الانتخابات الجزئية بفاس... "البيجيدي" يشتكي من "ممارسات فاسدة" و"طغيان المال الحرام"    وزير فلسطيني : المغرب تحت قيادة جلالة الملك من الدول العربية والإسلامية الأكثر اهتماما وعناية بشؤون القدس    أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي يكثف هجماته في مختلف أنحاء القطاع    الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن "تمجيد الإرهاب" إثر بيان حول حماس    منتخب الهوند الجزائري ما جاش لدونور يلعب مع المغرب بسبب خريطة المملكة وخوفو من الكابرانات    خريطة المغرب تزعج الجزائر بالبيضاء    الوزارة تعلن تجهيز الفصول الدراسية بالابتدائي ب"ركن للقراءة" يضم 50 كتابا باللغتين العربية والفرنسية    الأديب عبد الرفيع جواهري ضيفا على برنامج "مدارات"    رقعة التأييد الأوروبي للمغرب تتمدد والتشيك تؤكد دعمها للحكم الذاتي في الصحراء    بطولة إنجلترا لكرة القدم.. المدرب الإسباني أوناي إيمري يجدد عقده مع أستون فيلا حتى 2027    مدرب فينورد سلوت مرشحا لخلافة كلوب في ليفربول    وزير : تقنيات الجينوم الجديدة أداة رئيسية للتكيف مع التغيرات المناخية    وزير الخارجية الإسباني يؤكد افتتاح الجمارك بباب سبتة    آيت الطالب: الحوار الاجتماعي في القطاع الصحي حقق العديد من مطالب النقابات    مدير المنظمة العالمية للملكية الفكرية : الملكية الفكرية تدعم جميع جوانب الحياة في المغرب، بما في ذلك الزليج    تفتيش شابة على متن حافلة ببني ملال يسفر عن مفاجأة    تداولات البورصة تغلق على "أداء سلبي"    التعليم رجع كيغلي فوق صفيح ساخن. ملف الأساتذة الموقفين غادي بالقطاع لأزمة جديدة وسط رفض نقابي لتوقيع عقوبات ضدهم    وزير خارجية سيراليون : العلاقات مع المغرب بلغت "مستوى غير مسبوق"    عاجل. حكم قاصح بزاف. الاستيناف طلع العقوبة الحبسية للطاوجني ل4 سنين بسباب شكاية دارها بيه وزير العدل    وهبي لوزيرة العدل ديال الساو تومي فاجتماع دولي: تكلمي السيدة الوزيرة أنت كإمراة عندك الحق تتكلمي عشرين مرة    فرنسا معولة على مخابرات المغرب فتأمين أولمبياد باريس وها شنو گال جيرالد دارمانان    وزارة إسبانية: "سيام" من أكثر المعارض الفلاحية الواعرة فشمال إفريقيا    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    آيت طالب: أمراض القلب