الجيش الملكي يقتنص تأهلا مثيرا لنصف نهائي كأس العرش على حساب أولمبيك الدشيرة    فتح بحث قضائي حول تعرض بعض المواطنين المغاربة للاحتجاز من طرف عصابات إجرامية ناشطة بميانمار    الأمثال العامية بتطوان... (599)    القمة العربية ... السيد عزيز أخنوش يتباحث بالمنامة مع الرئيس العراقي    رئيس سلوفاكيا في حالة حرجة بعد تعرضه لمحاولة اغتيال        المالكي يستقبل أطفالا مقدسيين مؤكدا وقوف المغرب إلى جانب الفلسطينيين    توقيع برنامج تعاون بين المغرب والصين في مجال تحديث الإدارة القضائية ورقمنة منظومة العدالة    لجنة الأخلاقيات توقف رئيس "الماص" وتغرم "الماط" بسبب رسم كاريكاتوري    سفر أخنوش يؤجل اجتماع المجلس الحكومي    هزيمة ثقيلة للمنتخب المغربي أمام إنجلترا    اختناق عشرات التلاميذ بالدار البيضاء    موريتانيا تحقق في تحطم طائرة عسكرية ومقتل طاقمها    الشرطة السويسرية تفض اعتصاما طلابيا    انتخاب المحامية كريمة سلامة رئيسة للمرصد المغربي لمكافحة التشهير والابتزاز    مزور تستعرض جديد "جيتكس إفريقيا" بالمغرب.. الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي    شاب يقدم على وضع حد لحياته داخل غابة بطنجة    من ضمنها المغرب.. واشنطن تحث دولا عربية على المشاركة في قوة متعددة الجنسيات في غزة    النصيري على رادار مدرب إشبيلية السابق    ما حاجة البشرية للقرآن في عصر التحولات؟    "الحج والعمرة السعودية" توفر 15 دليلًا توعويًا ب16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    نهضة بركان يشد الرحال غدا الخميس إلى مصر تحضيرا لنهائي كأس الكونفدرالية    "فيفا" ينظم أول نسخة لمونديال الأندية للسيدات    بعثة المنتخب الوطني المغربي النسوي لأقل من 17 سنة تتوجه إلى الجزائر    إضراب كتاب الضبط يؤخر محاكمة "مومو" استئنافيا    الدار البيضاء.. افتتاح الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للصناعة السمكية بالمغرب    العودة إلى موضوع "شباب لا يشتغلون، ليسوا بالمدرسة، ولا يتابعون أي تكوين"!    