اعترف عمدة طنجة، فؤاد العماري، بتولي الجماعة الحضرية سقي المساحات الخضراء بنادي «الأرياف» للغولف بطنجة، الذي يرأسه البرلماني السابق محمد بوهريز، والذي تقاضى هذه السنة دعما سخيا قدر ب700 مليون سنتيم. وخلال حديثه، في فيديو مصور على صفحته في الفيسبوك، عن حجم عمليات السقي التي تقوم بها الجماعة الحضرية لطنجة، ولجوئها قريبا إلى المياه العادمة المعالجة، اعترف العماري أن من بين الفضاءات التي تتم سقايتها يوجد فضاء الغولف. الغريب أن حديث العماري كان حول مشكلة الموارد المالية، واضطرار الجماعة لإنشاء خزان ومحطة معالجة للمياه العادمة حتى يتم تخصيصها لسقاية الفضاءات الخضراء، ولتقليص ميزانية المياه، في حين أن النادي المستفيد لا يعاني من أي أزمة ويلقب بنادي الأثرياء. وكان رئيس النادي، محمد بوهريز، قد حصل هذه السنة على 700 مليون سنتيم كدعم، منها 400 مليون من مجلس الجهة التي يرأسها حزبه، والتي يتحكم فيها هو شخصيا بالملفات الحساسة ومنها ملفات الدعم، ما يجعل ناديه أكثر جهة رياضية استفادت من الدعم. وتبلغ المساحة الإجمالية لنادي الغولف 65 هكتارا، جلها عبارة عن مساحات معشوشبة، بالإضافة إلى مناطق مشجرة، ما يجعله أكبر «فضاء أخضر» تتولى الجماعة الحضرية لطنجة سقايته، علما أنه ليس فضاء عاما، ولا يلجه إلا المنخرطون من أثرياء المدينة. وكان النادي قد حصل على دعم مجلس الجهة السخي بمساندة معلنة من طرف فريق العدالة والتنمية، وفي المقابل، حصل الفضاء المغربي للمهنيين، وهي مؤسسة توصف بأنها «غامضة الأهداف» تابعة لحزب المصباح، على مبلغ 100 مليون سنتيم من أجل اقتناء معدات لتنظيم «معرض» لا تزال ماهيته مجهولة. وكان بوهريز قد دعا قياديين بارزين محليا وجهويا منتمين لحزب العدالة والتنمية، إلى حفل باذخ، عقب حصوله على الدعم، والذي نظمه في غمرة صدمة فاجعة طانطان التي راح ضحيتها 34 شخصا، جلهم أطفال، رغم الدعوات التي وجهت لرئيس النادي بتأجيل الحفل احتراما لأرواح الضحايا.