والسكري والسرطان والجهاز التنفسي مزال كتشكل خطر فالمغرب..85 في المائة من الوفيات بسبابها    تهمة الاتجار في عملات أجنبية بدون ترخيص تطوق عنق الناصري وبعيوي    ضمن جولة إقليمية.. حموشي يقود وفدا أمنيا مغربيا إلى الدوحة ويتباحث مع مدير "أمن الدولة"    جائزتها 25 مليون.. "ديزي دروس" و"طوطو" يترأسان لجنة تحكيم مسابقة في فن "الراب"    الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية في مستشفيات غزة    مديرية الضرائب تعلن عن آخر أجل لإيداع الدخول المهنية    توقعات أحوال الطقس غدا الأربعاء    خارطة طريق فلاحية جديدة بين المغرب وفرنسا    الأقمصة الرياضية التي أرعبت السلطات الجزائرية!    بسبب انقطاع شلّ مرافق مقاطعة مرس السلطان.. الداخلية تمنح بودريقة أسبوعا لاستئناف مهامه    وزير الزراعة والأمن الغذائي بنيجيريا: "نرغب في تعميق علاقات التعاون مع المغرب في المجال الفلاحي"    الفلاحة المستدامة.. القرض الفلاحي للمغرب والوكالة الفرنسية للتنمية يوقعان اتفاقيتي قرض    أمل تيزنيت يستنكر الأخطاء التحكيمية التي ارتكبت في مباراته أمام جمعية المنصورية    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    حرائق الغابات تجتاح عددا من مقاطعات كندا    بكين تنفي "كل المزاعم بتجسس صيني"    أكادير.. الدورة الأولى لمهرجان "سوس كاسترو" الدولي لفنون الطهي ونجوم المطبخ من 25 إلى 28 أبريل الجاري    الموت يفجع زوج دنيا بطمة السابق    بعد أزمة نهضة بركان.. الاتحاد الدولي للمصارعة يعتمد خريطة المملكة في أقمصة المنتخب    الذهب ينخفض لأدنى مستوى في أكثر من أسبوعين مع انحسار مخاوف الشرق الأوسط    العلاج بالحميات الغذائية الوسيلة الفعالة للشفاء من القولون العصبي    هذه هي الرياضات المناسبة إذا كنت تعاني من آلام الظهر    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و183 شهيدا منذ بدء الحرب    فرنسي يبصق على مؤثرة مغربية محجبة قرب برج إيفل (فيديو)        سعد لمجرد يكشف تفاصيل لقائه بجورج وسوف    هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟    أسامة العزوزي يسجل في مرمى روما    الأمثال العامية بتطوان... (579)    وفاة الشيخ اليمني عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما    كيف أشرح اللاهوت لابني ؟    السعودية تعلن شروط أداء مناسك الحج لهذا العام    الأسبوع الوطني للتلقيح من 22 إلى 26 أبريل الجاري    الأمثال العامية بتطوان... (577)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدروس الخصوصية.. «جريمة تربوية» يقترفها «تجار» التعليم