وسط "تعنت" ميراوي .. شبح "سنة بيضاء" بكليات الطب يستنفر الفرق البرلمانية    تطوان تستضيف الدورة 25 للمهرجان الدولي للعود    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يتوقع نمو الاقتصاد المغربي ب3% خلال 2024    الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية الباراغواي بمناسبة العيد الوطني لبلاده    توسيع 6 مطارات مغربية استعدادا للمونديال    موسم الصيف.. الترخيص ل 52 شركة طيران ستؤمن 2060 رحلة أسبوعية منتظمة تربط المغرب ب 135 مطارا دوليا        مدينة محمد السادس طنجة تيك تستقطب شركتين صينيتين عملاقتين في صناعة مكونات السيارات    بما في ذلك الناظور والحسيمة.. 2060 رحلة أسبوعية منتظمة تربط المغرب ب135 مطارا دوليا    التويمي يخلف بودريقة بمرس السلطان    دراسة: صيف 2023 الأكثر سخونة منذ 2000 عام    وفاة "سيدة فن الأقصوصة المعاصر" الكندية آليس مونرو    "الصحة العالمية": أمراض القلب والأوعية الدموية تقتل 10 آلاف شخص يوميا في أوروبا    جمعية علمية تحذر من العواقب الصحية الوخيمة لقلة النوم    دراسة: الحر يؤدي إلى 150 ألف وفاة سنويا على مستوى العالم    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على أداء سلبي    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    الفيفا يحسم موقفه من قضية اعتداء الشحات على الشيبي    الرئيس السابق للغابون يُضرب عن الطعام احتجاجا على "التعذيب"    قصيدة: تكوين الخباثة    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    زنيبر: رئاسة المغرب لمجلس حقوق الإنسان ثمرة للمنجز الذي راكمته المملكة    وفاة عازف الساكسفون الأميركي ديفيد سانبورن عن 78 عاما    رجوى الساهلي توجه رسالة خاصة للطيفة رأفت    معرض الكتاب يحتفي بالملحون في ليلة شعرية بعنوان "شعر الملحون في المغرب.. ثرات إنساني من إبداع مغربي" (صور)    رسالتي الأخيرة    لقاء تأبيني بمعرض الكتاب يستحضر أثر "صديق الكل" الراحل بهاء الدين الطود    الأمثال العامية بتطوان... (598)    السعودية: لاحج بلا تصريح وستطبق الأنظمة بحزم في حق المخالفين    دراسة: البكتيريا الموجودة في الهواء البحري تقوي المناعة وتعزز القدرة على مقاومة الأمراض    الأمثال العامية بتطوان... (597)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاية أوزين الذي سقط بسبب فضيحة ملعب الرباط
اشتغل ‬مستشارا ‬للعنصر ‬ثم ‬كاتبا ‬للدولة ‬وصاهر ‬امرأة ‬حديدية ‬اسمها ‬حليمة ‬عسالي
نشر في المساء يوم 25 - 12 - 2014

