عمليتا توظيف مالي لفائض الخزينة    طقس الجمعة: استمرار الأجواء الحارة بالسهول الداخلية ورياح قوية بالأطلسين    ضمنهم حكيمي وبونو.. المرشحين للكرة الذهبية 2025    الجزائر تقرر إنهاء استفادة سفارة فرنسا من أملاك تابعة للدولة في شكل مجاني    نتنياهو: إسرائيل تريد السيطرة على غزة "لا حكمها"    قاضي جرائم الأموال يأمر بسجن رئيس المجلس الإقليمي لشفشاون بتهم ثقيلة    المنتخب المغربي المحلي يستعد لمواجهة كينيا    حقوقيون: السقوط الدستوري للمسطرة الجنائية ليس معزولا عن منهجية التشريع المتسمة بانعدام الشفافية    الأرصاد تُحذر: موجة حر وزخات رعدية تضرب مناطق واسعة بالمملكة ابتداءً من اليوم    تدخل أمني بمنطقة الروكسي بطنجة بعد بث فيديو يوثق التوقف العشوائي فوق الأرصفة        تدخل سريع يخمد حريقا اندلع بغابة "ازارن" بإقليم وزان والكنافي يكشف حيثياته    لجنة عربية تطلق حملة ضد ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام    الارتفاع يسم تداولات بورصة البيضاء    وزارة الخارجية تحتفل باليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج    فشل الجزائر في قضية الصحراء المغربية يفاقم التوتر الدبلوماسي مع فرنسا    الوداد يعقد الجمع العام في شتنبر    بني بوعياش.. اطلاق الشطر الاول لمشروع التأهيل الحضري        أول نسخة من "الهوبيت" تجني 57 ألف دولار        الملك كضامن للديمقراطية وتأمين نزاهة الانتخابات وتعزيز الثقة في المؤسسات    الماء أولا... لا تنمية تحت العطش    لسنا في حاجة إلى المزيد من هدر الزمن السياسي    وزير الإعلام الفلسطيني : المساعدة الإنسانية والطبية العاجلة سيكون لها أثر إيجابي ملموس على حياة ساكنة غزة    تيمة الموت في قصص « الموتى لا يعودون » للبشير الأزمي    «دخان الملائكة».. تفكيك الهامش عبر سردية الطفولة    السرد و أنساقه السيميائية    المغرب.. من أرض فلاحية إلى قوة صناعية إقليمية خلال عقدين برؤية ملكية استشرافية    فرنسا تلغي إقامة مغربي أشعل سيجارة من "شعلة الجندي المجهول" في باريس (فيديو)    زيلينسكي يدعو بوتين مجددا إلى لقاء لإنهاء الحرب في أوكرانيا والرئيس الروسي يعتبر "الظروف غير متوفرة"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية كوت ديفوار بمناسبة العيد الوطني لبلاده        يوليوز 2025 ثالث أكثر الشهور حرارة فى تاريخ كوكب الأرض    "صحة غزة": ارتفاع وفيات التجويع الإسرائيلي إلى 197 بينهم 96 طفلا    "أيميا باور" الإماراتية تستثمر 2.6 مليار درهم في محطة تحلية المياه بأكادير    وكالة: وضعية مخزون الدم بالمغرب "مطمئنة"    سون هيونغ مين ينضم للوس أنجليس الأمريكي    صيف شفشاون 2025.. المدينة الزرقاء تحتفي بزوارها ببرنامج ثقافي وفني متنوع    المغرب يواجه ضغوطا لتعقيم الكلاب الضالة بدل قتلها    تسجيل 4 وفيات بداء السعار في المغرب خلال أشهر قليلة    "دراسة": تعرض الأطفال طويلا للشاشات يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب    من هم الأكثر عرضة للنقص في "فيتامين B"؟    