عاش (ع.ب) وسط أسرة فقيرة تتكون من أم وثلاثة أبناء هو رابعهم، يعيلها أب ينتمي إلى سلك القوات المسلحة الملكية. لم يتمكن من مواصلة تعليمه بمدرسة الحي، وتوقف في مستوى السنة السادسة ابتدائي بسبب الإعاقة التي أصابته في رجليه والتي أثرت في نفسيته، ثم عدم قدرة عائلته على تلبية حاجياته الدراسية. حينما اشتد عوده عمل حارسا ليليا بإحدى «القيساريات» لمساعدة والده، الذي أحيل على التقاعد، على تكاليف الحياة، لكنه تأثر في الآونة الأخيرة ببعض الفيديوهات التي شاهدها بالصدفة لبعض الجنود السوريين، والتي كانت سببا في اقترافه كتابات على الجدران الخارجية للمساجد تحمل عبارات تسيئ للذات الإلهية والرسول والدين، والتي كانت سببا في اعتقاله من طرف الشرطة القضائية بعد عملية ترقب دقيقة. أكدت مصادر «المساء» ظهور كتابات حائطية خلال ثلاثة أشهر الأخيرة على الجدران الخارجية لمساجد مدينة تيفلت تضمنت عبارات مست بالذات الإلهية والرسول والدين الإسلامي الحنيف، ومجدت الرئيس السوري بشار الأسد وصلت في بعض الأحيان إلى درجة تأليهه، وتلقت الشرطة القضائية بمفوضية تيفلت بشأنها عدة شكايات من طرف مواطنين ومصلين والقاطنين بالأحياءالتي توجد فيها هذه المساجد التي تشكل أغلبية المساجد الموجودة في تيفلت (مسجد الأندلس، والسلام، والقدس، والكوثر والمسجد العتيق)، حيث ترك هذا الفعل الشنيع آثارا سيئة في نفوسهم وطالبوا الشرطة بتكثيف عملها من أجل القبض على الجاني أو الجناة وتقديمهم للعدالة، ما جعل الشرطة القضائية تكلف فرقة لمعاينة هاته الكتابات، والتي تبين لها أنها مكتوبة بخط عربي عادي بواسطة «عبوة رشاشة»، كما اتضح لها أيضا أن نسخا من القرآن الكريم قد تم تمزيقها وتنجيسها وتم رميها تحت تلك الكتابات وبمحاذاة المساج المستهدفة. تعيين فرقة خاصة نظرا لجسامة الجرم في حق الخالق والإسلام والرسول قامت الشرطة القضائية بتعيين فرقة خاصة لمراقبة محيط المساجد التي تعرضت حيطانها للكتابات، خاصة صباح يوم الجمعة من كل أسبوع، وهو اليوم الذي يكثف فيه الفاعل نشاطه، بغرض الوصول إلى الفاعل أو الفاعلين، وخلال فجر يوم الجمعة 25/04/2014 حوالي الرابعة صباحا تم رصد أحد المشتبه فيهم وهو يستعد لإنجاز كتابات على حائط أحد المساجد بحذر شديد، ولما أحس بوجود رجال الأمن بالقرب منه، لاذ بالفرار في محاولة منه للإفلات منهم، غير أنهم اقتفوا أثره وألقوا القبض عليه بمساعدة بعض المواطنين كانوا في طريقهم إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، والذين ساهموا في عملية القبض نظرا للسرعة التي كان يمتاز بها رغم إعاقته، وحاول عدد من المواطنين معاقبته على فعلته الشنعاء بالضرب، لكن رجال الأمن تدخلوا لحمايته ولولا هذا التدخل لحدث للفاعل ما لا تحمد عقباه. وإثر تفتيش احترازي قامت به عناصر الأمن حجزت لديه «عبوتان رشاشتان» للصباغة ونسختان من القرآن الكريم وسكين متوسط الحجم ووشاح وقفازان. الاستماع إلى المتهم خلال الاستماع إلى المتهم (ع.ب) في محضر رسمي أكد أنه هو من اختط كل الكتابات التي تعرضت لها الجدران الخارجية للمساجد بمدينة تيفلت، واعترف بأنه كان يكتب العبارات المسيئة لله والدين والرسول بواسطة «العبوات الرشاشة» التي حجزت لديه، والتي أقر أنه كان يقتنيها من بعض متاجر العقاقير بالمدينة، كما أنه يستعمل القفازين لكي لا يترك أثرا لبصمات قد تقود الشرطة إليه، فيما كان يستعمل الوشاح لإخفاء وجهه خاصة وأنه معروف في مدينة تيفلت. وأضاف أنه كان يقوم موازاة مع الكتابات المسيئة لله بكتابات أخرى تمجد وتؤله بشار الأسد وبعد ذلك يقوم بتمزيق نسخ من القرآن الكريم وإحراقها وتنجيسها بواسطة بوله. وذكر في معرض اعترافاته أن إعاقته الجسدية على مستوى رجليه ثم مشاهدته لبعض الفيديوهات عبر الانترنيت الخاصة لبعض الجنود المناصرين لبشار الأسد أثرت فيه وجعلته يقترف الجرم الشنيع انتقاما لنفسه لإعاقته. وأكد أن فعله يخصه هو وليس له أي امتداد كيف ما كان نوعه، موضحا أنه لا ينتمي لأي تنظيم أو تيار، وأن الجرم الذي اقترفه كان يقوم به بمحض إرادته بدون تحريض من أي جهة معينة. تفتيش منزل المقبوض عليه انتقلت فرقة من الشرطة القضائية إلى منزل المقبوض عليه بحي النهضة حيث يقيم مع والديه، وبحضورهما المتواصل تم إجراء تفتيش دقيق بغرفته وفي أنحاء مختلفة من بيت العائلة، تم على إثرها حجز حاسوبه الشخصي وجهاز mp5 وعند إجراء فحص دقيق على مخزونات هذين الجهازين تبين أنهما يضمان فيديوهات مسيئة للمقدسات (الله والرسول والدين) ولتنوير البحث استمعت فرقة المباحث أيضا لبعض أئمة المساجد وبعض تجار العقاقير وصاحب محل الأنترنيت الذي كان يتردد عليه المتهم لمشاهدة هذه الفيديوهات ثم يقوم بنقلها إلى حاسوبه أو جهازه mp5 ومشاهدتها بمفرده. تقديم المتهم للعدالة أحالت الشرطة القضائية المحلية التابعة للأمن الإقليمي بالخميسات يوم 27/04/2014 على أنظار وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالخميسات (ع.ب) وهو من مواليد 1991 عازب ويشتغل كحارس ليلي بإحدى القيساريات المعروفة بالمدينة، بتهمة الإهانة والمساس بالمقدسات وتلويث مؤسسات دينية. وأكدت مصادر «المساء» أن القبض على المتهم بالكتابات الحائطية خلف ارتياحا كبيرا وسط سكان تيفلت، خاصة مرتادي المساجد التي كانت مسرحا للإهانة وللإساءة، كما طالبت بإنزال أقصى العقوبات على الفاعل.