في إطار سلسلة ندواتها الرقمية "تبادل من أجل فهم أفضل"، نظمت مؤسسة الرعاية التجاري وفابنك لقاء حول موضوع "حماية المعطيات الشخصية : كل ما يجب معرفته". وضم هذا الموعد الافتراضي الثامن من نوعه نخبة من الخبراء وهم عمر السرغوشني، رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات الشخصية وزهير الخديسي، الرئيس المدير العام لمؤسسة " Dial Technologies " التي شاركت في تطوير تطبيق وقايتنا وتوحيد الشتيوي، الرئيس المؤسس ل " Aivancity Paris " وهي أول مدرسة هجينة ترتكز على الذكاء الاصطناعي والأعمال والأخلاقيات والتي يقع مقرها بباريس. وخلال هذا اللقاء الذي أشرفت على تنشيطه هدى فراح، مؤسسة إنيجما ورئيسة الأكاديمية الدولية للتكوين، ذكر المتدخلون بتعريف القانون المغربي للمعطيات ذات الطابع الشخصي والذي يتضمن كل معلومة كيفما كان نوعها بغض النظر عن دعامتها، بما في ذلك الصوت والصورة، والمتعلقة بشخص ذاتي معرف أو قابل للتعرف عليه. وحسب رأي السرغوشني، يعتبر هذا التعريف شاسعا للغاية لأنه يهم أية معلومة تتيح تحديد هوية الشخص، بشكل مباشر أو من خلال تصرفاته المختلفة والمتنوعة. وصحيح أن نجاح الرقمنة يعود للوسائل التكنولوجية من قبيل الهاتف المحمول وشبكات التواصل الاجتماعي، بيد أن المحرك الأساسي لهذه التكنولوجيات يبقى هو استخدام البيانات. وأشار الخديسي، على سبيل المثال، لتطبيقات النقال التي تلج لمعطيات تحديد هوية المستعملين. ومع ذلك، يتغير استعمال هذه المعطيات وفق مصممي هذه التطبيقات. ويظل الرهان الفعلي هو التوفيق بين جمع حد أدنى من المعلومات وتأمين معالجتها وتخزينها. من ناحية أخرى، فالذكاء الاصطناعي يوجد ويتطور بفضل المعطيات. وحسب الشتيوي، فحجم المعطيات الذي أنتجته البشرية خلال السنتين الأخيرتين يعادل ما تم إنتاجه منذ النشأة. وأبرز أن إنتاج المعطيات عبر العالم سيتضاعف كل سنتين، على اعتبار أن هذه المكاسب أضحت مادة أولية والتي كثر الطلب عليها، مخلفة بذلك نشاط جديد (وسيط توفير بيانات) يحمل بين ثناياه رهانات اقتصادية جد مهمة. وورد في هذا اللقاء أن قيمة سوق البيانات تبلغ 200 مليار أورو ومن المتوقع أن تصل إلى 500 مليار أورو في سنة 2025. ويعزى ذلك لدمقرطة الهواتف الذكية وأجهزة الاتصال. وتستمد هذه الأخيرة قيمتها من كتلة البيانات التي تصدرها. وأكد المتدخلون أنه على الرغم من شجب التداعيات السلبية لاستخدامها، تشكل المعطيات رهانا رئيسيا للابتكار والنمو بالنسبة للمقاولات بما في ذلك الصغرى والمتوسطة منها. بيد أنه فضلا عن الرهان التكنولوجي والاقتصادي للمعطيات، يجب إدراك أهمية الرهان الأخلاقي.