الفتح الناظوري يضم أحمد جحوح إلى تشكيلته        رخص مزورة وتلاعب بنتائج المباريات.. عقوبات تأديبية تطال أندية ومسؤولين بسبب خروقات جسيمة    الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر    الداخلة.. ‬‮«‬جريمة ‬صيد‮»‬ ‬تكشف ‬ضغط ‬المراقبة ‬واختلال ‬الوعي ‬المهني ‬    الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي فرضها ترامب تدخل حيز التنفيذ    المغرب ‬يرسّخ ‬جاذبيته ‬السياحية ‬ويستقطب ‬‮«‬أونا‮»‬ ‬الإسبانية ‬في ‬توسع ‬يشمل ‬1561 ‬غرفة ‬فندقية ‬    قروض ‬المقاولات ‬غير ‬المالية ‬تسجل ‬ارتفاعا ‬بنسبة ‬3.‬1 ‬في ‬المائة ‬    جو عمار... الفنان اليهودي المغربي الذي سبق صوته الدبلوماسية وبنى جسورًا بين المغرب واليهود المغاربة بإسرائيل    المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..    حين يتحدث الانتماء.. رضا سليم يختار "الزعيم" ويرفض عروضا مغرية    نحن والحجاج الجزائريون: من الجوار الجغرافي …إلى الجوار الرباني    اتحاديون اشتراكيون على سنة الله ورسوله    من الزاويت إلى الطائف .. مسار علمي فريد للفقيه الراحل لحسن وكاك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اشتباك بالأيادي و«عض» بين شباط واللبار بعد خطاب الملك
نشر في المساء يوم 13 - 10 - 2014

ساعات قليلة بعد الخطاب الملكي، الذي وجه انتقادات للفاعلين الحزبيين في افتتاح الدورة البرلمانية، يوم الجمعة الماضي، تحول اجتماع للمعارضة إلى حلبة ملاكمة بين حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، وعزيز اللبار، البرلماني «المطرود» من حزب الأصالة والمعاصرة، وذلك بعدما وصفه الأخير ب»الشفار» الذي باع مدينة فاس. ونشبت الشرارة الأولى للمواجهة العنيفة، عقب نهاية ملتقى المعارضة، حيث كان شباط يردد عبارته الشهيرة «مبروك العيد»، فما كان من اللبار إلا أن رد بالقول: «الله ياخذ الحق يا الشفار»، وهي الجملة التي أثارت غضب شباط. محاولة فض الشجار العنيف الذي تابع فصوله زعماء أحزاب المعارضة، حولت القاعة التي احتضنت ملتقى المعارضة إلى حلبة ملاكمة، حيث أصيب البرلماني الاستقلالي عبد القادر الكيحل بجرح في اليد، بسبب «عضة» من عزيز اللبار. ومباشرة بعد الحادث، قرر حزب الأصالة والمعاصرة طرد المستشار من الفريق البرلماني للحزب بمجلس المستشارين، ومن كل أجهزة الحزب وطنيا ومحليا. في هذه المواجهة/ الحوار التي أجرتها «المساء» مع الطرفين يقدم كل من شباط واللبار روايته للحادث، ويحكي فصول «مشاجرة» عمقت جراح المشهد السياسي المغربي.
حاوره - مصطفى الحجري
حميد شباط:لم نضغط لطرد اللبار وبصمات المؤمنين بالشيطنة حاضرة فيما حصل
- ما هي الخلفيات الحقيقية للعراك الذي وقع بالبرلمان؟
يجب أن نربط الأحداث بسياقها، فلأول مرة في تاريخ المغرب وفي كل الحكومات تجتمع المعارضة في اجتماع كان ناجحا، وذوب كل الخلافات في دقائق، لكن الحزب الحاكم مثل التنظيم الذي ينتمي إليه هدفه هو الشيطنة والسعي لهدم «السواري»، بعد ان حاول سابقا الركوب على التقطيع الانتخابي بين جماعة فاس ومحيطها. وهنا يجب أن أعود قليلا إلى الوراء، ففي سنة 2010 وقع حدثان أساسيان هما مخيم «اكديم إزيك»، ومخيم «اولاد طيب» بفاس، وبعدها تقارب اللبار مع العدالة والتنمية في انتخابات مولاي يعقوب. لذا لم يتردد اللبار في تهديد الآخرين خلال الانتخابات لفائدة حزب رئيس الحكومة.
