استأثر هجوم حاد على التحالف الثماني «جي 8» ووزير المالية، صلاح الدين مزوار على مجريات لقاء داخلي نظّمه حزب الاستقلال، يوم السبت الماضي في الدارالبيضاء، وجمع بين قيادات وأطر الحزب. وعلى غير عادتهم، هاجم وزراء استقلاليون، كانوا ضمن اللجن التي قدمت البرنامج الأوليّ للحزب على أطر الأخير، في لقاء داخلي، تحالف «جي 8»، وتحديدا صلاح الدين مزوار، زميلَهم في حكومة الاستقلالي عباس الفاسي، باعتباره رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار وأحد مؤسسي التحالف، إذ احتج توفيق احجيرة، وزير الإسكان وعضو اللجنة التنفيذية في حزب الاستقلال، في معرض شرحه المشاكل التي اعترضت المشاريع الحكومية الخاصة بالسكن، على ما قال إنه «سياسة سياسوية بدأت تخترق الحكومة»، في إشارة إلى ما يقوم به وزير المالية، صلاح الدين مزوار، وهو ما وضّحه احجيرة بقوله إنه «يجب الدفع في اتجاه إدراج ملف السكن في قانون المالية لسنة 2012». وقال احجيرة، مخاطبا أعضاء اللجن الموضوعاتية التي أعدت برنامج حزب الاستقلال، والحاضرين من أطر الحزب ومدراء شركات، إن ملف السكن اعترضه «مكر»، مضيفا أنه «يجب أن نفتح أعيننا على إضافات في هذا الملف»، كما أردف قائلا، «مْلّي نديرو الحملة الانتخابية، خاصّنا نْحنزّو في الناس». ومن جهته، قال نزار البركة، وزير الشؤون الاقتصادية والعامة وعضو اللجنة التنفيذية في حزب الاستقلال، في معرض رده على مداخلات أعضاء الحزب: «نحن نعمل ضمن تحالف طبيعي منذ 1992، وهذا التحالف هو مع الكتلة. لا يجب أن نقول للمواطن أنا حداثي وأنا إسلامي وأنا أحمر وأنا أخضر في نفس الوقت.. نحن مع الوضوح». وكشف أعضاء الحزب، ياسمينة بادو ونزار البركة ومصطفى حنين وكريم غلاب وعادل الدويري، عن الخطوط العامة لبرنامج حزب الاستقلال خلال الانتخابات المقبلة، وضمنه مقترح إحداث ضرائب على ذوي الدخل المرتفع، على أن تشمل نسبة 5 في المائة على الدخل الذي يتجاوز مليوني درهم، وهو ما لقيّ اعتراضا من لدن بعض الحاضرين، إضافة إلى ضريبة المنتوجات الفاخرة والضريبة على الأراضي الشاغرة وضريبة إدراج الأراضي في المدار الحضري. من جانبه، كشف عادل الدويري، عضو اللجنة التنفيذية للحزب ووزير السياحة السابق، عن الخطة التواصلية لحزب الاستقلال خلال الحملة الانتخابية، مشيرا إلى أنه سيتم إطلاق موقع إلكتروني، بدءا من السبت المقبل، عبارة عن قناة تلفزيونية تبث فيها مقاطع فيديو لمرشحين عن الحزب، طالبا من المرشحين إرسال مقاطع فيديو إلى الحزب قصد إدراجه في الموقع الإكتروني. وفي موضوع ذي صلة، علمت «المساء»، من مصادرَ استقلالية، أن اللجنة التنفيذية للحزب قررت، في الأسبوع الماضي، إيكال مهمة الحسم في اللائحة الوطنية للشباب إلى اللجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية، بدل المجلس الوطني، على غرار لائحة النساء، وهو ما أثار غضب شباب في الحزب. وأكدت المصادر ذاتها أن مجموعة من شباب الحزب، خاصة المنتمين إلى الشبيبة الاستقلالية في الدارالبيضاء، قد اعترضوا على هذا القرار، الذي اعتبروا أنه سيغلب كفة أطراف على أخرى، في إشارة إلى عبد القادر لكيحل، الكاتب العامّ للشبيبة الاستقلالية، والذي يتّهمه أعضاء في الشبيبة بتهميشهم، فضلا على كون عدد كبير من أعضاء اللجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية مُقرَّبين منه، عكس المجلس الوطني. وأفادت المصادر نفسها أن شباب الحزب المحتجين يناقشون، حاليا، فكرة التوقيع على عريضة ضد إسناد اختيار أعضاء اللائحة الوطنية للشباب للجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية، عوض المجلس الوطني، الذي يعد بمثابة برلمان الحزب.