هل ‬تقضي ‬مذكرة ‬وزارة ‬التربية ‬الوطنية ‬على ‬االظاهرة ؟ ‬
نشر في المساء يوم 30 - 12 - 2014

أصدرت ‬وزارة ‬التربية ‬الوطنية ‬والتكوين ‬المهني ‬مذكرة ‬تمنع ‬بموجبها ‬وبأي ‬شكل ‬من ‬الأشكال ‬تنظيم ‬المدرسات ‬والمدرسين ‬لدروس ‬خصوصية ‬مؤدى ‬عنها ‬لفائدة ‬تلميذاتهم ‬وتلاميذهم. ‬ودعت ‬هيأة ‬التدريس ‬إلى ‬تكريس ‬جهودها ‬من ‬أجل ‬الرفع ‬من ‬مستوى ‬المتعلمات ‬والمتعلمين ‬في ‬إطار ‬الحصص ‬الرسمية، ‬وإلى ‬مواكبة ‬المتعثرين ‬منهم ‬من ‬خلال ‬دروس ‬الدعم ‬والتقوية ‬المعتمدة ‬في ‬إطار ‬السياسة ‬الرسمية ‬للوزارة ‬في ‬مجال ‬الدعم ‬التربوي.‬
لم ‬تعد ‬الدروس ‬الخصوصية ‬أو ‬ما ‬يصطلح ‬عليه ‬ب»دروس ‬الدعم ‬والتقوية‮»‬، ‬خطأ ‬أو ‬تدليسا، ‬حكرا ‬على ‬الأثرياء ‬وذوي ‬الدخل ‬المرتفع ‬كما ‬كان ‬في ‬السابق، ‬ولم ‬تعد ‬تمنح ‬للتلاميذ ‬الضعاف ‬أو ‬لمن ‬يتعثر ‬في ‬مادة ‬من ‬المواد، ‬بل ‬أصبحت ‬‮«‬موضة‮»‬ ‬عند ‬البعض، ‬وضرورة ‬عند ‬البعض ‬الآخر، ‬ومطلبا ‬إجباريا ‬عند ‬ثلة ‬أخرى، ‬حتى ‬أصبح ‬الآباء ‬يسارعون، ‬عند ‬بداية ‬الموسم ‬الدراسي، ‬إلى ‬حجز ‬مقعد ‬في ‬غرفة ‬عبارة ‬عن ‬حجرة ‬دراسية ‬أو ‬في ‬مدرسة ‬للتعليم ‬الخصوصي، ‬أو ‬مقر ‬جمعية ‬تمنح ‬دروسا ‬خصوصية. ‬ومن ‬الآباء ‬الأثرياء ‬من ‬‮«‬يحجز‮»‬ ‬أساتذة ‬كل ‬موسم ‬دراسي ‬يتنقلون ‬إلى ‬فيلاتهم ‬لإعطاء ‬دروس ‬في ‬مختلف ‬المواد ‬لأبنائهم ‬يوضعون ‬رهن ‬إشارتهم ‬حسب ‬أوقات ‬فراغهم. ‬وأصبحت ‬الأسر ‬تخصص ‬لهذا ‬النشاط ‬ميزانية ‬خاصة ‬تقتطع ‬من ‬ميزانية ‬الأسرة ‬العامة ‬على ‬حساب ‬حاجيات ‬ومتطلبات ‬أخرى ‬أكثر ‬حيوية. ‬
لقد ‬استفحلت ‬الظاهرة ‬خلال ‬السنوات ‬الأخيرة ‬بحجة ‬مساعدة ‬المتعلم ‬والرفع ‬من ‬مستواه ‬المعرف ‬وضمان ‬حظوظ ‬أوفر ‬للنجاح. ‬وفتحت ‬منازل ‬وشقق ‬وفيلات ‬ومرائب ‬ومقرات ‬لجمعيات ‬ومدارس ‬ومعاهد ‬أجنبية ‬التي ‬كان ‬من ‬المفروض ‬أن ‬تشجع ‬تعلم ‬لغتها ‬وثقافتها ‬مجانا ‬كما ‬كان ‬في ‬السابق، ‬غرفها ‬ومكاتبها ‬وقاعاتها ‬وساحاتها، ‬غير ‬خاضعة ‬للمراقبة ‬لتحديد ‬مدى ‬استجابتها ‬لشروط ‬صحة ‬وسلامة ‬وأمن ‬الذين ‬يلجونها، ‬بهدف ‬استقطاب ‬أكبر ‬عدد ‬ممكن ‬من ‬المتعلمين ‬من ‬كلّ ‬المستويات، ‬من ‬أقسام ‬الابتدائي ‬حتى ‬الجامعي، ‬واستدرار ‬أموال ‬طائلة، ‬تعد ‬بالملايير، ‬غير ‬خاضعة ‬للضرائب ‬ولا ‬للمحاسبة ‬وخارج ‬القوانين ‬الغائبة ‬أو ‬المغيبة. ‬
يشرع ‬هؤلاء ‬‮«‬التجار ‬في ‬التعليم ‬والتربية‮»‬، ‬مع ‬كلّ ‬بداية ‬موسم ‬دراسي ‬وحتى ‬خلال ‬العطل ‬الصيفية، ‬في ‬حملات ‬قوية ‬وخطيرة ‬لإقناع ‬المتعلمين ‬وآبائهم ‬وأولياء ‬أمورهم، ‬عبر ‬مطويات ‬وقصاصات ‬ولوحات ‬إشهارية ‬منشورة ‬في ‬جرائد ‬وموزعة ‬أمام ‬أبواب ‬المؤسسات ‬التعليمية ‬وفي ‬المقاهي ‬والشوارع ‬وتحت ‬أبواب ‬المنازل ‬بمختلف ‬المدن، ‬بضرورة ‬اللجوء ‬إلى ‬دروس ‬الدعم ‬والتقوية ‬التي ‬يتم ‬منحها ‬على ‬‮«‬أيدي ‬أطقم ‬من ‬خيرة ‬الأساتذة ‬الأكفاء ‬والمتمكنين ‬من ‬طرق ‬التدريس ‬والتلقين ‬بأحدث ‬الوسائل ‬والإمكانيات‮»‬، ‬رغم ‬أن ‬هؤلاء ‬الأساتذة ‬ينتمون ‬إلى ‬وزارة ‬التربية ‬الوطنية ‬المغربية ‬ويشتغلون ‬في ‬مؤسسات ‬تعليمية ‬مغربية، ‬وهو ‬ما ‬يدفع ‬بالقول ‬إلى ‬أن ‬بعض ‬رجال ‬التعليم ‬الجشعين ‬يستغلون ‬مكانتهم ‬من ‬أجل ‬إعادة ‬بيع ‬المواد ‬الدراسية ‬التي ‬يتقاضون ‬عليها ‬أجرا ‬من ‬الدولة، ‬وأصبح ‬الأمر ‬شبيها ‬بالمضاربة ‬في ‬المعرفة.‬
وفي ‬هذا ‬الصدد ‬يدلي ‬بعض ‬الآباء ‬وأولياء ‬أمورهم ‬وحتى ‬بعض ‬الأساتذة ‬بشهادات ‬تفيد ‬أن ‬عائدات ‬بعض ‬الأساتذة ‬من ‬وراء ‬هذه ‬الدروس ‬التي ‬يطلق ‬عليها ‬ظلما ‬‮«‬دروس ‬دعم ‬التقوية ‬الإضافية‮»‬ ‬يتراوح ‬ما ‬بين ‬30 ‬ألف ‬و60 ‬ألف ‬درهم ‬شهريا ‬وقد ‬بتجاوز ‬المبلغ ‬ذلك، ‬أما ‬مداخيل ‬تلك ‬المؤسسات ‬شهريا ‬فلا ‬يعلمها ‬إلا ‬أصحابها، ‬دون ‬أن ‬يلمس ‬الآباء ‬تحسنا ‬في ‬مستوى ‬أبنائهم ‬ومردودية ‬أفضل. ‬وتتراوح ‬واجبات ‬هذه ‬الدروس ‬الخصوصية ‬الشهرية، ‬بمعدل ‬4 ‬ساعات ‬في ‬الأسبوع، ‬ما ‬بين300 ‬درهم ‬و1200 ‬درهم ‬للمتعلم ‬الواحد، ‬حسب ‬المواد ‬المدرسة ‬وأهميتها ‬وشهرة ‬المدرس، ‬كما ‬أن ‬هذه ‬الدراسة ‬تتم ‬في ‬غالب ‬الأحيان، ‬داخل ‬غرف ‬مكتظة ‬بالتلاميذ ‬تتجاوز ‬المنطق ‬التربوي ‬والسلامة ‬الصحية. ‬
