنه مضرة بصحة التلاميذ.