قنصلية المملكة بكورسيكا تحتفي بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    المنتخب المغربي للفتيان يسحق كاليدونيا الجديدة ويعزز آمال التأهل    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    الركراكي يوجه الدعوة لآيت بودلال لتعويض غياب نايف أكرد    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    في العودة إلى العتاد النقدي القديم المطلوب للتغيير    التجمع الوطني للأحرار بسوس ماسة يتفاعل مع القرار التاريخي لمجلس الأمن حول الصحراء المغربية    أولمبيك الدشيرة يقسو على حسنية أكادير في ديربي سوس    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    بعد حكيمي.. إصابة أكرد تربك الركراكي وتضعف جدار الأسود قبل المونديال الإفريقي    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    بنكيران: النظام الملكي في المغرب هو الأفضل في العالم العربي    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نساء السعودية يقدن ثورة ناعمة من أجل حقهن في قيادة السيارة
لسان حال نساء الحجاز يقول: «لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية»
نشر في المساء يوم 06 - 06 - 2011

بعد دعوة مجموعة من الناشطات للنساء في السعودية، عبر المواقع الاجتماعية، إلى قيادة سياراتهن يوم 17 يونيو، دشن سعوديون حملة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»،
هدفها تشجيع الرجال على جلد أي امرأة تقود سيارتها في اليوم المحدد ب«العقال». وعنون أصحاب الصفحة حملتهم ب«العقال يوم 17 يونيو لعدم قيادة المرأة».. وهو الأمر الذي استفز الكثير من النساء وجعلهن يدخلن في نقاشات حادة ويتبادلن الشتائم مع مؤسسي الحملة. وكانت مجموعة من السعوديات، لم يكشفن عن هوياتهن، أسسن صفحة على نفس الموقع قبل أيام بعنوان «سأقود سيارتي بنفسي اعتبارا من 17 يونيو»، وذكرن فيها أنهن سيلتزمن بقوانين المرور ولن يتحدين السلطات إذا تم إيقافهن للمساءلة.
انتفضت إرادة السعوديات ضد «سجن الرجال» في واحدة من أشجع الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بالسماح للمرأة بقيادة السيارة.
وانطلقت الحملة عبر مواقع «يوتيوب» و«فيسبوك» و«تويتر» تحت عنوان «نساء للقيادة» لتشجيع النساء على الجلوس خلف مقود السيارة في السعودية.
وسجلت المئات من النساء للمشاركة في هذه الحملة، التي ستنطلق في السابع عشر من يونيو المقبل. وسبق أن تمنت الأميرة عادلة، ابنة العاهل السعودي الملك عبد الله، السماح للمرأة بقيادة السيارة وقالت: «أتمنى أن نتجاوز مسألة منع المرأة السعودية من قيادة للسيارات، إلا أن الأمر ليس بيدي».
يذكر أن المرأة في السعودية ممنوعة من قيادة السيارة لأسباب، منها صيانة المرأة من المضايقات التي قد تتعرض لها على الطرقات، رغم أن مجلس الشورى السعودي أوصى بجملة أمور ينبغي التقيد بها حتى يتم السماح للمرأة بقيادة سيارتها، ومنها ضمان عدم التبرج والتزين وارتداء ملابس محتشمة وموافقة ولي أمر الفتاة على ذلك، إضافة إلى مجموعة أخرى من المطالب.
بعد منال الشريف.. مرام مصممة على القيادة
صممت الفنانة السعودية مرام عبد العزيز على موقفها المتمثل في قيادة سيارتها بنفسها، وقالت: «لن أتراجع عن قراري، لأني مقتنعة بما أفعله، وأرى أنه لا يتعارض مع الشرع ولا مع القانون».