وكما يقال إذا ظهر السبب بطل العجب، فاللبار «دار تجزئة وبقات ليه مدرسة عمومية» أراد تحويلها إلى قطعة أرضية لبيعها، وهو ما وقفنا ضده، وعندما التقت المصالح بين الساعين لإحداث التشويش، والساعين لخلق الفتنة بحث هؤلاء عن شخص مغمور ومهووس بالمال الحرام ليوظفوه من أجل بث الفتنة، ليجدوا ضالتهم في اللبار الذي حضر إلى مقر البرلمان ب«الكوسيتم» وصعد المنصة لخلق البلبلة ولما دفعه بعض الإخوان قام بسبهم وعضهم.
- لكن هناك من ربط بين ما حدث عقب نهاية اجتماع الفرق البرلمانية لأحزاب المعارضة بملفات وأسرار مرتبطة بكواليس تدبير مدينة فاس، كانت تجمع حميد شباط وعزيز اللبار قبل أن يختلفا ليطفو الصراع على السطح.
لندع فاس جانبا لأن اللقاء كان للمعارضة ولا علاقة له بفاس ومشاكلها، وحزب الاستقلال قادر على التعاطي مع هذه الأخيرة وتدبير شؤونها، ونحن قدمنا خدمات جليلة في هذا الصدد بمعية حلفائنا.
- لكن كيف تفسر نعته لك بكلمة «شفار» في قلب البرلمان، وبحضور الأمناء العامين والبرلمانيين والمستشارين. ما الذي دفعه إلى ذلك؟
هو كلامه دائما على هذا المنوال، سواء داخل البرلمان أو خارجه، فدائما تصدر عنه تصرفات غريبة مثل تعمد سقوطه داخل البرلمان واستدعائه سيارة الإسعاف، فاللبار هذه عادته، وهو معروف بها في كل الأوساط.
- ألا تعتقد أن نعت أمين عام حزب سياسي ب«الشفار» اتهام خطير؟ هل هناك نية لمقاضاته؟
هذه الكلمة ليست أول مرة تقال. للأسف الأخلاق والقيم التي تحدث عنها الملك في خطابه لم تعد موجودة، وذلك راجع لكون بعض الأحزاب وعدد من البرلمانيين سامحهم الله يسعون إلى تبرير فشلهم والهروب إلى الأمام من خلال إلصاق التهم بالآخرين.
لقد سبق أن رفعت دعوى قضائية باسم الحزب بعد اتهامه بتهريب الأموال أو بالدارجة اتهامه ب«تشفارات»، لنرد برفع دعوى قضائية ضد رئيس الحكومة منذ يناير2014. ورغم ذلك لم يستجب لحد الآن، رغم أننا طالبناه فقط بكشف اللائحة، وتقديم ما لديه من حجج لفضحنا أمام الشعب. وبالنسنة للبار فلن أرفع دعوى قضائية لأن اللبار هو اللبار، وأنا لن أنزل إلى هذا المستوى.
- هناك من يرى بأن حزب الاستقلال ضغط في اتجاه اتخاذ قرار الطرد في حق عزيز اللبار بعدما حدث، خاصة أن الحزب اعتمد لتبرير قرار الطرد نفس الرواية التي قدمتها أنت لاحقا.
لم نضغط على أحد، ولنكن واضحين، فحزب الأصالة والمعاصرة يملك استقلالية قراراته ولديه لجنة أخلاقيات قادرة على الحسم وفرض الانضباط، لأن ما حدث وقع بعد نهاية الاجتماع، وأثناء إدلاء الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة مصطفى البكوري بتصريح لوسائل الإعلام، ولو عدت إلى الشريط لشاهدت كيف التفت البكوري بعد الضجة التي أحدثها اللبار بعد أن توجه نحو المنصة.
