المشاركون في مؤتمر التحالف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء يقومون بزيارة لميناء الداخلة الأطلسي    عبد النباوي: العقوبات البديلة علامة فارقة في مسار السياسة الجنائية بالمغرب    نجاح باهر للنسخة الثامنة من كأس الغولف للصحافيين الرياضيين الاستمرارية عنوان الثقة والمصداقية لتظاهرة تراهن على التكوين والتعريف بالمؤهلات الرياضية والسياحية لمدينة أكادير    الاستيلاء على سيارة شرطي وسرقة سلاحه الوظيفي على يد مخمورين يستنفر الأجهزة الأمنية    كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة.. وهبي: "أشبال الأطلس" يطموحون للذهاب بعيدا في هذا العرس الكروي    مأسسة الحوار وزيادة الأجور .. مطالب تجمع النقابات عشية "عيد الشغل"    تجار السمك بالجملة بميناء الحسيمة ينددون بالتهميش ويطالبون بالتحقيق في تدبير عقارات الميناء    موتسيبي: اختيار لقجع قناعة راسخة    سلطات سوريا تلتزم بحماية الدروز    القصر الكبير.. شرطي متقاعد يضع حداً لحياته داخل منزله    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    نشرة إنذارية: زخات رعدية قوية ورياح عاتية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    المغرب يتلقّى دعوة لحضور القمة العربية في العراق    الدولي المغربي طارق تيسودالي ضمن المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في الدوري الاماراتي لشهر أبريل    تأخيرات الرحلات الجوية.. قيوح يعزو 88% من الحالات لعوامل مرتبطة بمطارات المصدر    الإنتاج في الصناعات التحويلية.. ارتفاع طفيف في الأسعار خلال مارس الماضي    المغرب يواجه حالة جوية مضطربة.. زخات رعدية وهبات رياح قوية    مُدان بسنتين نافذتين.. استئنافية طنجة تؤجل محاكمة مناهض التطبيع رضوان القسطيط    الشخصية التاريخية: رمزية نظام    فلسفة جاك مونو بين صدفة الحرية والضرورة الطبيعية    هذه كتبي .. هذه اعترافاتي    وزارة الأوقاف تحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات الحج    العراق ولا شيء آخر على الإطلاق    المغرب ينخرط في تحالف استراتيجي لمواجهة التغيرات المناخية    إلباييس.. المغرب زود إسبانيا ب 5 في المائة من حاجياتها في أزمة الكهرباء    مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي    تجديد المكتب المحلي للحزب بمدينة عين العودة    الصين تعزز مكانتها في التجارة العالمية: حجم التبادل التجاري يتجاوز 43 تريليون يوان في عام 2024    انطلاق حملة تحرير الملك العام وسط المدينة استعدادا لصيف سياحي منظم وآمن    الحكومة تلتزم برفع متوسط أجور موظفي القطاع العام إلى 10.100 درهم بحلول سنة 2026    العلاقة الإسبانية المغربية: تاريخ مشترك وتطلعات للمستقبل    الإمارات تحبط تمرير أسلحة للسودان    كيم جونغ يأمر بتسريع التسلح النووي    ندوة وطنية … الصين بعيون مغربية قراءات في نصوص رحلية مغربية معاصرة إلى الصين    رحلة فنية بين طنجة وغرناطة .. "كرسي الأندلس" يستعيد تجربة فورتوني    السجن النافذ لمسؤول جمعية رياضية تحرش بقاصر في الجديدة    ابن يحيى : التوجيهات السامية لجلالة الملك تضع الأسرة في قلب الإصلاحات الوطنية    فيلم "البوز".. عمل فني ينتقد الشهرة الزائفة على "السوشل ميديا"    المغرب يروّج لفرص الاستثمار في الأقاليم الجنوبية خلال معرض "إنوفيشن زيرو" بلندن    تقرير: 17% فقط من الموظفين المغاربة منخرطون فعليا في أعمالهم.. و68% يبحثون عن وظائف جديدة    مارك كارني يتعهد الانتصار على واشنطن بعد فوزه في الانتخابات الكندية    مهرجان هوا بياو السينمائي يحتفي