ورغم القبض على الناشطة منال الشريف، مستشارة أمن المعلومات في شركة «أرامكو»، التي قادت حملة للمطالبة بحق المرأة في قيادة سيارتها، وتراجعها عن حملتها وإعلانها ذلك من إصلاحية «الدمام» التي احتجزت بها، فإن مرام تمسكت برأيها وقالت: «السلطات اعتبرت هذه الحملة تحديا لها، فكانت تترصد خطواتها، بدليل أن هناك أخريات في إطار الحملة نفسها قدن سياراتهن في مناطق متفرقة من السعودية ولم يقبض عليهن».
وأكدت مرام عبد العزيز أن هناك سيدات لا يملكن أن يدفعن راتبا شهريا لسائق يتراوح بين 700 و800 ريال. وشنت الفنانة السعودية هجوما عنيفا على معارضي قيادة المرأة سيارتها، وتساءلت: «كيف يمنعون المرأة من القيادة ويسمحون بركوبها مع سائق هندي أو بنغالي يدين بالهندوسية أو البوذية؟! هل هذا السائق سيخاف الله ويحفظ السيدة التي هو مؤتمن على حمايتها؟! هم ينظرون إلى المرأة على أنها خلقت لغرضين لا ثالث لهما، هما: الفراش، وتنظيف المنزل».
وتجدر الإشارة إلى أن «مرام» هي أول سيدة سعودية تقود سيارتها بنفسها في عام 2006، لكنها -كما أكدت- لم تتعرض لمضايقة السلطات، لأنها لم تقد حملة جماهيرية.
17 يونيو موعدا لتحدي قانون منع القيادة

نشر الموقع الإخباري لشبكة «بلومبرغ» الأمريكية تقريرا مطولا بعنوان «نساء يتجرأن على القيادة في تحد للقوانين السعودية»، مشيرا إلى أنهن وضعن خطة لفعل ما لم يفعله أحد من قبل، وهو قيادة سياراتهن في موعد اتفقن عليه بعد تدشينهن حملة على مواقع التواصل الاجتماعية.
وأضاف التقرير أن منال، البالغة من العمر 32 عاما، وهي من الظهران، وعشر نساء أخريات ينظمن حاليا حملة على «فيسبوك» و«تويتر» لحث النساء السعوديات اللاتي يحملن رخص قيادة دولية على مرافقتهن في تلك الخطوة، بعد أن حددن السابع عشر من الشهر المقبل موعدا لتنفيذ ذلك المخطط. وقالت منال ل«بولمبرغ»، طالبة ذكر اسمها الأول فقط: «أنا أفعل ذلك لأنني غاضبة ومحبطة، نحن الآن في عام 2011 ومازلنا نناقش هذا الحق البسيط للمرأة. واختارت النساء مسمى «سأقود سيارتي بنفسي بدءا من 17 يونيو» للحملة، في حين طالبت نساء أخريات بأن يطلقن على هذه الحملة اسم «لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية». ومنذ أنشأت صفحتها على «فيسبوك» في 6 ماي المنصرم انضم إليها 800 معجب.
فتوى المنع بين مؤيد ومعارض
السيارة من المخترعات الحديثة التي فتح الله بها على الإنسان المعاصر، وأصبحت في هذه الأيام من الوسائل التي تشتدّ حاجة الناس إليها، ولا غنى لهم عنها.
لا نجد لها حكما عند العلماء السابقين، ولم يتطرق لها الفقهاء في كتبهم، وقد اجتهد العلماء المعاصرون في تنزيلها على القواعد الشرعية، فمن أباح أباح بناء على أنّ الأصل في الأشياء الإباحة، ومن حرَّم حرَّم بناء على أن درء المفاسد مُقدَّمٌ على جلب المصالح، وأن ما أفضى إلى حرام فهو حرام.