ثانيا، لا يمكن أخلاقيا لأي حزب أن يطلب من حزب آخر أن يتخذ أي إجراء كيفما كان، فنحن بنينا التنسيق بين المعارضة على الثقة وعلى برنامج بديل سنعلنه لاحقا للرأي العام.
- لكن يكف تفسر هذا التطابق السريع في الرواية التي تضمنها قرار الطرد؟
ليست نفس الراوية .
- لا، بل هناك تطابق في الحديث عن كون اللبار مسخر من جهة معنية تستهدف المعارضة. إذ ورد في البلاغ أن ما صدر عن اللبار لم يكن بريئا، بل وراءه جهات خفية، وعمل مخطط له بشكل مسبق ومحبك لنسف مبادرة تنسيق عمل المعارضة بالبرلمان.
يجب أن نعود إلى الطريقة التي دخل بها اللبار، وعدم ظهوره في الجلسة الافتتاحية، وحضوره متأخرا.
أنا أتحدث هنا عن وقائع كما حصل في بلاغ المجلس الإقليمي لحزب العدالة والتنمية، وعن برلمانييه، الذين كانوا يسعون إلى رفع دعوى ضد حميد شباط ووجهوا رسالة إلى وزارة الداخلية والحكومة لإقالته بدعوى أنه يوقع على تراخيص خارج المدار الحضري، وهي أمور تم تداولها إعلاميا على نطاق واسع. كما سبق لي أن قلت إن اللبار هدد بشكل صريح مستشارا استقلاليا إذا لم أوقع على رخصة غير قانونية، وحتى المحكمة رفضت هذا الطلب.
وحين أتحدث عن كونه وآخرين مسخرين من قبل حزب العدالة والتنمية، فهناك عدة مصادر تؤكد بأنهم مولوا الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية بمولاي يعقوب، وهو واقع يعرفه كل سكان الدائرة، وأنا هنا أتحدث عن وقائع وحقائق قربت بين عزيز اللبار ورئيس جماعة أولاد الطيب، وبين حزب الحكومة، وهو تنسيق أفضى إلى شكوك كانت في محلها خاصة بعدما حدث عقب نهاية الاجتماع، الذي عقد بين الفرق البرلمانية لأحزاب المعارضة.
- البعض ربط سلوك اللبار باستفزازات صدرت عنك بعد نهاية الاجتماع، خاصة أن الأمر يتعلق بغريم سياسي في مدينة تشغل فيها منصب العمدة.
لقد قلت إن هذا وقع بعد رفع الجلسة ومغادرة البرلمانيين قاعة الجلسة، حيث بقيت أنا وإدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي وبيد الله الذي ترأس الجلسة، فصعد اللبار إلى المنصة بهدف أساسي هو التشويش على من بقي بالقاعة، والمقصود هنا هم الأمناء العامون للأحزاب. وقد فرض صعوده المنصة على الإخوان المكلفين بحراستها التدخل من أجل ردعه وإخراجه.
- لكن الأمر تطور إلى عراك وتعنيف.
لم يكن هناك ضرب، بل دفع للمعني بالأمر لأنه صعد المنصة في سلوك غير مقبول، وهو رد فعل طبيعي إزاء أي شخص يحاول إفساد لقاء معين، ولو طلب اللبار الكلمة خلال اللقاء لما منعه أحد من الإدلاء برأيه.