بروائع الشاشة الصينية ويكرّم ألمع النجوم    إيقاف روديغر ست مباريات وفاسكيز مباراتين وإلغاء البطاقة الحمراء لبيلينغهام    جسور النجاح: احتفاءً بقصص نجاح المغاربة الأمريكيين وإحياءً لمرور 247 عاماً على الصداقة المغربية الأمريكية    دوري أبطال أوروبا (ذهاب نصف النهاية): باريس سان جرمان يعود بفوز ثمين من ميدان أرسنال    الأهلي يقصي الهلال ويتأهل إلى نهائي كأس دوري أبطال آسيا للنخبة    مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تمنح جائزة عبد الرحمن الصديقي الدكالي للقدس    نجاح اشغال المؤتمر الاول للاعلام الرياضي بمراكش. .تكريم بدرالدين الإدريسي وعبد الرحمن الضريس    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المبكر    اختيار نوع الولادة: حرية قرار أم ضغوط مخفية؟    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشباب والمشاركة السياسية بعد الثورة المصرية


المسائية العربية
بقلم : نهال قاسم
برز دور الشباب أثناء ثورة 25 يناير، وهوما دفعهم فيما بعد إلى المشاركة الفعالة في الحياة السياسية ، ومن ثم بدأ ظهورالعديد من الأحزاب والائتلافات الشبابية بعد الثورة ، وهوما يطرح السؤال إن كان ما يحدث حاليا مجرد ظاهرة سوف تنتهى بمجرد استقرارأحوال البلاد ، أم أن هذه الصحوة السياسية التي طال انتظارها سوف تستمر وتسهم في نهضة وتقدم مصر،
كما إن إندماج الشباب ونجاحهم في التكيف معا أثناء أحداث الثورة المصرية ، رغم اختلاف التوجهات الأيدلوجية للمجموعة المسيسة منهم ما بين ليبرالي ، اشتراكي وشيوعي ، وإسلامي بسبب وحدة الهدف" الإطاحة بالنظام" ، يطرح التساؤل حول إمكانية تحول هذه التجمعات الشبابية إلى حركة سياسية ، وشكل هذه الحركة ، هل ستكون حزبا سياسيا ، أم جماعة ضغط لمراقبة نظام الحكم بعد الثورة ، أم ستتحول إلى عدة حركات إصلاحية ، وفي المقابل هل القوى المسيسة التي طالما اشتكت من تهميشها وعدم استيعابها في ظل فرض نظام الوصاية عليها ، ستتمكن من إحداث تغييرات في الهياكل التنظيمية ، والقناعات الفكرية لاستيعاب هؤلاء الشباب ، أم ستقوم بتشكيل كيانات جديدة وفق قواعد العملية الديمقراطية التي تقبل الرأي والرأي الأخر.
إعجاز !
أشارت الدكتورة إكرام بدرالدين ، أستاذ السياسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ، إلى الفرق ما بين الوعي السياسي والمشاركة السياسية ، مشيرا إلى تزايد الوعي السياسي لدى الشباب قبل إندلاع ثورة 25 يناير، لكن المشكلة كانت في عدم ترجمته لمشاركة إيجابية فعالة من جانب الشباب كونهم جزء من المجتمع المصري الذي كان يعانى من السلبية السياسية وعزوف الكثيرمن الشعب المصري عن الذهاب للتصويت نتيجة فقدان الثقة في قيمة مشاركتهم في العملية الانتخابية ، وإقتناع الغالبية العظمى منهم بأن أصواتهم تذهب هباء ، وخوفا على أنفسهم من عمليات البلطجة ، وظاهرة شراء الأصوات التي أدت إلى التلاعب في نتائج الانتخابات ، وهوما دفع الكثيرين والشباب خاصة إلى العزوف عن المشاركة الفعالة في النظام الإنتخابى السابق ، لافتا إلى نتائج انتخابات مجلس الشعب عام 2010، التي أظهرت الأرقام الواردة في الأوراق الرسمية عن مشاركة 25% فقط ، وفي التعديل الدستوري عام 2007 ، فقد شارك نحو 23% من إجمالى من لهم حق التصويت ، وجميع النسب السابقة لم تتعدى حتى 30% رغم أن هذه التقارير مشكوك فيها ، أما عن عدد المشاركين بالفعل وفقا لشهادة بعض القضاة فهى لم تتعد ال 3% ، وهوما يعنى أن كل أربع أفراد يشارك منهم فرد واحد فقط ، وهذا ما يحدث بصفة عامة من جانب جموع الشعب المصري الذى يشكل الشباب غالبيته.