يبدو ‬السيد ‬محمد ‬أوزين، ‬وزير ‬الشبيبة ‬والرياضة ‬التي ‬علقت ‬أنشطته ‬في ‬انتظار ‬أن ‬تنجلي ‬خيوط ‬التحقيق ‬الذي ‬فتح ‬بشأن ‬فضيحة ‬ملعب ‬الرباط، ‬اليوم ‬مثل ‬‮«‬دون ‬كيشوط‮»‬ ‬الذي ‬يصارع ‬طواحين ‬الهواء ‬بمفرده.‬
لقد ‬صدر ‬بلاغ ‬من ‬الديوان ‬الملكي ‬لكي ‬يضع ‬حدا ‬لكل ‬التأويلات.‬
واختار ‬رئيس ‬الحكومة ‬الصمت، ‬بعد ‬أن ‬كان ‬قد ‬قال ‬إن ‬ما ‬حدث ‬في ‬الرباط ‬لا ‬يستحق ‬كل ‬هذه ‬الضجة. ‬فالأمر ‬ليس ‬فضيحة.‬
واعترف ‬الأمين ‬العام ‬لحزب ‬الحركة ‬الشعبية ‬امحند ‬العنصر ‬بمسوؤلية ‬الوزير ‬السياسية ‬فيما ‬حدث، ‬وإن ‬لم ‬تكن ‬له ‬مسؤولية ‬مباشرة ‬في ‬فساد ‬صفقات ‬ملعب ‬المركب ‬الرياضي ‬مولاي ‬عبد ‬الله ‬بالرباط.‬
أما ‬مجلس ‬النواب، ‬فقد ‬فتح ‬نيراه ‬بأغلبيته ‬ومعارضته ‬في ‬اتجاه ‬الوزير ‬حينما ‬علق ‬كل ‬الأسئلة ‬التي ‬كان ‬مقررا ‬طرحها ‬على ‬أوزين. ‬
وبدا ‬أن ‬وزير ‬الشبيبة ‬والرياضة ‬سائر ‬إلى ‬الهاوية، ‬وأن ‬رحلته ‬السياسية، ‬التي ‬دشنها ‬مستشارا ‬للأمين ‬العام ‬لحزب ‬السنبلة ‬امحند ‬العنصر، ‬قد ‬تنتهي ‬مع ‬حكومة ‬بنكيران ‬التي ‬دخلها ‬مرشحا ‬فوق ‬العادة.‬
لم ‬يكن ‬الشاب ‬محمد ‬أوزين ‬المزداد ‬سنة ‬1969 ‬بإحدى ‬قرى ‬الأطلس ‬المتوسطن ‬وتحديدا ‬بمنطقة ‬إفران، ‬التي ‬سيعود ‬إليها ‬لكي ‬يشغل ‬منصب ‬رئيس ‬جماعتها ‬القروية، ‬يعتقد ‬أن ‬كل ‬الورود ‬التي ‬فرشت ‬له ‬لكي ‬يحرق ‬مراحل ‬لم ‬تسعف ‬الكثير ‬من ‬المنتمين ‬لحزب ‬الحركة ‬الشعبية، ‬الذي ‬أسسه ‬المحجوبي ‬أحرضان ‬لكي ‬يدافع ‬عن ‬البادية ‬المغربية، ‬ستتحول ‬اليوم ‬إلى ‬أشواك ‬وحواجز ‬تنتظر ‬سقوطه ‬وإعلان ‬نهاية ‬زمنه ‬السياسي.‬
جاء ‬أوزين ‬إلى ‬الحركة ‬الشعبية ‬فقط ‬لأنه ‬ظل ‬يعتبر ‬نفسه ‬ابن ‬الأطلس، ‬على ‬الرغم ‬من ‬أنه ‬قضى ‬زمنا ‬طويلا ‬في ‬العاصمة ‬الرباط.‬
ومن ‬جامعة ‬محمد ‬الخامس ‬بالعاصمة، ‬اختار ‬أوزين ‬أن ‬يكون ‬تكوينه ‬في ‬اللغات، ‬وهو ‬ما ‬مهد ‬له ‬الطريق ‬لكي ‬يشارك ‬في ‬عدد ‬من ‬اللقاءات ‬الدولية ‬على ‬الخصوص. ‬وكأي ‬شاب ‬طموح، ‬كان ‬محمد ‬أوزين ‬قد ‬سعى ‬لكسب ‬قوته ‬بالاشتغال ‬في ‬إعطاء ‬بعض ‬الدروس ‬في ‬معاهد ‬خاصة، ‬قبل ‬أن ‬تحدث ‬تلك ‬النقلة ‬التي ‬سترفع ‬أوزين ‬من ‬مجرد ‬شاب ‬متعلم، ‬إلى ‬سياسي ‬طموح. ‬إنها ‬لحظة ‬لقائه ‬بزوجته ‬فائزة ‬امهروق، ‬التي ‬لم ‬تكن ‬غير ‬ابنه ‬المرأة ‬الحديدية ‬في ‬حزب ‬الحركة ‬الشعبية، ‬حليمة ‬عسالي. ‬حدث ‬هذا ‬في ‬سنة ‬2002. ‬وأشهرا ‬بعد ‬هذا ‬الزواج، ‬انتقل ‬أوزين ‬من ‬التدريس ‬ببعض ‬المعاهد ‬الخاصة، ‬إلى ‬ديوان ‬الأمين ‬العام ‬للحزب ‬امحند ‬العنصر ‬بتزكية ‬من ‬حماته ‬عسالي.‬