- ألا ترى أن ما حدث يسيء إليك كشخص وأمين عام، ويسيء إلى أحزاب المعارضة، خاصة أنه تزامن مع الرسائل القوية التي حملها الخطاب الملكي، الذي تضمن انتقادات صريحة لسلوكات بعض السياسيين والمنتخبين؟
هذا لا يسيء إلى المعارضة، ولا إلى الحزب الذي ينتمي إليه اللبار، لأن هذا الأخير معروف بتصرفاته الطائشة، وهو شأن لا يخفى على الجميع. وبالتالي نحن أمام سلوك انفرادي يتعلق بشخص فقط. أما المعارضة فهي قوية، وقرار الطرد الذي اتخذ بسرعة يؤكد مصداقية الأحزاب السياسية المشكلة للمعارضة، لأنه ليس من السهل أن يبادر حزب إلى طرد مستشار بالغرفة الثانية، لكن من أجل الأخلاق والانضباط والرفع من مستوى الخطاب السياسي تم اتخاذ القرار من طرف الإخوان مشكورين.
حاوره - لحسن والنيعام
عزيز اللبار:قلت اللهم إن هذا منكر فتهجم علي شباط ولكمني على وجهي
- ماذا حدث بالضبط في واقعة البرلمان بينك وبين شباط؟
أنا الآن مازلت أتلقى العلاجات في مصحة خاصة بالرباط، ولهذا يصعب علي أن أتحدث معك حول كل تفاصيل الموضوع، ولكن دعني أقول لك بأن البداية تعود إلى يوم الخميس الماضي، حيث استنكر جميع البرلمانيين والبرلمانيات التابعين لحزب الأصالة والمعاصرة في غرفتي البرلمان (مجلس النواب ومجلس المستشارين) التنسيق مع شباط. أنا لم أتحدث في اجتماع الفريقين والذي تم عقده استعدادا لحضور افتتاح الدورة التشريعية التي افتتحها جلالة الملك يوم الجمعة. قبل ذلك، كان هناك حديث لطرد رشيد الفايق (رئيس جماعة أولاد الطيب)، لأنه أصر على استرجاع حقوق جماعته في حربها ضد عمدة فاس، وأنا رفضت بشدة أي حديث حول هذا الموضوع. هذا الكلام يعود إلى حوالي سبعة أشهر، بسبب مشكل نزاع الحدود بين جماعة أولاد الطيب وبين رئيس المجلس الحضري لفاس، الأمين العام لحزب الاستقلال. عندما دخلنا إلى المجلس أخبرنا باجتماع لأحزاب المعارضة، أي حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال وحزب الاتحاد الدستوري. غادرت بعد انتهاء افتتاح الدورة، وغيرت ملابسي، حيث ارتديت ملابس عصرية، وحضرت الاجتماع. وعندما انتهى الأمناء العامون من مداخلاتهم، بدأ الصحفيون يطرحون الأسئلة ويستجوبون مسؤولي الأحزاب الحاضرة، وكنت بصدد المغادرة. ودعت الشيخ بيد الله (الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس مجلس المستشارين حاليا)، لكنني تفاجأت بشباط يعترض سبيلي وبدأ يستفزني بعبارات «مبروك العيد» (المحرر: هذه العبارة تعتبر لازمة يرددها شباط في الحديث إلى الناس)، والتي رددها أكثر من مرة في وجهي، أما أنا فأجبته ب»مبروك العيد»، ورددت عبارة «اللهم إن هذا منكر» لعدة مرات. لقد تهجم علي شباط ووجه إلي لكمة على مستوى الوجه، وحاول عبد القادر الكيحل الاعتداء علي وأمسك بي على مستوى العنق، ما دفعني إلى عضه على مستوى أحد أصابعه. تطورت الأمور بعد ذلك، بشكل دراماتيكي، حيث عمدوا إلى جري إلى الممر (الكولوار)، وأغلقوا الأبواب، ومنعوني من الخروج، واعتدى علي غرباء. خاطبتهم بأنهم «قتالة»، وحاولت مغادرة الردهة لكنهم منعوني وضربوني ب»الشانظيل» (قطعة خشب كبيرة تستعمل في البناء). أنا لا أعرف كيف دخل هؤلاء إلى البرلمان، حيث لم يسبق لي أن شاهدتهم، لكنهم إذا تم عرضهم علي سأتعرف عليهم من خلال وجوههم. تمكنت من الخروج بعد ذلك، وعدت إلى القاعة. أمسكني الشيخ بيد الله، وحاول تهدئتي. لقد أحسست بأنهم يرغبون في الصلح، لكنني رفضت. حاولوا أن يهدئوا الوضع، لكني تفاجأت بقرار الطرد.