ومن ‬الأساتذة ‬من ‬يجبر ‬التلاميذ ‬بطرق ‬مباشرة ‬وغير ‬مباشرة ‬على ‬الانخراط ‬في ‬الساعات ‬الإضافية ‬التي ‬يمنح ‬فيها ‬‮«‬دروسا‮»‬ ‬هي ‬الدروس ‬نفسها ‬المقررة ‬في ‬البرامج ‬التعليمية، ‬والتي ‬من ‬المفروض ‬أن ‬تهضم ‬في ‬فصول ‬المؤسسات ‬داخل ‬الحيز ‬الزمني ‬الرسمي ‬الممنوح ‬من ‬طرف ‬الإدارة ‬والمؤدى ‬عنه ‬أجرا ‬شهريا ‬من ‬المال ‬العام، ‬دروس ‬ليست ‬بالضرورة ‬لتقوية ‬مستواهم ‬الدراسي ‬ورفع ‬مردوديتهم ‬بل ‬مقابل ‬منحهم ‬نقطا ‬إيجابية ‬عالية ‬في ‬الامتحانات ‬والفروض ‬ولو ‬دون ‬استحقاق، ‬محاباة ‬لهم ‬أو ‬عبر ‬طرح ‬أسئلة ‬الواجبات ‬تم ‬التطرق ‬إليها ‬في ‬حصة ‬الدروس ‬الخصوصية.‬
لقد ‬تراجع ‬أداء ‬المدرسة ‬العمومية، ‬إذ ‬لم ‬تعد ‬مكانا ‬للمعرفة ‬أو ‬بوابتها ‬بقدر ‬ما ‬أصبحت ‬الآن ‬بمثابة ‬معمل ‬ينتج ‬الخواء ‬العلمي ‬والمعرفي ‬والكوارث ‬التربوية، ‬إذ ‬تأكد ‬لدى ‬الجميع ‬أن ‬الانتقال ‬أو ‬العبور ‬من ‬فصل ‬إلى ‬الفصل ‬الموالي ‬يتم ‬بمعدلات ‬كارثية. ‬
لكن ‬ليس ‬كلّ ‬التلاميذ ‬في ‬حاجة ‬إلى ‬دروس ‬خصوصية، ‬حسب ‬العارفين ‬بقطاع ‬التعليم ‬والبيداغوجية، ‬والتي ‬أصبحت ‬بمثابة ‬منظومة ‬تعليمية ‬غير ‬نظامية ‬موازية ‬للمنظومة ‬التعليمية ‬الرسمية، ‬واحتلت ‬بذلك ‬مكانة ‬أهم ‬في ‬حياة ‬المتعلم ‬وأسرته، ‬واقتنع ‬الجميع ‬بأن ‬المدرسة ‬العمومية ‬هي ‬مقر ‬للتسجيل ‬ووضع ‬ملف ‬لاجتياز ‬امتحان ‬والحصول ‬على ‬شهادة، ‬فيما ‬تبقى ‬‮«‬المنظومة ‬التعليمية ‬الموازية ‬غير ‬الرسمية‮»‬ ‬الطريق ‬المضمون ‬والمؤمن ‬لمعظم ‬التلاميذ ‬للحصول ‬على ‬النقط ‬والمعدلات.‬
انخراط ‬أغلب ‬هؤلاء ‬التلاميذ ‬في ‬تلك ‬الدروس ‬الخصوصية، ‬التي ‬لا ‬تمت ‬بأي ‬صلة ‬للدعم ‬البيداغوجي ‬التربوي ‬كما ‬هو ‬متعارف ‬عليه ‬في ‬الطرائق ‬التعليمية ‬القديمة ‬والحديثة، ‬يجعلهم ‬أكثر ‬شغبا ‬في ‬بعض ‬الفصول ‬داخل ‬المؤسسة ‬الرسمية، ‬وأكثر ‬لهوا ‬ولعبا، ‬وتحكم ‬سلوكاتهم ‬اللامبالاة ‬وعدم ‬الاحترام ‬لمدرسيهم ‬وينعدم ‬لديهم ‬التركيز ‬ويتشتت ‬انتباههم، ‬ويكثر ‬غيابهم، ‬بحكم ‬أن ‬دروس ‬المؤسسة ‬الرسمية ‬ثانوية ‬وغير ‬مجدية. ‬
‮«‬ ‬إن ‬الساعات ‬الإضافية ‬أثرت ‬وتؤثر ‬على ‬مردودية ‬المدرسة ‬العمومية ‬وتخلق ‬جوا ‬من ‬التمييز ‬بين ‬تلاميذ ‬الفصل ‬الواحد ‬وتربي ‬لدى ‬البعض ‬منهم ‬الكثير ‬من ‬الظواهر ‬الاجتماعية ‬الخطيرة ‬كالحقد ‬والكره ‬والإحساس ‬بالدونية ‬أو ‬بالعجرفة ‬أو ‬بالتفوق ‬غير ‬المبني ‬على ‬المنافسة ‬الشريفة ‬داخل ‬الفصل ‬بين ‬الجميع. ‬فما ‬هي ‬وظيفة ‬نساء ‬ورجال ‬التعليم ‬إن ‬لم ‬تكن ‬هي ‬القضاء ‬على ‬الظواهر ‬الاجتماعية؟‮»‬ ‬يقول ‬أحد ‬الأساتذة ‬الرافضين ‬لهذا ‬النوع ‬من ‬‮«‬التجارة‮»‬.‬
