تساهم القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي بتنسيق مع قطاع المياه والغابات ومصالح الوقاية المدنية في الوقاية والتصدي لحرائق الغابات. وتجسد أحد أوجه هذه المساهمة الفعالة في قيام الطائرات التابعة للقوات الجوية الملكية والدرك الملكي، خلال الفترة الممتدة من فاتح يناير 2021 إلى غاية 15 شتنبر المنصرم، بالعديد من التدخلات على امتداد 515 ساعة من الطيران، سعيا لتطبيق محكم وفعال للمخطط المديري للوقاية. وحسب عرض قدمه عبد اللطيف لودي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، أخيرا، أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، حول مشروع ميزانية إدارة الدفاع الوطني للسنة المالية 2022، بمجلس النواب، فإن هذه العمليات همت العديد من التدخلات شملت على الخصوص مناطق باب تازة/شفشاون، وكتامة/الحسيمة، والعناصرة ورباط الخير/صفرو، وأوفوس/الراشيدية. وأوضح العرض أن هذه التدخلات كان لها الأثر الحميد على سكان هذه المناطق المهددة بحرائق الغابات، مشيرا إلى أن هذه العمليات سخرت لها طائرات الكناديرCL-415 ، زيادة على عدد مهم من الطائرات الأخرى "توربو تروش"، بالإضافة إلى موارد بشرية مختلفة التخصصات. وأفاد العرض أن القوات المسلحة الملكية تضع بشكل استباقي خلال الفترات الصيفية والشتوية بالجهات المعرضة للأخطار ترتيبات وتجهيزات الإغاثة والمساعدة لفائدة السكان، وكذا وسائل التدخل والإغاثة عبر المراكز الطبية، ووسائل الهندسة والإنقاذ الجوي والبري. كما أعلن أن القوات المسلحة الملكية قامت بتعزيز أسطولها الجوي المخصص للتصدي والوقاية من حرائق الغابات، عبر إبرام صفقة لاقتناء 3 طائرات كنادير، ستنضاف إلى 5 طائرات من هذا النوع يتوفر عليها المغرب. يذكر أن أكبر حريق غابوي سجل هذه السنة، شهدته غابة "جبل سوكنا" بجماعة الدردارة بإقليم شفشاون، غشت المنصرم. وتمكنت فرق التدخل، بعد مجهودات استثنائية بذلتها طيلة 5 أيام متواصلة من العمل على المستوى الجوي والبري، من السيطرة عليه وإخماده بشكل تام، بعدما أتى على حوالي 1100 هكتار من الغطاء الغابوي، 60 في المائة منها مكونة من أصناف نباتية ثانوية. وجرى منذ اندلاع الحريق تعبئة 8 طائرات من أجل التدخل الجوي، 4 منها متخصصة في إخماد النيران من نوع "كانادير" تابعة للقوات الجوية الملكية، و4 من نوع "توربو تروش" تابعة للدرك الملكي. كما جرى على المستوى البري تجنيد حوالي 550 عنصرا، ينتمون إلى قطاع المياه والغابات، والوقاية المدنية، والقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، وأعوان الإنعاش الوطني، والسلطات المحلية. وواجهت فرق التدخل بعض المعيقات التي عرقلت الجهود المبذولة لاحتواء النيران وإخمادها، منها على الخصوص ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح ووعورة التضاريس بالمنطقة التي تتميز بغطاء غابوي كثيف.