كشف تقرير المجلس الأعلى للحسابات برسم سنة 2009، إثر عمليات الافتحاص التي قام بها في شركة «ليدك» اختلالات في مشروع الربط الاجتماعي بالماء الصالح للشرب والتطهير للمنازل والأحياء الهامشية في جهة الدارالبيضاء، حيث رُصِد للمشروع مبلغ مالي يقدر ب 40مليون درهم (قيمة 1996) في إطار برنامج «إنماء»، المدرج ضمن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والذي يُموَّل من صندوق الأشغال والبنك الدولي. وكشف تقرير المجلس الأعلى للحسابات اختلالات في تدبير العقد -الإطار لسنة2005 ، والمتعلق بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذي يمتد إلى غاية 2010، إذ ذكر التقرير أن نسبة إنجاز هذا المشروع لم تتجاوز%6 إلى غاية انتهاء مهمة المراقبة، علما أنه كان من المفترض إنهاء العملية في 31 دجنبر 2009. وذكر التقرير أنه منذ دخول العقد حيّز التنفيذ في 1997 إلى غاية شتنبر 200، لم يتمَّ إلا إنجاز معدل 9000 ربط ،عوض 45000 ربط كل خمس سنوات. وسارعت شركة «ليدك» إلى تنظيم ندوة صحافية، في بداية يونيو الجاري، أعلنت خلالها أنها انتهت من مشروع الربط المنزلي بخدمات الماء والتطهير لفائدة سكان حي «المكانسة» في «عين الشق». وأشارت «ليدك» إلى أن العملية مندرجة في مشروع «إنماء» -المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي خرج إلى الوجود سنة 2005، بعد الاستفادة من منحة من البنك الدولي، بلغت 23 مليون درهم. وفيما أوضحت الشركة أن عملية الربط بخدمات الماء والتطهير والكهرباء برمتها تستهدف 272 حيا سكنيا داخل مجال الدارالبيضاء الكبرى، ما يزال سكان عدة أحياء ودواوير في الجهة تنتظر، منذ ثلاث سنوات، ربط منازلهم بالماء الصالح للشرب، ومن بين هذه الأحياء دوار «أولاد رحو»، التابع لمقاطعة عين الشق، بعدما تم نشر طلب عروض بتاريخ 20 نونبر 2008 في ثلاث جرائد وطنية، من أجل ربط 258 منزل في الدوار المذكور بالماء الصالح للشرب، ليتوقف المشروع دون أي توضيح من الشركة. وقد وقف قضاة المجلس الأعلى للحسابات على عدة «ثغرات» حالت دون إنجاز الربط الاجتماعي في جهة الدارالبيضاء الكبرى، ويتعلق الأمر، في البداية، بتعدد المتدخلين) العمران، المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ليدك) في غياب معاهدات خاصة تحدد اختصاصات الأطراف، وساهم ضعف التنسيق في عدم اكتمال بعض المشاريع، كمشروع شمال «الهراويين» .كما أثبتت الزيارات الميدانية لمشروعي «المكانسة» و«الهراويين» عدة ظواهر ترتبط بكون بالبيئة المحيطة للمشروع لا تساهم في إنجاحه، منها عدم إتمام التهيئة الكلية للموقع ،مما جعله يتحول إلى مطرح للنفايات، إضافة إلى عدم اكتمال صهريج تجمع مياه الأمطار ومحطة الضخ، مما أدى إلى تدهوره انهيار جزء منه وتحوله إلى مجمع للمياه العادمة. وكشفت ردود كل من مجلس مدينة الدارالبيضاء وشركة «ليدك» تناقضات في أجوبتهما، حيث ذكرت شركة «ليدك» أن تصريحات مجلس المدينة بعيدة عن الواقع، في حين كشف جواب مجلس المدينة أن إنجاز برنامج الربط الاجتماعي خلال الفترة التي تمت مراقبتها «غير مُرْضٍ».