منتدى زاكورة يناقش فرص تطوير الزراعة العائلية بواحات المغرب الشرقي

الأمم ‬المتحدة ‬اختارت ‬سنة ‬2014 ‬لدعم ‬فلاحة ‬تؤمن ‬الجزء ‬الأهم ‬من ‬الحاجيات ‬الغذائية ‬عبر ‬العالم ‬

تتواصل ‬بزاكورة ‬فعاليات ‬المنتدى ‬الدولي ‬للواحات ‬والتنمية ‬المحلية ‬الذي ‬اختير ‬له ‬هذه ‬السنة ‬موضوع ‬الزراعات ‬العائلية ‬بالواحات ‬ويرتقب ‬أن ‬تناقش ‬الورشات ‬العلمية ‬المنظمة ‬على ‬هامش ‬المنتدى ‬العديد ‬من ‬الإشكالات ‬المرتبطة ‬بالفلاحة ‬العائلية ‬وسبل ‬تطويرها ‬بما ‬يمكن ‬من ‬الرفع ‬من ‬مردودية ‬الاستغلالات ‬الزراعية ‬ويحسن ‬من ‬مستوى ‬عيش ‬سكان ‬واحات ‬المغرب ‬الشرقي.‬
الدورة ‬الثالثة ‬للمنتدى، ‬التي ‬تنظم ‬بتزامن ‬مع ‬احتفال ‬الأمم ‬المتحدة ‬بسنة ‬2014 ‬كسنة ‬دولية ‬للزراعة ‬العائلية ‬والتي ‬تم ‬تبنيها ‬من ‬طرف ‬الجمعية ‬العامة ‬الأمم ‬المتحدة ‬في ‬دورتها ‬66، ‬اختير ‬لها، ‬حسب ‬أحمد ‬شهيد، ‬عضو ‬الجمعية ‬المنظمة ‬للمنتدى، ‬‮«‬موضوع ‬الفلاحة ‬العائلية ‬بالواحات ‬‮«‬لكون ‬الواحات ‬تتوفر ‬على ‬إمكانيات ‬هائلة ‬للاستثمار، ‬فضلا ‬عن ‬التحولات ‬التي ‬تعرفها ‬سواء ‬الطبيعية ‬أو ‬البشرية، ‬والتي ‬تؤدي ‬إلى ‬مجموعة ‬من ‬الاختلالات ‬التي ‬تفرض ‬تدخلا ‬استعجاليا ‬لإيجاد ‬الحلول ‬الأنسب ‬للعديد ‬من ‬الإشكالات، ‬بما ‬يمكن ‬من ‬استثمار ‬المؤهلات ‬التي ‬تتوفر ‬عليها ‬هذه ‬الفضاءات‮»‬.‬
شهيد ‬أضاف ‬في ‬تصريحات ‬استفتها ‬‮«‬المساء‮»‬ ‬أن ‬‮«‬المنتدى ‬يتزامن ‬والورش ‬الدولي ‬الذي ‬جعل ‬من ‬السنة ‬الجارية ‬سنة ‬دولية ‬للزراعة ‬العائلية ‬التي ‬صارت ‬تحظى ‬باهتمام ‬المنتظم ‬الدولي، ‬خاصة ‬أنها ‬زراعة ‬تؤمن ‬الجزء ‬الأهم ‬من ‬الحاجيات ‬الغذائية ‬وتشغل ‬ما ‬يقارب ‬500 ‬مليون ‬ضيعة ‬فلاحية، ‬لكنها ‬في ‬الوقت ‬نفسه ‬زراعة ‬مهملة ‬ولا ‬تستفيد ‬من ‬البرامج ‬الكفيلة ‬بتطويرها ‬في ‬مجموع ‬دول ‬العالم، ‬ولهذا ‬تم ‬الاتفاق ‬على ‬أن ‬توضع ‬على ‬جدول ‬أعمال ‬الأمم ‬المتحدة، ‬واليوم ‬باعتبارنا ‬معنيين ‬كمجتمع ‬مدني ‬بهذا ‬الورش ‬اخترنا ‬أن ‬نناقش ‬في ‬المنتدى ‬الفرص ‬المتاحة ‬وأيضا ‬التحديات ‬والمخاطر ‬التي ‬تواجه ‬الزراعة ‬العائلية ‬في ‬الواحات ‬على ‬اعتبار ‬أنها ‬تمارس ‬في ‬مجال ‬هش ‬يحتاج ‬إلى ‬عناية ‬خاصة‮»‬. ‬