إنها ‬جريمة ‬تربوية ‬بامتياز، ‬يعلق ‬بعض ‬رجال ‬التعليم. ‬ويضيفون ‬أنه ‬‮«‬يجب ‬تجريم ‬التعاطي ‬لدروس ‬الساعات ‬الإضافية ‬لأنها ‬نتيجة ‬للغش ‬داخل ‬الفصل، ‬وعدم ‬الالتزام ‬بالمقررات ‬الدراسية ‬الرسمية، ‬والتماطل ‬في ‬تقديم ‬المادة ‬للتلميذ ‬ودفعه ‬دفعا ‬للالتحاق ‬بالساعات ‬الإضافية ‬التي ‬يظنها ‬هي ‬المخلص ‬له ‬من ‬رسوب ‬وفشل ‬محققين‮»‬.‬
ويقر ‬أغلب ‬التلاميذ ‬بأن ‬مساوئ ‬الدروس ‬الخصوصية ‬أكثر ‬من ‬منافعها، ‬فهي ‬من ‬جهة ‬إثقال ‬كاهل ‬التلميذ ‬وحشو ‬دماغه ‬بما ‬لا ‬يفيد ‬في ‬غالب ‬الأحيان، ‬بعد ‬أن ‬يتم ‬رهن ‬أوقات ‬فراغه ‬والعطل ‬المدرسية، ‬حيث ‬يضيق ‬وقته ‬ولا ‬يبقى ‬له ‬حيز ‬للراحة، ‬مما ‬يؤدي ‬إلى ‬الإجهاد ‬ثم ‬الإرهاق ‬وضعف ‬التركيز ‬وعدم ‬التحصيل، ‬هذا ‬إذا ‬لم ‬يصب ‬بانهيار ‬عصبي ‬وقت ‬الامتحانات ‬الإشهادية، ‬خصوصا ‬وأن ‬هذه ‬الدروس ‬الخصوصية ‬لا ‬تخضع ‬لنظام ‬بيداغوجي ‬تربوي ‬نفسي ‬مدروس، ‬حيث ‬يشتغل ‬المتلقي ‬أكثر ‬من ‬14 ‬ساعة ‬في ‬اليوم.‬
أما ‬بيداغوجيا، ‬فيقول ‬الباحثون ‬الاجتماعيون ‬والتربويون ‬بضرورة ‬التمييز ‬بين ‬الدعم ‬البيداغوجي ‬والبيداغوجية ‬التعويضية، ‬وهي ‬دروس ‬التقوية. ‬ذلك ‬أن ‬البيداغوجية ‬التعويضية ‬تعني ‬دعما ‬وتقوية ‬منطلقين ‬من ‬المدرسة ‬ليصلا ‬إلى ‬خارج ‬المدرسة. ‬وتهدف ‬البيداغوجية ‬التعويضية ‬إلى ‬تعويض ‬أطفال ‬الفئات ‬الاجتماعية ‬الدنيا، ‬لما ‬يشعرون ‬به ‬من ‬حرمان ‬ونقص ‬وفوارق، ‬ترجع ‬بالأساس ‬إلى ‬انتماءاتهم ‬الأسرية، ‬وطمس ‬الفوارق ‬الموجودة ‬بين ‬قيم ‬أسرهم ‬وقيم ‬المدرسة.‬
أما ‬ديداكتيكية ‬الدعم ‬البيداغوجي، ‬فتتحدد ‬بالأساس، ‬في ‬كونها ‬مجموعة ‬من ‬الوسائل ‬والتقنيات ‬البيداغوجية ‬التي ‬تتبع ‬داخل ‬الفصل ‬أو ‬خارجه، ‬في ‬شكل ‬أنشطة ‬وممارسات، ‬بهدف ‬تلافي ‬ما ‬قد ‬يعترض ‬المتعلمين ‬من ‬صعوبات ‬معرفية ‬على ‬الخصوص، ‬تحول ‬دون ‬إبراز ‬القدرات ‬الحقيقية ‬والإمكانات ‬الفعلية ‬للمتعلمين.‬