- بلاغ حزب الأصالة والمعاصرة الذي أعلن فيه عن طردك من صفوفه، كان متشددا في تعامله مع هذه القضية. لقد اعتبر المسألة غير أخلاقية، والسلوك مسيئا للعمل السياسي. واعتبرك مدفوعا؟
كان من المفترض أن يعرض ملفي على لجنة الأخلاقيات، وأن أستدعى للمثول أمام أعضاء اللجنة، وأدافع عن نفسي، وأقدم مرافعتي حول ما حدث، وحول خلفياته، لكنهم قرروا طردي. لقد اتصل بي عدد من الصحفيين وسألوني عما إذا كنت سأطعن في القرار، وعما إذا كنت سألتحق بحزب آخر. أنا لن أطعن في قرار الطرد. سأنهي علاقتي بالحزب، مرددا الآية الكريمة التي تقول:»إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم»، والآية الكريمة التي تقول: «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون». أنا رجل أعمال. وأنا أدافع عن مدينة فاس التي بدأ أناسها يهاجرون منها. طيلة مساري، وفي جميع المنتديات، وطنيا ومحليا، ودوليا، أدافع عن المدينة وعن الاستثمار في المدينة وعن السياحة فيها، وأقول إن الأمن موجود والحمد لله في المدينة، والمشكل فيها هو مشكل اقتصادي، حيث أن نواحي فاس تعاني من الفقر. هذا ما أقوله.
القرار كان من الممكن أن لا يتخذ بسرعة. كان من المفترض أن يعقد اجتماع للجنة الأخلاقيات، لكنني لن أشتكي، هناك مستشارون جماعيون ومستشارون برلمانيون استنكروا هذا القرار والسرعة التي اتخذ بها. لقد زارني في المصحة عدد من الفعاليات الحزبية، من مختلف الهيئات. إن النقطة التي أفاضت الكأس هي أن رشيد الفايق، رئيس جماعة أولاد الطيب قد ربح دعوى قضائية ضد شباط في قضية الاستيلاء على أراضي شاسعة من الجماعة وإلحاقها بالنفوذ الترابي لمدينة فاس، حيث أقدم شباط، دون الاستناد على أي مرسوم، وفي تجاوز للقوانين، على منح التراخيص لشركات عقارية لتحويل المنطقة إلى تجزئات سكنية. وبدأ يوقع التراخيص بدل رئيس الجماعة القروية التي لها الاختصاص لأن الأراضي توجد، بقوة القانون، في نفوذها، وتابعة لها. فاس كلها تشتكي من هذا الوضع. لماذا إذن سنتحالف مع شباط؟ ماذا فعلت لكي يطردوني؟ لأنني لم أساعد شباط؟ لأننالم ندعمه في انتخابات مولاي يعقوب؟ لأنني أرفض التحالف معه؟ ولماذا نساعده وندعمه ونحن لدينا حزب ننتمي إليه اسمه حزب الأصالة والمعاصرة؟
- الآن كيف ستتعامل مع قرار طردك من حزب الأصالة والمعاصرة؟
أنا لن أستنكر، ولن أؤاخذهم. بل ربما إنني سأهنئهم. «بغاو يركبو العود، خليهوم..والله يكون مع هذه المدينة». طيلة مساري، وأنا أنتحر من أجل فاس، وأنا فخور بذلك. دائما أنهي عن المنكر. فاس هي التي أعطتنا ما نحن عليه الآن، وعلينا أن نرد لها الجميل. أما الآن، فأنا قد قررت اعتزال السياسة، والعمل السياسي. ولن ألتحق بأي حزب سياسي.