وتنقسم الفتاوى بهذا الخصوص إلى قسمين: الفتاوى المعارضة والفتاوى المجيزة، وبخصوص هذه الأخيرة، يقول الدكتور وهبة الزحيلي، وهو من علماء سوريا: من المقرر شرعا أنه لا يُحجَر، أي لا تُمنع المرأة من ممارسة الأعمال المباحة شرعا. ومثل هذا العمل جائز، سواء كانت المرأة تقود السيارة منفردة أو معها غيرها، وذلك لأن النساء في صدر الإسلام وفي العصور الإسلامية المختلفة كنّ يركبن الإبل والخيول وبقية الدواب، ولا يُعدّ ذلك محظورا شرعا. ولكن الشرط الأساسي في هذا، أن تلتزم المرأة في تحرّكاتها وممارساتها العملية لقيادة السيارة أو غيرها، وأن تكون ملتزمة الحجاب الشرعي حتى لا تكون فتنة للناظرين. ويؤيد هذا القول كلٌّ من الشيخ يوسف أبرام عضو المجلس الأوربي للإفتاء، والأستاذ الدكتور عبد الفتاح عاشور من علماء الأزهر، والشيخ العلامة القرضاوي.
أما بالنسبة إلى من يخالفون هذا الرأي، فقال فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: «قد كثُر حديث الناس عن قيادة المرأة للسيارة، ومعلومٌ أنها تؤدي إلى مفاسد لا تخفى على الداعين إليها، منها الخلوة المحرمة بالمرأة، ومنها السفور، ومنها الاختلاط بالرجال بدون حذر، ومنها ارتكاب المحظور الذي من أجله حُرّمت هذه الأمور، والشرع المطهر مَنَع الوسائل المؤدية إلى المحرم واعتبرها محرمة».
ويؤيد هذا القول فضيلة الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، الذي سُئل عن قيادة المرأة للسيارة، فقال إنها أخفّ ضررا من ركوبها مع السائق الأجنبي وفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد من علماء السعودية. وقد أشار بعضهم إلى أن علماء السعودية أفتوا بذلك للمرأة السعودية فقط، دون النساء الأخريات.
يشار إلى أنه ليس هناك قانون يمنع النساء من قيادة السيارات في المملكة، ولكن كبار رجال الدين أصدروا عدة فتاوى، تقول بمنع النساء من قيادة السيارات.
سائقات.. فاسقات
أضاف رجل دين سعودي تعريفا جديدا إلى «الفاسقات»، حسب قاموسه الفقهي، عندما وصف كل امرأة تجلس خلف مقود السيارة بالفاسقة.
ووصف إمام وخطيب جامع عمر بن عبد العزيز في مدينة الخبر بشرق السعودية الشيخ محمد المنجد، في تسجيل صوتي بث على موقع «يوتيوب»، «من تتولى كبر الدعوة إلى حملة 17 يونيو بأنها خبيثة مخبثة، منافقة فاسقة، باطنية حاقدة»
وقال إن «من يؤيدون الحملة ليسوا سوى أهل الشر» وهم «إما كافر أو باطني أو فاسق أو فاجر، وجلهم أصحاب شهوات وأصحاب أهواء». وأضاف المنجد أن «حث المرأة على قيادة السيارة في المملكة المحافظة هو مؤامرة».
وانضم الشيخ محمد المنجد، في تصريحه هذا، إلى الشيخ عبد الرحمن البراك الذي قال عن الدعوة المتصاعدة في الشارع السعودي إلى السماح للمرأة بقيادة السيارة «إن ما عزمن عليه هو منكر، وهن بذلك يصبحن مفاتيح شر على هذه البلاد»، ووصفهن «بالنساء المستغربات الساعيات إلى تغريب هذه البلاد».
وقال البراك، الذي كان أفتى بمنع الاختلاط بين الجنسين حتى في أماكن العبادة بتصريح نشر على مواقع إلكترونية، إن هذه «الحملة قامت بها نساء قبلهن بعشرات السنين، ولكن الله أحبط كيدهن، ولعل نسبة منهن قد ماتت ولم تفرح بما تريد، وسيمتن إن شاء الله ولن يفرحن بذلك».