وتهدف ‬هذه ‬الديداكتيكية ‬إلى ‬خلق ‬نوع ‬من ‬التجانس ‬داخل ‬عناصر ‬الفصل، ‬وتجاوز ‬كل ‬أشكال ‬التعثر ‬والتأخر ‬التي ‬تعرقل ‬سير ‬عملية ‬التعليم ‬الطبيعي ‬لدى ‬المتعلم. ‬وذلك ‬بإعطائه ‬فرصا ‬لتدارك ‬مجالات ‬ضعفه. ‬وكل ‬ذلك ‬من ‬أجل ‬إبعاد ‬هذا ‬المتعلم ‬عن ‬الرسوب ‬والتخلف ‬الدراسي. ‬
أما ‬أنواع ‬الدعم، ‬فتختلف ‬باختلاف ‬الأهداف ‬المراد ‬تحقيقها، ‬ومنها ‬الدعم ‬النظامي، ‬والدعم ‬التكميلي ‬حيث ‬يتم ‬الأول ‬داخل ‬المدرسة، ‬وتشارك ‬فيه ‬الأطراف ‬المعنية ‬من ‬مدرسين ‬ومؤطرين ‬واختصاصيين ‬في ‬التوجيه ‬وعلم ‬النفس ‬المدرسي، ‬فيما ‬تساهم ‬في ‬الدعم ‬التكميلي ‬القطاعات ‬الموازية، ‬كالتعاون ‬المدرسي ‬والجمعيات، ‬والإعلام ‬المدرسي.‬
أما ‬الدعم ‬الداخلي، ‬فهو ‬ما ‬يمكن ‬أن ‬يقدم ‬من ‬أنشطة ‬داعمة ‬داخل ‬الفصل، ‬في ‬مختلف ‬الوحدات ‬التعليمية ‬وفق ‬خطة ‬مبرمجة ‬بشكل ‬دقيق. ‬
أما ‬المستوى ‬الثالث ‬من ‬الدعم، ‬فيتمثل ‬في ‬الدعم ‬الفوري ‬المستمر ‬والدعم ‬المرحلي، ‬حيث ‬يرتكز ‬الأول ‬على ‬تتبع ‬العمليات ‬والأنشطة ‬التي ‬يتضمنها ‬الدرس، ‬وتعيين ‬الثغرات ‬والتعثرات ‬التي ‬تعترض ‬المتعلمين ‬خلال ‬تطبيقها ‬فورا، ‬لدعمها ‬بشكل ‬صريح ‬ومباشر، ‬وأحيانا ‬بشكل ‬ضمني، ‬يتمثل ‬عادة ‬في ‬مجموع ‬الأنشطة ‬التي ‬يلجأ ‬إليها ‬المدرس ‬بشكل ‬آلي، ‬كالإعادة ‬والتكرار ‬والتوضيح ‬والتشخيص ‬والتصحيح...‬، ‬ويتم ‬الدعم ‬المرحلي ‬عادة ‬بعد ‬تراكم ‬عدد ‬من ‬المعارف ‬والخبرات. ‬أي ‬بعد ‬تقديم ‬سلسلة ‬من ‬الدروس ‬في ‬مرحلة ‬دراسية ‬معينة. ‬وهذا ‬النوع ‬من ‬الدعم، ‬يستلزم ‬تخطيطا ‬محكما، ‬يساعد ‬على ‬انتقاء ‬عناصر ‬برنامج ‬تدعيمي ‬وظيفي، ‬يخدم، ‬أولا، ‬الحالات ‬المتعثرة، ‬وهي ‬المستهدفة، ‬ثم ‬يعمق، ‬ثانيا، ‬فعاليات ‬الآخرين ‬ويطور ‬وينمي ‬فهمهم.‬
ويؤكد ‬البحث ‬على ‬أن ‬الدعم ‬البيداغوجي ‬ليس ‬عبارة ‬عن ‬مراجعة ‬للدروس، ‬وإنما ‬هو ‬بناء ‬نسقي ‬وخطة ‬محكمة ‬لتصحيح ‬المسار ‬الديداكتيكي ‬البيداغوجي ‬الذي ‬اعتراه ‬التعثر، ‬فحال ‬دون ‬تحقيق ‬أهدافه. ‬إلا ‬أنه ‬ليس ‬لصيقا ‬بالمدرس، ‬كما ‬يعتقد ‬البعض، ‬وإنما ‬هو ‬إجراء ‬يساهم ‬فيه ‬كل ‬الشركاء، ‬وخاصة ‬المتعلم ‬المتعثر، ‬وجماعة ‬الفصل، ‬إضافة ‬إلى ‬إسهامات ‬الفعاليات ‬الأخرى ‬كالآباء ‬وخبراء ‬التربية ‬وغيرهم.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.