وقد وصلنا لنهاية بطولتنا الاحترافية، وفي قراءة تقييمية لمردود الصافرة ورايتيها من خلال القرارات الهامة والمؤثرة، يمكننا القول بأن قطار التحكيم مر من محطات الدورات 30 في صمت وهدوء دون إزعاج للركاب أو المجاورين لمحطاتها والمتربصين لهفواتها التقديرية باشتياق، رغم أن الهفوات تبقى واردة في اللعبة إلى الأبد باعتبارها تقديرات بشرية في لحظات زمنية سريعة وتحت تأثيرات وضغوطات متعددة. صحيح أن الدورتين 11 و12 شهدتا هفوات تقديرية في قرارات بعض الصافرات، لكن ما دون ذلك فقد تمكن جل حكامنا من إيصال مبارياتهم إلى بر الأمان دون ضجيج أو صخب. ولعل المتتبع لربابنة هذه القاطرة سيجدهم يتوزعون بين 7 حكام دوليين أداروا ما مجموعه 126 مباراة من أصل 240: (الاحرش 23، جيد 20، الجعفري 20، زوراق 17، الكزاز 17، التيازي 16، النوني 13). و11 حكما وطنيا من المتمرسين قادوا 105 مباراة من أصل 240: (اليعقوبي 15، نورالدين ابراهيم 15، الداكي 14، كورار 13، صبري 13، بلوط 9، الهراوي 8، نحيح 6، سليمان 4، العلام 4، فاتيحي 3). و6 من الحكام الشباب الجدد أداروا 6 مباريات من أصل 240: ( بوسليم 2، حسن الرحماني 1، الفارق 1، جلال جيد 1، سعيد قديري 1). مع إضافة مباراة واحدة لمنير الرحماني، ومبارتين للحكم منير مبروك الذي اضطر للتوقف عن الممارسة بسبب الإصابة والذي نتمنى له الشفاء والعودة إلى الميادين، أي ما مجموعه 24 حكما / تلاثيا أداروا 240 مباراة في البطولة الإحترافية اتصالات المغرب لموسم 20152016. صحيح أن الحكام الشباب لم يقودوا كثيرا من المباريات في هذا القسم، ولعل السبب هو إكراهات المنافسة في بطولة هذا الموسم وحدتها، سواء على مستوى المقدمة أو في أسفل الترتيب، مما كان يستدعي تعيين حكام متمرسين، لهم من التجربة والقدرة على تحمل كل أشكال الضغوطات المحيطة بهم، حكام لهم من الكفايات البدنية والذهنية والسيكولوجية ما يؤهلهم لإدارة مباريات قوية، والحقيقة أن مردودهم كان مقنعا ومنسجما مع القانون المنظم للعبة، مما جعل معظم قراراتهم الهامة تتميز بالمصداقية والإقناع. فهنيئا لكل الحكام ومساعديهم على تدبيرهم المقبول والمقنع لمباريات هذا الموسم الشاق، ومزيدا من الإجتهاد والمثابرة لتطوير قطاع التحكيم، موازاة مع مشروع الجامعة الرامي إلى تطوير الممارسة الكروية في بلدنا.