حملة رجالية لجلد المرأة التي تقود السيارة
بعد دعوة مجموعة من الناشطات للنساء في السعودية، عبر المواقع الاجتماعية، إلى قيادة سياراتهن يوم 17 يونيو، دشن سعوديون حملة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، هدفها تشجيع الرجال على جلد أي امرأة تقود سيارتها في اليوم المحدد ب«العقال».
وعنون أصحاب الصفحة حملتهم ب»العقال يوم 17 يونيو لعدم قيادة المرأة».. وهو الأمر الذي استفز الكثير من النساء وجعلهن يدخلن في نقاشات حادة ويتبادلن الشتائم مع مؤسسي الحملة.
وكانت مجموعة من السعوديات، لم يكشفن عن هوياتهن، أسسن صفحة على نفس الموقع قبل أيام بعنوان «سأقود سيارتي بنفسي اعتبارا من 17 يونيو»، وذكرن فيها أنهن سيلتزمن بقوانين المرور ولن يتحدين السلطات إذا تم إيقافهن للمساءلة. وقال البراك إن «ما عزمت عليه النساء هو منكر، وهن بذلك يصبحن مفاتيح شر على هذه البلاد التي يسعين إلى تغريبها».
وتعتبر تصريحات الشيخ عبد الرحمن البراك مثيرة للجدل، خاصة بعدما أفتى بهدم الكعبة وبنائها مره أخرى لتفادي الاختلاط بين الجنسين.
الاتجاه المعاكس
وفي خطوة غريبة وغير مفهومة، ظهَر بيان يحمل توقيع 1000 مواطنة سعودية يعتزمن رفعه إلى مقام خادم الحرمين الشريفين للتعبير عن معارضتهن لقيادة المرأةِ السيارةَ. وأكدت الموقعات في العريضة أن المطالبات الأخيرة والتحدي الصارخ لا يمثل سوى قلة قليلة من نساء المملكة، وأن الرافضات لفكرة القيادة هن بالملايين، وأشرن إلى أن المفاسد العظمى المترتبة عن قيادة المرأة للسيارة كثيرة، تتمثل في ضياع الدين وانتشار المعاكسات في الطرق، بالإضافة إلى تهاون النساء في الحجاب.
ووصف البيان أن وضع تاريخ معين للمطالبة بقيادة المرأة إنما هو تحدٍ سافر يضرب بتعاليم الدين عرض الحائط، وأن ذلك التحدي يفتح المجال أمام كل صاحب مبدأ أو فكرة منحرفة أن يخرج إلى الشارع ويطبق ما دعا إليه دون مراعاة للنظام أو احترام الدولة والقيادة، مما يكون له الأثر السيئ على أمن البلد واستقراره.
وأضاف البيان أن سياقة المرأة فيها مخالفة لفتوى هيئة كبار العلماء «بعدم جواز قيادة النساء للسيارات، والتي صدر بناء عليها تعميم من وزارة الداخلية في عام 1420 ينص على منع جميع النساء من قيادة السيارة منعا باتا». ودعت الموقعات على البيان إلى وضع حد وعقوبة صارمة لكل من يتجرأ ويتطاول ويدعو غيره إلى فعل ما فيه خروج عن النظام، معتبرات أن هذه الأفعال خطرُها أكثر من المظاهرات، لأن المظاهرات مجرد أقوال وأن مثل هذه الأفعال جريئة وغير مسؤولة ولا مبررة.
واعتبرت الموقعات أن المصالح من قيادة المرأة للسيارة قليلة ولفئة محدودة، ويمكن أن تحل المشكلة بطرق أخرى، وتابعن بالقول: «إن المستفيدات من ذلك قليلات وفي حكم الشاذ».