وتضيف "بدرالدين" ولأن الشباب هو مفجر الثورة المصرية التي انضمت إليها أغلبية القوى السياسية بعد ذلك ، مما أكسب الثورة البعد الشعبي ، كما أن الشباب كانوا فى صدارة المطالبين بالتغيير، وبالتالي هم أفضل فئة مرشحة للعمل كأطراف فاعلة للتغييرمن أجل استعادة الأعراف الثقافية التقليدية المصرية المتعلقة بالتسامح واحترام الآخر، وهوما يتطلب إصلاح المناهج الدراسية لترسيخ القيم الأخلاقية وتنمية القدرة على حل المشاكل ، وتنمية مهارات ريادة الأعمال وثقافة الاختراع والابتكار، التعجيل بخلق فرص عمل للشباب الذين يبلغ عددهم نحو 20 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة ، أى ما يقرب من ربع السكان ، داعيا إلى وضع سياسة قومية متكاملة للشباب فى سياق أى استراتيجية قومية شاملة فى إطارزمنى محدد ، تحقق عدالة التوزيع وضمان المرتكزات الاقتصادية الجيدة من خلال تبنى مشروع قومى مثل توزيع قطع أراض على الشباب فى المناطق الجديدة لإقامة أنشطة ذات قيمة.
حضارة !
وقد أشارالمستشار أحمد خليفة نائب رئيس هيئة قضايا الدولة ، إلى تزايد المشاركة السياسية لدي الشباب وذلك بسبب "عظمة" الحدث ، مشيرا إلى حالة السلبية والعزوف عن المشاركة السياسية والمجتمعية من قبل الشباب قبل الثورة المصرية التي قام بها مجموعة منهم تنتمى إليهم وما تحلى به شباب الثورة من سلوك “إيجابى حضارى” على مدى 18 يوما ، الأمرالذي كان له أعظم تغييرنظرة العالم لنا ، والذي سيترك أثره الايجابي علي مستقبل السياسة ، هذا الأمر أحدث نوعاُ من الغيرة الحسنة عند الآخرين ودفعهم إلى المشاركة في السياسة ، ومحاولة الاسهام في بناء مستقبل مصر، محذرا من عدم وعي البعض واللجوء إلى الطرق غيرالشرعية مثل التظاهرات ، والاعتصامات مع تزايد المطالب الفئوية التي لا تساعد على تقدم البلد ، وإنما يمكن أن تؤدي إلى إهدارحماس الشباب واقبالهم على المشاركة السياسية إذا لم يتم بناؤها على أسس سليمة وموضوعية.
وقد أكد وائل نوارة أحد الوكلاء المؤسسين للتحالف المشروع المصري ، على أن الثورة قد ساهمت بشكل كبيرفى إطلاق طاقات الشباب ، ودفعهم إلى الإهتمام بالمشاركة فى الحياة العامة والسياسية بشكل خاص ، وهوما أكدت عليه نسب الشباب المنضمين إلى التحالف ، حيث أنضم حتى الأن 60% ممن تتراوح أعمارهم ما بين 30:20 عاما ، بل وأثبتوا جديتهم بالفعل في المشاركة الفعالة فى مختلف الأنشطة خاصة السياسية منها ، وهوما يدل علي مدى وعيهم بأهمية المشاركة السياسية فى الفترة الحالية ومع ما شهدته الفترة الماضية من إشادة بدورالشباب فى التغييرالذى تحقق في البلاد ، في الوقت نفسه فإن الكثيرمنهم قد يندفع نحو السياسة إيمانا منه بأنها مصدرلجنى المال والشهرة.