- وماذا ستفعل بصفتك كمستشار برلماني إذا كنت ستعتزل السياسة؟
سأتمسك بصفتي لامنتميا. وسأطرح الأسئلة في البرلمان، وسأبقى مواظبا على حضور أشغال اللجن التي أنا عضو فيها. لكنني لن أنخرط في صفوف أي حزب سياسي.
- لكنك تود التقدم للانتخابات القادمة؟
«من هنا لتما فلها مدبر حكيم». إذا كنت أرى في نفسي أن أصلح للعمل الانتخابي فسأتقدم، وإذا رأيت عكس ذلك، فلن أتقدم للانتخابات.
- وماذا عن اتهام حزب العدالة والتنمية بالوقوف وراء تسخيرك للقيام بما قمت به في واقعة البرلمان؟
لا أبدا. ليس هناك أي دخل لحزب العدالة والتنمية في هذه القضية. دعني أقول لك بأن علاقتي مع جميع الأحزاب السياسية طيبة جدا. وأعضاء حزب العدالة والتنمية من أطيب خلق الله. شباط هو الذي يروج لمثل هذا الكلام. لقد روجوا حتى لخبر يدعي أنني لم أحضر لجلسة الافتتاح. وحزب العدالة والتنمية لا يربطني به سوى الاحترام، الاستقلاليون كذلك كلهم أصدقائي.
- هذا كلام فيه نوع من التناقض. وإلا فبماذا تفسر ما حدث بينك وبين الاستقلاليين؟ أنت تتهمهم بالاعتداء عليك؟
أمينهم العام هو من يتحكم فيهم. إنهم يخافون منه ويتقون شره. وهذا يحدث على الصعيد الوطني والجهوي. هم لا يطيقونه ولكنهم يخافون منه. إن تعليمات الأمين العام هي التي دفعتهم إلى القيام بما قاموا به. هناك شبه إجماع للمواطنين والفعاليات الاقتصادية والرياضية. كلهم يشتكون من شباط. «عييت ما نغوت»، وهو يقول إنه يشتري صمت العالم، ويتهم السياسيين بتهم غير مرضية.
- وهل تضامن معك حزب العدالة والتنمية؟
اتصل بي بعضهم عبر الهاتف لاستنكار ما وقع، لكنني كنت تحت الصدمة، واضطرت إلى قطع المكالمات الهاتفية الواردة، لأن الأطقم الطبية كانت بصدد مدي ببعض الحقن والأدوية. هم أناس طيبون، وعلاقاتي معهم حسنة...
- قبل أن تلتحق بحزب الأصالة والمعاصرة كنت من أعيان حزب الحركة الشعبية بمدينة فاس. البعض تحدث منذ أشهر عن وجود اتصالات بينك وبين قياديين من هذا الحزب، ورغبتك في العودة إلى صفوفه. هل هذا وارد؟
جل قيادات الحركة الشعبية هم أصدقائي. وأعضاء هذا الحزب من أطيب خلق الله. «واخا يوقع الدباز يقفون يجانبي، وكيعاونوا الفاسي ديالهوم». وبالرغم من أنني التحقت بحزب الأصالة والمعاصرة، فقد بقيت العلاقة طيبة بيني وبينهم. عندما كنت في الحركة الشعبية كنت جنرالا، وعندما التحقت بحزب الأصالة والمعاصرة التحقت ك»مردة» (مخازني). لقد سبق أن أكدت لك لعدة مرات بأن علاقتي مع جميع الأحزاب السياسية طيبة.
- لكن هذا الحادث ومهما كانت الخلافات يسيء بشكل كبير إلى العمل السياسي، في وقت يجب أن تبذل فيه الجهود لتعزيز الثقة بين الفاعل السياسي والمواطنين، لجعل فئات واسعة من المجتمع تتصالح مع العمل السياسي؟
نعم. هذا يسيء للعمل السياسي. ولهذا قررت الانسحاب من العمل السياسي. أنا لا أعرف كيف أمارس السياسة. لا أعرف كيف أنافق، وكيف أكذب. أنا ربما لا أصلح للسياسة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.