من ‬جهته ‬أكد ‬جواد ‬نصيري ‬رئيس ‬جمعية ‬المنتدى ‬‮«‬أن ‬الهدف ‬من ‬هذا ‬الورش ‬هو ‬الانكباب ‬على ‬إشكالات ‬الزراعات ‬العائلية ‬وسط ‬تحولات ‬كبرى ‬تراوح ‬بين ‬المعطى ‬الطبيعي ‬والقدرات ‬البشرية ‬من ‬جهة ‬والإكراهات ‬المتعددة ‬التي ‬تفرضها ‬ميكانيزمات ‬السوق ‬من ‬جهة ‬أخرى‮»‬. ‬نصيري ‬أضاف ‬في ‬كلمته ‬خلال ‬الافتتاح ‬أنه ‬‮«‬تماشيا ‬مع ‬أهداف ‬السنة ‬الدولية ‬للزراعة ‬العائلية ‬سيعمل ‬المنتدى ‬على ‬مقاربة ‬الزراعة ‬العائلية ‬للواحات ‬وفق ‬الأهداف ‬المسطرة ‬من ‬طرف ‬الأمم ‬المتحدة ‬بالخطة ‬الرئيسية ‬للسنة ‬الدولية ‬للزراعة ‬العائلية، ‬عبر ‬دعم ‬تطوير ‬سياسات ‬زراعية ‬وبيئية ‬واجتماعية ‬من ‬شأنها ‬أن ‬تفضي ‬إلى ‬زراعة ‬عائلية ‬مستدامة، ‬وتشجيع ‬الحكومات ‬على ‬تأسيس ‬بيئة ‬تمكينية ‬وسياسات ‬محفزة، ‬وتشريعات ‬مواتية، ‬وملائمة ‬لأشكال ‬الدعم ‬العمومي ‬للمنظومة ‬الواحية، ‬وتعزيز ‬الحوار ‬والتعاون ‬الدولي، ‬فضلا ‬عن ‬تطوير ‬أشكال ‬التحسيس ‬لفائدة ‬الفاعلين ‬والمتدخلين ‬وتنمية ‬معارفهم ‬بشأن ‬الزراعة ‬العائلية ‬والزراعة ‬القروية، ‬زيادة ‬الفرص ‬المتاحة ‬أمام ‬صغار ‬الفلاحين ‬وتطوير ‬مشاركتهم ‬وتسهيل ‬ولوجهم ‬إلى ‬المعلومات ‬والموارد. ‬على ‬صعيد ‬متصل ‬كشف ‬عزيز ‬أخنوش، ‬وزير ‬الفلاحة ‬والصيد ‬البحري، ‬‮«‬أن ‬الفلاحة ‬العائلية ‬تحظى ‬بأهمية ‬خاصة ‬في ‬مخطط ‬المغرب ‬الأخضر، ‬وخصصت ‬لها ‬العديد ‬من ‬البرامج ‬في ‬إطار ‬الدعامة ‬الثانية ‬للمخطط، ‬على ‬اعتبار ‬أهميتها ‬الاجتماعية ‬والاقتصادية ‬ولعبها ‬دورا ‬هاما ‬في ‬توفير ‬الأمن ‬الغذائي ‬لفئات ‬عريضة ‬من ‬الأسر ‬المغربية، ‬ومساهمتها ‬كذلك ‬في ‬تحسين ‬سبل ‬عيش ‬السكان، ‬وضمان ‬دخل ‬قار ‬لعدد ‬كبير ‬من ‬العاملين ‬في ‬المجال ‬الزراعي‮»‬.‬
تجدر ‬الإشارة ‬إلى ‬أن ‬اختيار ‬الأمم ‬المتحدة ‬جعل ‬السنة ‬الجارية ‬سنة ‬للزراعات ‬العائلية، ‬يأتي ‬بهدف ‬إثارة ‬انتباه ‬العالم ‬إلى ‬الدور ‬الهام ‬الذي ‬تقوم ‬به ‬الزراعة ‬العائلية ‬في ‬التخفيف ‬من ‬وطأة ‬الجوع ‬والفقر ‬عبر ‬العالم، ‬وذلك ‬بالنظر ‬إلى ‬مساهمتها ‬في ‬توفير ‬الأمن ‬الغذائي، ‬وتحسين ‬سبل ‬المعيشة، ‬وإدارة ‬الموارد ‬الطبيعية، ‬وحماية ‬البيئة، ‬وتحقيق ‬التنمية ‬المستدامة، ‬وبوجه ‬خاص ‬بالمناطق ‬القروية.‬