أحزاب ورقية !
أما محسن عبد الستار، أحد المنضمين لحزب الغد بعد الثورة المصرية و داعمى حملة د.أيمن نور – رئيس الحزب- للرئاسة ، فقد أكد أن أحد الأسباب الرئيسية لعزوف قطاع كبيرمن الشباب عن المشاركة السياسية قبل ثورة 25يناير، يرجع إلى ضعف غالبية أحزاب المعارضة وعدم إهتمام برامجها بالنزول إلى الشارع والتفاعل معه مما أثربشكل كبيرفى مصداقية شعاراتها التى يرفعها رؤساءها فقط طمعا فى الظهور الإعلامى ، مما جعل هذه الأحزاب مجرد أحزاب "كارتونية" غيرمعترف بها.. ولا دورلها سواء تحت قبة البرلمان أو خارجه ، بينما كان هناك حزب واحد حاكم محرك للأحداث ، كما أن تدني نسبة المشاركة السياسية في مصرخلال المرحلة السابقة نتيجة تزوير الانتخابات الذي كان يعد جزءا أساسيا من العملية السياسية ، حيث كان هناك 23 حزبا سياسيا في مصر، ولكن الشعب المصري لم يعرف سوى نحو خمسة من أسماء الأحزاب ، كل هذه الأمور قد ساهمت بشكل كبير فى شعور غالبية الشباب بالإحباط والعزوف عن المشاركة السياسية ، نظرا لعدم جدوى المشاركة فى ظل هذا الوضع ، لكن الأوضاع تغيرت بعد الثورة المصرية فقد أصبح للشباب قوة وكلمة تمكنهم من اتخاذ القرار، وتغييرالأوضاع الغيرصحيحة.
حركات شبابية !
استعرض د. بدرحسن شافعي ، أستاذ العلوم السياسية الزائر بجامعة قناة السويس ، الحركات الشبابية الثورية التي نشأت من رحم الثورة أوقبلها ، بصورة تجعل هناك عدة معايير لتصنيفها ، فإذا أخذنا بالمعيار الزمني على سبيل المثال سنجد هناك عدة تنظيمات نشأت قبل الثورة ، وتبنت أهدافها مثل "كفاية" و"الغد" ، "الجبهة" ، "الجمعية الوطنية للتغيير" وغيرها ، وفي المقابل هناك تنظيمات نشأت مع قيام الثورة المصرية وحملت اسمها مثل "ائتلاف شباب الثورة " الذي يضم بالأساس ست قوى هي الإخوان ، العدالة والحرية ، حزب الجبهة ، الغد ، ومجموعة مؤيدي البرادعي ، حركة 6 إبريل ، حركة شباب 25 يناير، تحالف ثوارمصر، وهناك تنظيمات ثالثة برزت بعد رحيل "حسني مبارك" لتحقيق باقي أهداف الثورة ، ومنع إجهاضها مثل مجلس أمناء الثورة الذي يتكون من 18 شخصية عامة ذات توجهات مختلفة ، فضلا عن ثلاثة عناصرمن الشباب ، وهناك اللجنة التنسيقية لشباب الثورة التي تضم ائتلاف شباب الثورة بتنظيماته الست الرئيسية ، مجلس أمناء الثورة ، الإخوان ، الجمعية الوطنية للتغيير، تحالف ثوارمصر، ائتلاف مصر الحرة ، حركة شباب25 يناير ، الأكاديميون المستقلون.