سيقضي ‬أوزين ‬بعض ‬الفترات ‬العصيبة ‬في ‬مشواره ‬السياسي ‬خصوصا ‬بعد ‬أن ‬تراجع ‬حضور ‬الحركة ‬الشعبية ‬في ‬المشهد ‬السياسي.‬
وسينتظر ‬ابن ‬إفران ‬سنة ‬2009 ‬حيث ‬سيقرر ‬حزب ‬السنبلة ‬الإلتحاق ‬بالنسخة ‬الثانية ‬لحكومة ‬عباس ‬الفاسي، ‬ليجد ‬نفسه ‬واحدا ‬من ‬أكبر ‬المرشحين ‬لمنصب ‬فيها.‬
تجاوز ‬أوزين ‬في ‬سباق ‬الاستوزار، ‬عددا ‬من ‬صقور ‬الحزب. ‬وتمكن ‬من ‬أن ‬يجد ‬لنفسه ‬موقعا ‬في ‬التشكيلة ‬الحكومية ‬الجديدة ‬فقط ‬لأن ‬حماته ‬ليست ‬إلا ‬حليمة ‬عسولي، ‬التي ‬ظل ‬يعتبرها ‬العنصر ‬سندا ‬كبيرا ‬حيث ‬وقفت ‬إلى ‬جانبه ‬في ‬أحلك ‬الأوقات ‬التي ‬مر ‬منها، ‬قبل ‬أن ‬يثبت ‬أقدامه ‬أمينا ‬عاما ‬للحزب ‬في ‬مواجهة ‬خصومه.‬
وعلى ‬الرغم ‬من ‬أن ‬نصيب ‬أوزين ‬كان ‬وقتها ‬منصب ‬كاتب ‬دولة ‬في ‬الخارجية ‬حيث ‬كان ‬مقررا ‬أن ‬يشتغل ‬جنبا ‬إلى ‬جنب ‬مع ‬السيد ‬الطيب ‬الفاسي ‬الفهري ‬في ‬ملفات ‬الخارجية ‬الحساسة، ‬إلا ‬أنه ‬لم ‬يقم ‬إلا ‬ببعض ‬المهمات ‬الصغيرة ‬بعد ‬أن ‬وجد ‬وزير ‬القطاع ‬في ‬هذا ‬الشاب ‬نقصا ‬في ‬التجربة.‬
مرت ‬مرحلة ‬الخارجية ‬بالنسبة ‬لأوزين ‬بمثابة ‬فترة ‬تدريب ‬على ‬العمل ‬الحكومي. ‬وظل ‬يقول ‬للمقربين ‬منه ‬إن ‬اقتحام ‬تجربة ‬تدبير ‬الشأن ‬العام، ‬والاسثئناس ‬بالعمل ‬الحكومي ‬هو ‬الأهم ‬في ‬هذا ‬المنصب. ‬لذلك ‬لم ‬يكن ‬يبدي ‬أية ‬معارضة، ‬ولا ‬غضبا ‬من ‬الطريقة ‬التي ‬كان ‬يتعامل ‬بها ‬الطيب ‬الفاسي ‬الفهري ‬وهو ‬يضع ‬بين ‬يديه ‬كل ‬ملفات ‬الخارجية. ‬لقد ‬كان ‬يدرك ‬أن ‬مصاهرته ‬للسيدة ‬حليمة ‬عسولي ‬هو ‬الذي ‬سيحميه ‬من ‬كل ‬مكروه، ‬ويدفع ‬عنه ‬كل ‬بواطن ‬السوء ‬التي ‬يمكن ‬أن ‬تأتيه ‬بسبب ‬خطأ ‬حكومي ‬قد ‬يرتكبه.‬
مرت ‬تجربة ‬حكومة ‬عباس ‬الفاسي ‬الثانية ‬بدون ‬مشاكل. ‬واختار ‬أوزين ‬خلال ‬تلك ‬المدة ‬التي ‬قضاها ‬كاتبا ‬للدولة ‬في ‬الخاريجة، ‬الظل ‬والإبتعاد ‬عن ‬الأضواء ‬في ‬انتظار ‬الموعد ‬الذي ‬سيفرض ‬عليه ‬الخروج ‬إلى ‬الواجهة. ‬وهو ‬الموعد ‬الذي ‬تحقق ‬له ‬بعد ‬أن ‬هبت ‬رياح ‬الربيع ‬العربي، ‬والتي ‬حملت ‬لنا ‬دستورا ‬جديدا ‬وانتخابات ‬سابقة ‬لأوانها ‬أعطت ‬لحزب ‬العدالة ‬والتنمية ‬الصف ‬الأول. ‬وبمنطوق ‬الدستور ‬وفصل ‬‮«‬المنهجية ‬الديمقراطية‮»‬ ‬أصبح ‬‮«‬البيجيدي‮»‬ ‬هو ‬من ‬سيقود ‬حكومة ‬ما ‬بعد ‬استحقاقات ‬ودستور ‬2011.‬
