فيربيك تبارك الله عليك عفريت هاد فيربيك.. برتقالة هولندية حامضة وعصية على الهضم أي بالدارجة «ماكايتسرطش»، وعظمه أنشف أكثر مما توقعه من راهن على كسره بسهولة، تكاد كل قبيلة الكرة تجمع على أن هذا المشرف العام هو رجل خاص جدا وعلى أن حكايته مع «البلاكبيريين» الجامعيون الجدد تصلح لأن تتحول لحلقة من حلقات رمانة وبرطال في رمضان المقبل. بين طنجة وفاس دوخ فيربيك الراس، بالعالية هو مختص في الحركات الإستفزازية التي وصفوها باللاأخلاقية والعهدة على الرواة، طالما أن رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري خرج على رؤوس الأشهاد يبرئ ذمة المدرب من تهمة بدت للبعض جاهزة، وأصدر حكما لصالحه قبل أن تصدره لاهاي، مكررا ما فعله يوما مع حمد الله بطنجة أيضا والذي بكا وهدد بعدم السفر للكونغو قبل أن يتدخل عضو جامعي لإقناعه بالسفر وكان هو مسجل هدف التأهل للملحق النهائي. وبالمدينة الحمراء يتحول صديقنا فيربيك لثور هائج يثيره اللون الأحمر الطاغي على المدينة، فيلكم من يقف أمامه دون تمييز إن كان واليا مول القبة أو مندوبا قرطاجيا قادما من بلاد الثورة، رافعا شعار «اللي دوا يرعف» ومحصنا بعقد هلامي يضمن لها الملايير، ظالما أو لاكما.. ملايير وضعوها في جيبه حتى قبل أن يرحل لبلاد البافانا لينهي رحلة استجمام رفقة كنغر أستراليا، فأكد لهم أن مخترع شعار أكل الغلة وسب الملة كان يقصده بالصوت والصورة. حين كتبت عمود «المتآمرون على فيربيك» لامني أشخاص أقدرهم حق التقدير، ولا أشك لهم شهادة أبدا على المرافعة الصارمة، وأكد لي شخص عزيز وكان شاهد على أكثر من حاجة بمراكش أنه لم ير قط في حياته مدرب بصلافة هذا الفيربيك ولا وقاحته وسلاطة اللسان الذي لا يديره داخل فمه قبل أن يتكلم، وعلى أن الجامعة «مخيخة» من صاحبنا ورئيسها جهز له مؤخر الصداق والطلاق وكل النفقة الممكن تحملها، شريطة أن يرحل مع أول رحلة صوب أمستردام. تفاجأت للإسهال الذي طبع بعض المحبرات التي علقت فيربيك في ساحة جامع الفنا حتى قبل أن تسقط صومعة المنتخب الأولمبي، قالوا أنه على خلاف مع أكثر من عضو جامعي، ورفعوا مؤشر عنصريته إزاء منتوج البطولة وختموا صك الإتهام من خلال الترويج لسلوكيات الرجل أوقات الخلوة، وعلى أن الموسيو البريزيدان سيدعو لاجتماع طارئ يعلن من خلاله القرار العظيم الذي سيسفه العمود وكل الأسلاك التي حملها العمود ليصبح ما جاء فيه لغوا ومن لغا لا شهادة له. ليخرج السيد علي الفاسي الفهري في حوار مع يومية «المساء» مع الزميل محمد راضي قالبا الطاولة على أصحابها، وناصرا مدربه معربدا أو مجنونا لا فرق، مؤكدا ثقته في عمله وفي حصيلته ومثنيا على احترافيته ونافيا اصطدامه بحاشيته ومدافعا عن أفكاره.. وليبقى المثير هو انتقاد أداء المنابر التي ثارت على فيربيك معاتبا إياها على التشويش عليه وعلى الجامعة وقت الذروة والحسم.. وهو ما يسميه معشر الصحافيين إنقلاب السحر على الساحر.. بعض هواة قراءة الكف فسروا لي الخرجة على أنها الهدوء الذي يسبق العاصفة، وعلى أن علي رئيس الجامعة بهذه المرافعة يكون كمن يعلف ضحيته ليقودها للذبح لاحقا بعد تسمينها، وأن الدفاع هو رسالة تأبين مشفرة قبل الأوان ترمي صديقنا الهولندي في العسل ليستفيق بعدها على قرار البرتقال المر. شخصيا لم يقنعني التفسير، لإيماني بلغة الواقع وليست القراءات الإفتراضية التنجيمية، لذلك يستحق فيربيك تهنئة مضاعفة مني على «الستايل» الذي سنه لنفسه ونجح به، وعلى فرضه الأمر الواقع على الآخرين مهما بدا لهم نشازا، وعلى نجاحه الباهر في جر السيد الرئيس لصفه حتى ولو كان مواجها لبطانته ونوابه ولحنايكة البرامج المُصَدَّرة. وإلى آخر الأيام حتى يظهر الخيط الأبيض من الخيط الليموني لهذه الحريرة لا يسعني إلا أن أقول لناخبنا الوطني «فيربيك تبارك الله عليك».