وقعت مشادة كلامية بين عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وحسن بن عدي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، خلال ندوة للجريدة الأولى بالرباط أول أمس، فحينما قال عبد الإله بنكيران إن حزبه ليس في حاجة إلى استعادة ثقة الناخبين فيه، لأنه أصلا يحظى بالثقة، داعيا جهات لم يسمها إلى ترك الحرية للمواطنين للاختيار، رد عليه بن عدي قائلا: «لقد استفزني حديث بنكيران عن هذا المجهول الذي يدعوه إلى ترك الحرية للمواطنين للاختيار»، فرد عليه بنكيران: «أنت لا تعرف هذا المجهول لكن صديقك عالي الهمة يعرفه». وكان بنكيران يشير إلى الهمة الذي كان جالسا في قاعة بفندق حسان ضمن الجمهور. وحرص عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، على التشديد على انتقاد وزارة الداخلية التي تدخلت سنة 2003 لتقليص مشاركة حزبه في الانتخابات الجماعية، وقال: «الداخلية تدخلت بخشونة وبشكل غير مبرر، لأنه حتى لو تركتنا نشارك لما وقع شيء». ولوحظ أن بن عدي تجنب مهاجمة العدالة والتنمية خلال الندوة، واكتفى بالقول: «نريد من العدالة والتنمية أن يكون تيارا مغربيا وسط الإسلامية العالمية لا العكس». وفي تفسير تأسيس حزبه قال إن «المشاركة السياسية كانت ضعيفة في 2007 لأن العروض السياسية المطروحة لا تناسب الحقبة السياسية التي تمر منها البلاد، ولذلك فإن جوابنا الذي نقدمه هو القرب من المواطنين، وتحسيسهم بأنهم فاعلون وليس مفعولا بهم. وقال «كفى من الوصاية على المواطنين سواء باسم الوطنية أو باسم الدين». ومن جهته، قال محمد الساسي، الباحث الجامعي، إن «الانتخابات في المغرب تتجه إلى أن تكون «انتخابات أعيان»، حيث تكون فيها المفاجأة قليلة بحكم أن للأعيان زبناء ووسطاء يستخدمونهم في الانتخابات للفوز. وقال «الانتخابات في المغرب تتجه إلى مزيد من اللاتسييس، وتتخذ طابعا سوسيولوجيا أكثر منه سياسي». وقال إن المواطنين لا يشاركون لأنهم يعرفون أن «من يصوتون عليه لا يحكم، ومن يحكم لا يصوتون عليه»، ولذلك فهم حين يصوتون لا يرون أن هناك تغييرا يقع نتيجة هذا التصويت. كما اعتبر الساسي عدم التصويت بمثابة حكم مجازي على رجل السياسة بأنه «فاقد للمصداقية»، ورد الساسي على حسن بن عدي قائلا :«ليس باعتماد القرب يمكننا أن نغير صورة السياسي والسياسيين لدى المواطن». التفاصيل في النافذة السياسية