المقيم العام فيربيك يحييكم الذين يعتقدون أنه بتوديع ليوطي شيعنا آخر مقيم عام غزا المغرب فهم مخطئون، لأنه هذه الأيام إنبعث مقيم عام آخر أبى إلا أن يعكر على السيد علي صيفه بعد أن باض له في العش شتاء الموسيو غيرتس، بيضة الغابون التي ما يزال حاضنا عليها حتى تفقس في مارس القادم.. من الموسيو للميستر تعددت الأوصاف والهم واحد، والمطارق التي تتوالى على رأس السيد الفهري تجعله يلعن عند كل صباح الخواجات بكل مسمياتهم ومن يثق في صحبتهم.. كلو كوم كما يقول المصريون والمستر فيربيك كوم ثاني، لأن النزوات التي يفجرها هذا الهولندي كل مرة وتجد رئيسا يتحملها، تقول بأننا بصدد التعامل مع فاشي جديد أو أن غيون وليوطي بعثا من رمادهما.. مدرب يأكل غلة المغاربة ويسب ملتهم على رؤوس الأشهاد، ويدعو الحاضر ليعلم الغايب حين يتعذر متابعة فصول شبقه العدواني الذي يمارسه علينا، لن يرحل بكل تأكيد قبل أن يدخل كتاب غينيس للمدربين الذين يحملون وصف الظاهرة، لأن ما هو مؤكد هو أن نهاية تعاقده مع الجامعة ستشهد تفجير الكثير من الديناميت تحت أقدام الجهاز وسوف تفجر ما ظل مسكوتا عنه في التعاقد معه.. لأن تصرفات هذا المدرب الذي لا يتنازع إثنان حول غطرسته توحي وكأنه يمسك زلة على الجامعة أو أنه يشدها من اليد التي توجعها.. ليس الفهري هو المغبون الوحيد داخل هذه المعادلة، لأنه يستفيق كل يوم على مانشيط عريض لصحافة تذكره بخطيئته الكبرى يوم تعاقد مع غيرتس حين شمع راتبه بالشمع الأحمر، وينام على تقارير تخبره بشطحات الهولندي الذي سيج نفسه بفيلق من طواحين بلده وحول المنتخب الأولمبي لمحمية تابعة لبحيرات أمستردام والنواحي.. الشعب والجمهور المغربي طرفان معنيان أيضا بما يجري ويدور، ولئن كانت عمرة غيرتس وتبكيره بالسفر للسعودية قبل أن يلحق به من ساهم في مجيئه كي يغتسلوا من ذنب ورطة التوقيع له، فإن بقاء فيربيك هنا مثل وحيد قرن الغابة بلا حسيب ولا قريب كي يعيث في محيط منتخبه كما كان يفعل ليوطي وغيون، ستجعل الجمهور يغير من لهجة حراكه ليطالب بكشف حساب يخص هذا المدرب الذي حجب مسلسل راتب وضرائب البلجيكي تتبع نفقاته المجنونة.. فيربيك الذي إختار لطاقمه مساعدا هو شقيق لاعب فضل عصير البرتقال الهولندي على طعم الكسكس المغربي، وضم شقيقه للإجازة اللندنية المدفوعة الثمن من جيب الجامعة بطبيعة الحال، والذي سب منسق الكاف ومسؤول بالجامعة، تارة لنصرة إبن جلدته وأخرى دفاعا عن كعب حذاء حرمه، والذي لا يتورع عن صفع لاعب ذنبه الوحيد أنه لا يفهم الهولندية، والذي يثور على الجامعة حين تعجز عن الحجز له في البيزنس كلاس و توفير سيارة « الكاط – كاط» لانتظاره في عمق الأدغال..هو في واقع الأمر مقيم عام في صورة مدرب.. يستفزني فعلا ما يبديه هذا المدرب من تعنت و تصلب في المواقف وكأنه بصدد تعليمنا أبجديات الكرة وإخراجنا من الأمية، أمام سكوت مريب للجامعة وعجز مطبق على لسانها كلما هم بكبيرة من كبائره العظمى، على الرغم من أن حريرة هذا الربان تفوق حموضيتها حريرة سيء الذكريات غيرتس.. ليس ذنب فيربيك و لا غيره من الذين تأتي بهم جامعات الكرة من خلف كل ضفاف الكون ليمرغوا كرامتنا في الوحل، الذنب ذنب من راهن على مدرسة أفلست في أوكرانيا بسقوط طواحين أبناء بلده المريع كرويا، وذنب من آمن بثنائية البينولوكس لبناء المجد الأطلسي، لأنه ببساطة حين يجتمع الشيطان والطاحونة تطير البركة من الدار ويأكل الدود الغلة .. والله يحد الباس مع هاذ الناس..