وأورد البيان في سياقه أن قيادة المرأة لها بعد اجتماعي خطير، لأن المرأة أصبحت تمارس أدوارا منوطة بالرجل، والمجتمع لديه تقبل لاتكال الرجل على المرأة. ووصفن قيادة المرأة للسيارة بكونه حِملا جديدا سيضاف إلى كاهل المرأة وسيسهم في تخلي بعض أولياء الأمور عن القيام بواجبهم تجاه أسرهم. واعتبرن أن المرأة مسكينة، باتت تشقى.. والرجل يهنأ بمزيد من الراحة.
واقترحت الموقعات على البيان حلا يدعو إلى الاستفادة من وسائل النقل العام، واستشهدن في هذا الصدد بندوة علمية أقيمت في الرياض عام 1417 تدعو إلى وجوب تعزيز شبكة النقل العام، حيث جاء في الندوة أن 40 في المائة من الأوربيين يعتمدون في تنقلاتهم على وسائل النقل العام، أما في الرياض فلا تتجاوز نسبة اعتماد السكان على وسائل النقل العام 7 في المائة. وأشارت الموقعات أيضا إلى أن استخدام شبكة النقل العام يخفف من الحوادث المرورية ويساعد أهل الدخل المحدود في تنقلاتهم، كما أن النقل العام يقلل من الازدحام المروري.



المرأة السعودية تقود الطائرة بعد منعها من قيادة السيارة
فيما لا يزال الجدل حول حق المرأة في قيادة السيارة بالمملكة العربية السعوديه محتدما، أصبحت هنادي هندي أول سعوديه تقود طائرة تابعة لأسطول الأمير الوليد بن طلال. وتقول هنادي: سأذهب إلى لندن في دورة تدريبيه تستمر 3 أشهر قبل البدء بعملي كطيار مع شركة الوليد بن طلال. وكانت مجموعة المملكة القابضة العائدة إلى الأمير الوليد بن طلال، الملياردير السعودي، تعاقدت مع هنادي للعمل لديها قبل حصولها على رخصة لقيادة الطائرات التجارية من أكاديمية الشرق الأوسط للطيران في الأردن الشهر الماضي، وقدمت المجموعة إلى هنادي الهندي منحه لمساعدتها على متابعة آخر سنة دراسية لها في الأكاديمية الأردنية. وأضافت هنادي: «الحمد لله أن الأمير الوليد وفَّر لي فرصة أن أخدم بلدي وأخدم سموه وهو من أعضاء العائلة المالكة». وقالت إنها كانت تخشى، قبل أن تعرض عليها الشركة عقدا مدته عشر سنوات، ألا تجد عملا في بلدها. وخشيتها كانت في محلها نظرا إلى كون المرأة في المملكة العربية السعودية هي الوحيدة في العالم التي تحظر عليها قيادة السيارات. وذكرت هنادي أن والدها، الذي كان وراء قرارها لتصبح طيارا، سيرافقها في كل رحلاتها «حتى لا يقول أحد إني أسافر دون محرم»..
وتستعد هنادي للتحليق فيما لا يزال الجدل بين مؤيدي ومعارضي رفع حظر قيادة السيارة عن المرأة قائما بعد اقتراح عضو مجلس الشورى، محمد الزلفه، البحث في هذه المسألة داخل الهيئة الاستشارية واقترح الترخيص للمرأة التي تتجاوز الثلاثين من العمر بالقيادة داخل المدن، لكن مجلس الشورى وضع اقتراحه جانبا، وكانت مجموعة من المواطنات والمواطنين السعوديين، بلغ عددهم 102 (60 منهم نساء)، وجهوا خطابا إلى رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، الدكتور بندر الحجاز، مؤخرا يطالبون فيه باهتمام الجمعية به (الخطاب) وتولي الدفاع عن فئة في المجتمع انتهك حقها الذي يقره الشرع والنظم، مشيرين إلى المعاناة التي تتكبدها النساء بسبب حظر السماح لهن بقيادة السيارة والاعتماد على السائق الأجنبي الذي أصبح بديل الأب إذا غاب عن المنزل...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.