ويضيف "شافعي" أنه على الرغم من الدور الهام الذي لعبته الحركات الشبابية المتنوعة في اندلاع الثورة المصرية ، إلا أن هناك عدة تحديات تواجه هذه الحركات الآن بشقيها الحزبي وغير الحزبي بعد انتهاء الثورة والإطاحة بالنظام السابق ، فبالنسبة للحركات الشبابية الحزبية ، فإن الإشكالية التي تواجهها ترتبط بالدورالذي يمكن أن يلعبه هؤلاء الشباب داخل أحزابهم التقليدية التي ينتمون إليها بعد الثورة ، والتي كانت تصنف إما أنها تابعة للنظام ، أوغير متحمسة للعمل الشبابي ، وبالتالي فإن هؤلاء الشباب قد يفكروا في البحث عن أطر حزبية أخرى تحمل ذات الاتجاه الأيدلوجي مثل الخروج من الناصري والانضمام للكرامة ، أوالخروج من التجمع والانضمام للتحالف الاشتراكي ، أوالخروج من الوفد والانضمام للجبهة من أجل استيعاب هؤلاء الشباب.
البديل الثاني أمام هؤلاء الشباب هو البقاء داخل أحزابهم التقليدية بعد توافر مجموعة من الشروط أهمها تغير نظرة القيادة التقليدية لهؤلاء الشباب ودورهم ، وإمكانية تصعيد بعضهم في المناصب القيادية بالحزب ، وإن كانت هذه الأمور قد تستغرق فترة من الوقت لاسيما فيما يتعلق بتغير قناعات قيادات الحزب ، بالنسبة للقوى غير الحزبية فإن هناك تحديات مماثلة تواجه هؤلاء الذين نجحوا في مرحلة الثورة في إثبات أنهم يمكن أن يعملوا خارج إطار التنظيمات السياسية ، لكن مرحلة ما بعد الثورة تتطلب العودة إلى الأصل من جديد ، وهو ضرورة الانضمام لتنظيم سياسي قائم أو جديد ، وهو ما يماثل حال الحركات الثورية الشبابية في أوربا عام 1968 ، حيث بدأت هذه الحركات ثورية ، ثم أخذت تتحول مع الحركات السياسية إلى حركات إصلاحية للعمل على إصلاح النظام السياسي القائم ، أوالمساهمة في بناء هذا النظام الجديد كما هوالحال بالنسبة للحالة المصرية الراهنة.
و يؤكد "شافعي" على حاجتنا لصياغة مستقبل واعد لمصر إعتمادا على المنهج العلمي كأسلوب للعمل في مختلف المجالات والاتجاهات وتحديد ملامح المسارات بوضوح ، والعمل علي تفعيل المشاركة المجتمعية ،حتي نتمكن من بناء ثقافة مصرية جديدة ، يمكنها تحقيق مباديء الثورة بتأييد من الشعب المصري ، وحماية من شباب الثورة الذين يسعون إلي تأسيس أحزابهم ،وحرص الأغلبية الصامتة علي البحث عن الدور الذي ينتظرها ، حتى يتمكن الشعب المصري من تحقيق العدالة الإجتماعية علي وجه السرعة ، و رفع المعاناة عن محدودي الدخل ، التي ساقها قادته لنشر فساد مكنهم من نهب مقدرات الشعب
!
حقوق مهدرة !
وقد أكدت د.شادية فتحى ، أستاذة النظم السياسية بكلية أقتصاد وعلوم سياسية جامعة القاهرة ، على حق كل مواطن مصرى في معرفة معنى المشاركة السياسية من خلال المشاركة الفعالة فى الاحزاب والانتخابات سواء كانت البرلمانية أوالرئاسية ، مشيرة إلى دورالاحزاب فى المشاركة السياسية والذي يتمثل في تقديم برنامج جيد وقوى يستطيع من خلاله جذب الناس لانتخاب وتنشيط الديمقراطية لان الاحزاب ما هى الا ألية وأداة لتداول السلطة فى اى مجتمع ، مشيدة بما تحقق فى تجربة الأستفتاء على التعديلات الدستورية ، وهو ما يؤكد دخولنا حقبة ليبرالية جديدة تبدأ بمشاركة بأنتخابات نزيهة .