كانت ‬العدالة ‬والتنمية ‬تعرف ‬أكثر ‬من ‬غيرها ‬أنها ‬لن ‬تحكم ‬بمفردها. ‬فهي ‬في ‬أمس ‬الحاجة ‬لدعم ‬من ‬أحزاب ‬سياسية ‬أخرى. ‬لقد ‬مد ‬بنكيران ‬الذي ‬اختير ‬لكي ‬يقود ‬التجربة ‬الحكومية ‬باعتباره ‬الأمين ‬العام ‬لحزب ‬المصباح، ‬يده ‬لحزب ‬الإتحاد ‬الاشتراكي، ‬الذي ‬سيرفض ‬مجلسه ‬الوطني ‬العرض ‬الحكومي، ‬ويختار ‬العودة ‬إلى ‬مقاعد ‬المعارضة ‬بعد ‬أن ‬كان ‬قد ‬طلقها ‬منذ ‬تناوب ‬1998. ‬كما ‬مد ‬اليد ‬لحزب ‬الإستقلال، ‬ثم ‬للحركة ‬الشعبية.‬
مع ‬حزب ‬السنبلة، ‬كان ‬قرار ‬المشاركة ‬في ‬الحكومة ‬شبه ‬جاهز. ‬فرفاق ‬العنصر ‬لم ‬يتعودوا ‬على ‬مقاعد ‬المعارضة ‬قط. ‬وفي ‬كل ‬التجارب ‬الحكومية ‬كانوا ‬حاضرين ‬للمشاركة. ‬إنهم ‬يعترفون ‬أنهم ‬حزب ‬شعاره ‬‮«‬لسنا ‬مع ‬أحد ‬ولسنا ‬بالتالي ‬ضد ‬أحد‮»‬.‬
انتهى ‬الحركيون ‬إلى ‬التوافق ‬حول ‬المشاركة ‬في ‬حكومة ‬بنكيران. ‬وكان ‬أسعد ‬كل ‬هؤلاء، ‬هو ‬السيد ‬محمد ‬أوزين ‬ليس ‬لأنه ‬صهر ‬المرأة ‬الحديدية ‬في ‬الحزب، ‬ولكن ‬لأن ‬له ‬تجربة ‬حكومية ‬قضاها ‬في ‬وزارة ‬الخارجية، ‬وهي ‬التي ‬تؤهله ‬لكي ‬يكون ‬مرشحا ‬فوق ‬العادة ‬لمنصب ‬وزير. ‬لذلك ‬لم ‬يتردد ‬الأمين ‬العام ‬للحزب، ‬امحند ‬العنصر ‬في ‬اقتراح ‬أوزين ‬وزيرا ‬للخارجية ‬بمبرر ‬أن ‬له ‬تجربة ‬كاتب ‬دولة ‬سابق ‬في ‬نفس ‬القطاع، ‬يمكن ‬اسثتمارها ‬للنجاح ‬في ‬مهمته. ‬لكن ‬طلب ‬العنصر ‬قوبل ‬بالرفض ‬ليس ‬فقط ‬من ‬قبل ‬بنكيران، ‬ولكن ‬من ‬قبل ‬أولائك ‬الذين ‬تكون ‬لهم ‬الكلمة ‬الفصل ‬في ‬مثل ‬هذه ‬الملفات ‬الحساسة. ‬لذلك ‬سيكون ‬من ‬نصيب ‬أوزينن ‬هذه ‬المرة، ‬حقيبة ‬وزير، ‬لكن ‬في ‬قطاع ‬اسمه ‬الشبيبة ‬والرياضة.‬
تحدث ‬أوزين ‬كثيرا ‬حينما ‬تحمل ‬حقيبة ‬الشبيبة ‬والرياضة. ‬وقال ‬إنه ‬جاء ‬من ‬أجل ‬تثبيت ‬حكامة ‬جيدة ‬في ‬كل ‬قطاعات ‬وزارته، ‬خصوصا ‬تلك ‬المتعلقة ‬بالرياضة ‬وعلاقتها ‬بالجامعات. ‬غير ‬أن ‬حلم ‬الوزير ‬سرعان ‬ما ‬تكسر ‬على ‬صخرة ‬واقع ‬رياضي ‬تنخره ‬المحسوبية ‬والزبونية، ‬وحوله ‬الكثيرون ‬إلى ‬مجال ‬للاسترزاق، ‬كما ‬كشفت ‬عن ‬ذلك ‬رسالة ‬الملك ‬محمد ‬السادس ‬في ‬مناظرة ‬الرياضة ‬على ‬عهد ‬الوزيرة ‬نوال ‬المتوكل.‬
