بالنسبة ل "ريدوان"، فإن المغرب يسكن قلبه وموسيقاه وحياته؛ حب راسخ لوطنه ولجلالة الملك. هو حب يجسده في كل نغمة، وكل إيقاع، وكل آلة موسيقية في ألبومه الجديد، الذي أنجز بمناسبة كأس أمم إفريقيا 2025، بهدف إبراز الهوية والتقاليد المغربية وإشعاعها في العالم بأسره. وأكد المنتج المغربي ذو الصيت العالمي، في حوار حصري لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الألبوم يتجاوز بكثير كونه مجرد إبداع موسيقي، ليغدو تكريما صادقا لبلده، ولثقافته متعددة الروافد، وللشعب المغربي. وقال "ريدوان" إن "أغنية واحدة لم تكن لتكفي للتعبير عن كل المشاعر والألوان التي نحملها في قلوبنا"، مبرزا دور الموسيقى كرافعة لتعزيز الانتماء وترسيخ الاعتزاز بالوطن. وأضاف أن "كل آلة، وكل إيقاع، وكل نبرة صوتية تم اختيارها بعناية فائقة لتعكس الغنى والتنوع الثقافي للمملكة"، مشيرا إلى أن الألبوم يحتفي بالآلات التقليدية المغربية مثل "الكمبري" و"الرباب"، كما يسلط الضوء على التنوع اللغوي للبلاد، لا سيما من خلال حضور اللغة الأمازيغية في أغنية "أشكيد". ويرى "ريدوان" أن ألبوما واحدا، أو حتى مزدوجا، لم يكن ليكفي لترجمة كافة أوجه الموسيقى المغربية، مضيفا بشغف: "كل أغنية هي بمثابة سفر عبر ثقافتنا وتقاليدنا وعواطفنا، وكان لابد من أكثر من مجرد ألبوم للتعبير عن كل ذلك". وتوقف الفنان عند أغنيته "الله، الوطن، الملك"، ذات الرمزية الوطنية القوية، واصفا إياها بتأثر بالغ بأنها تكريم للحب العميق الذي يكنه المغاربة لوطنهم ولصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأوضح قائلا: "هذه الأغنية تجمع كافة الأجيال حول رسالة وحدة وفخر وطني، وتترجم التعلق الصادق لشعبنا بقيمه وهويته". كما شدد ابن مدينة تطوان على الطابع الجماعي والموحد للألبوم، موضحا: "بمجرد ما تبث الموسيقى، فإنها لا تبقى ملكا لي وحدي، بل تصبح ملكا للشعب المغربي"، مبرزا روح التقاسم والوحدة التي طبعت كل مراحل الإنتاج. وتطرق الفنان العالمي أيضا للرابط الخاص الذي يجمع الجمهور المغربي بثقافته وموسيقاه، معتبرا أن الحب للوطن ولجلالة لملك متجذر بعمق في التربية والحياة اليومية والذاكرة الجماعية للمغاربة، ويظل راسخا لدى أفراد الجالية المقيمة بالخارج أيضا. وفي معرض حديثه عن المغرب، يستحضر "ريدوان" بعفوية اللباس التقليدي، وفن الطبخ، والموسيقى، ولكن قبل كل شيء شعار "الله، الوطن، الملك"، باعتباره رمزا جوهريا للهوية الوطنية وركيزة أساسية للتماسك الاجتماعي. وبخصوص إصدار ألبومه بمناسبة كأس أمم إفريقيا 2025، أبرز "ريدوان" أن هذا المشروع يكتسي بعدا خاصا يتيح الاحتفاء بهذا الحدث الرياضي القاري، مع العمل على إشعاع الثقافة المغربية عبر إفريقيا والعالم. وأوضح أن "كأس أمم إفريقيا تجمع القارة بأكملها وتشكل منصة استثنائية لتقاسم أصواتنا وإيقاعاتنا وتقاليدنا مع جمهور عالمي"، لافتا إلى أن كل نغمة وآلة وتوزيع موسيقي صممت بعناية لإبراز روح المغرب، مع الحفاظ على أصالته وقيمه. كما نوه "ريدوان" بالقيمة الجوهرية للتعاون مع ثلة من الفنانين الأفارقة والدوليين، مبرزا غنى التبادل الثقافي والموسيقي الذي أثمرته هذه الشراكات. وقال في هذا السياق إن "جميع الفنانين الدوليين الذين تعاملت معهم يحملون حبا للمغرب، والعديد منهم ذوو أصول إفريقية، مما يسمح لهم بنقل ثقافتهم وموروثهم الموسيقي عبر هذا الألبوم المغربي والإفريقي"، مضيفا أن هذا المشروع يشكل تلاقيا حقيقيا بين الثقافات والتقاليد يتجاوز الحدود. ومن خلال هذا الألبوم الذي يضم 12 أغنية، لا يكتفي "ريدوان" بإنتاج الموسيقى، بل يروي قصة المغرب وتقاليده وهويته بصدق ودفء، جاعلا صداها يتردد في الساحة الدولية. ويجسد هذا المشروع قدرة الموسيقى على أن تكون رافعة قوية للثقافة والاعتزاز الوطني، مؤكدا أن التراث المغربي يشع في العالم بأسره بفضل الإبداع والشغف والالتزام الذي يميز فنانيه.