نفى د. أشرف عرفات ، أستاذ القانون الدولى بكلية الحقوق بجامعة القاهرة ، معرفة المواطن المصرى المعنى الحقيقى للمشاركة السياسية ، وإفتقاده ثقافة المعارضة وعدم الوعى وأدراك ورؤية وتصورللاوضاع الاجتماعية والسياسية ، وعدم إمتلاك القدرة على التنبؤ بالاثارالسلبية والايجابية التى ستحدث نتيجة فعل أى شىء ، خاصة مع ارتفاع نسبة جهل الشعب المصرى بالنسبة للاوضاع السياسية وتدني المشاركة في أحد الأنشطة السياسية التي تؤثرفي عملية صنع القرارأواتخاذه ، والتي تشمل التعبيرعن رأى في قضية عامة ، والعضوية الحزبية ، والانضمام لمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني أوالتعاون معها ، والترشيح في الانتخابات ، وتولى أي من المناصب التنفيذية والتشريعية.
مكاسب !
أخيرا أكد الدكتور عماد أبوغازي ، وزير الثقافة المصري على أن أهم مكاسب ثورة 25 يناير، كان أولها هو كسرحاجز الخوف بين الشباب والمشاركة السياسية التي كانت هى فزاعة الاسرة الأولى ومبرر خوفها على أبنائها لاعتقادهم القديم بان العمل السياسى سوف يجلب المتاعب والمشاكل على هؤلاء الابناء ، وهو ما جعلهم يمنعون ابنائهم من العمل بالسياسة ، كما أن الثورة المصرية أسقطت القناع الذى كان يحجب العمل السياسى لطلاب الجامعة داخل الحرم ، لافتا إلى ما يحدث الان فى الجامعات المصرية من أسر وانشطة وندوات كانت ممنوعة في السابق من دخول الجامعة ، مؤكدا أن المشاركة السياسية في المرحلة القادمة تعد الضمانة الأولى والأساسية للنجاح في تحقيق أهداف ثورة 25 يناير ، وضمان عدم سلب إرادة وأصوات الشعب المصري ، لذا يرى " أبوغازي" إن نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات الرئاسية المقبلة سوف تشهد إقبالا متزايدا إذا تولدت القناعة بأهمية المشاركة وأن أصواتهم سيكون لها تأثيرعلى نتائج الانتخابات , موضحا أن مايحدث في مصرحاليا من ظهور العديد من الأحزاب والائتلافات يعتبر ظاهرة طبيعية بعد حالة الكبت السياسي التي كانت تعيشها مصر.
وقد أشار"أبوغازي" إلى خطة وزارة الثقافة خلال الفترة الحالية باستخدام كافة مواقعها في نشر الوعي بالمفاهيم السياسية الأساسية بين كافة فئات المجتمع خاصة الشباب منهم في المناطق العشوائية بالقاهرة والذي يعد من أولويات خطة الوزارة خلال المرحلة المقبلة ، والعمل على توعية المواطن المصري بأهمية المشاركة في الحياة السياسية , وعرض كافة الاتجاهات والرؤى والأفكار المطروحة على الساحة السياسية في مصر، مع اتاحة الفرصة للحوارالبناء وقبول الآخر، مشيرا إلى بعض الدول التي نجحت في تحقيق الديمقراطية والتقدم والتنمية في المجالات المختلفة , رغم تعدد المرجعيات الدينية والسياسية والثقافية التي ينتمي إليها الشعب مثل دولتي الهند وماليزيا ، مشيرا إلى أن الديمقراطية في تلك الدول تم تحقيقها من خلال اجراء انتخابات حرة ونزيهة ويشارك فيها كافة فئات المجتمع ، مبديا .
وقد أبدى "غازي" تفاؤله بأن مصر سوف تشهد بعد الثورة إصلاحات ديمقراطية حقيقة , كما سيتم اتاحة الآلاف من فرص العمل الحقيقية للشباب ، داعيا إلى فتح قنوات جديدة تسمح بمشاركة الشباب فى الحكم لضمان العودة إلى نظام إدارة الموارد البشرية القائم على الجدارة ، والابتعاد عن الممارسات التى تستند إلى المحسوبية ومحاباة الأقارب والواسطة ، حتى نتخلص من عشوائيات النظام السابق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.