لقد ‬ظلت ‬جل ‬الجامعات ‬الرياضية ‬على ‬حالها. ‬ولم ‬تكن ‬بصمة ‬الوزير ‬واضحة ‬في ‬جلها ‬إلا ‬بدرجات ‬قليلة، ‬خصوصا ‬حينما ‬يتعلق ‬الأمر ‬بالجامعات ‬التي ‬يصطلح ‬عليها ‬بجامعات ‬السيادة، ‬والتي ‬لم ‬يقو ‬الوزير ‬على ‬الاقتراب ‬منها.‬
وعلى ‬الرغم ‬من ‬أن ‬الكثير ‬من ‬الفضائح ‬تفجرت ‬في ‬وجهه ‬وهو ‬وزير ‬على ‬القطاع، ‬إلا ‬أن ‬السيد ‬أوزين ‬وقف ‬عاجزا ‬على ‬إيجاد ‬الحلول ‬الناجعة ‬لها ‬رغم ‬كل ‬الحماس ‬الذي ‬أبداه ‬حينما ‬تحمل ‬المسؤولية.‬
يتذكر ‬المغاربة ‬حكاية ‬الأجر ‬الفلكي ‬الذي ‬كانت ‬تصرفه ‬جامعة ‬علي ‬الفاسي ‬الفهري ‬للمدرب ‬البلجيكي ‬إيريك ‬غيريتس، ‬وكيف ‬عجز ‬هو ‬الآخر، ‬كما ‬عجز ‬قبله ‬رئيس ‬الحكومة، ‬على ‬الكشف ‬عن ‬قيمة ‬هذا ‬الأجر، ‬رغم ‬أنه ‬قال ‬مباشرة ‬بعد ‬تعيينه ‬وزيرا، ‬إنه ‬لا ‬يعقل ‬ألا ‬يتعرف ‬المغاربة ‬عن ‬اجر ‬مدرب ‬يستخلص ‬من ‬جيوبهم، ‬وجيوب ‬دافعي ‬الضرائب.‬
ويتذكرون ‬فضية ‬المنشطات ‬التي ‬هزت ‬أركان ‬الرياضة ‬المغربية ‬وهي ‬تشارك ‬في ‬دورة ‬الألعاب ‬الأولمبية ‬لسنة ‬2012 ‬بلندن، ‬وتحديدا ‬في ‬رياضة ‬ألعاب ‬القوى ‬كيف ‬اختفى ‬السيد ‬الوزير ‬عن ‬الأنظار، ‬ولم ‬يقو ‬على ‬الكشف ‬عن ‬حقيقة ‬ما ‬حدث، ‬فقط ‬لأن ‬جامعة ‬ألعاب ‬القوى ‬تصنف ‬من ‬ضمن ‬جامعات ‬السيادة ‬التي ‬لا ‬يأتيها ‬السؤال ‬من ‬بين ‬يديها ‬ولا ‬من ‬خلفها.‬
وحينما ‬نظم ‬المغرب ‬نسخة ‬2013 ‬لكأس ‬العالم ‬للأندية، ‬تسبب ‬الوزير ‬ومسؤولي ‬قطاع ‬الشبيبة ‬والرياضة ‬في ‬فضيحة ‬حفل ‬الافتتاح ‬الذي ‬طافت ‬صوره ‬العالم. ‬وهو ‬الحفل ‬الذي ‬قيل ‬إنه ‬كلف ‬موارد ‬مالية ‬محترمة. ‬وهو ‬الحدث ‬الذي ‬خرج ‬المغاربة ‬ينادون ‬بإقالة ‬الوزير، ‬أو ‬استقالته. ‬خطاب ‬رفضه ‬أوزين ‬الذي ‬ظلل ‬يردد ‬لازمته ‬المشهورة، ‬إنه ‬لن ‬يستقيل ‬ولن ‬يقيله ‬إلا ‬ملك ‬البلاد.‬
اليوم، ‬بعد ‬أن ‬تفجرت ‬فضيحة ‬ملعب ‬الرباط، ‬وصدر ‬بلاغ ‬ملكي ‬يقول ‬بتجميد ‬أنشطته، ‬التي ‬تعني ‬بصيغة ‬أخرى، ‬إقالته ‬من ‬منصب ‬كوزير، ‬وكأني ‬بالسيد ‬محمد ‬أوزين ‬قد ‬تلقى ‬الرسالة ‬التي ‬كان ‬ينتظرها ‬منذ ‬سنوات. ‬رسالة ‬نهاية ‬الخدمة، ‬وتوقف ‬قطاره ‬في ‬المحطة ‬الأخيرة.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.