قال وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، عبد القادر اعمارة، أمس الاثنين بالرباط، إن أشغال بناء المدرسة المركزية للدار البيضاء سينطلق خلال الأسابيع المقبلة، موضحا خلال لقاء صحافي خصص لتقديم حصيلة أشغال مشروع المدرسة المركزية للدار البيضاء أن "بناء هذه المدرسة سينطلق في الأسابيع المقبلة بعد اختيار مكتب هندسة مغربي-فرنسي". وأضاف اعمارة على هامش اللقاء، أن "المدرسة المركزية لباريس، ذات الصيت الدولي، ستسهر على تكوين مهندسين من مستوى عال، ما سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد المغربي، وخاصة على قطاعي الصناعة والتكنولوجيات، إضافة إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء ودول شمال إفريقيا'. وأبرز الوزير في هذا الإطار، أن "المدرسة المركزية لباريس ستفتح من خلال المدرسة المركزية للدار البيضاء ماستر متخصص يهدف إلى تكوين الموارد البشرية التي تحتاجها القطاعات الواعدة للاقتصاد الوطني، لاسيما قطاع الصناعة، مردفا أن هذا المشروع "يهدف إلى إعطاء نفس جديد للتكوين في التكنولوجيات عالية التقنية"، مشددا على الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة لتكوين الموارد البشرية، علاوة على كون جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة يتمحور، بالخصوص، على توفر الموارد البشرية المؤهلة والكفؤة والقادرة على التعامل مع التكنولوجيات الجديدة". في السياق ذاته، أشار اعمارة في هذا السياق، إلى أن المغرب بدأ يصنع لنفسه مكانة مهمة في الساحة الدولية في مجالات صناعة السيارات وصناعة الطائرات والإلكترونيات والصناعة الغذائية. من جانبه، اعتبر مدير المدرسة المركزية لباريس، هيرفي بيوسي، أن "مستقبل التعليم العالي والبحث العلمي يمر عبر تعاون دولي طموح"، مشيرا إلى أن اختيار المغرب جاء نتيجة للتقارب الثقافي مع فرنسا ولمشاريع التنمية التي أطلقتها المملكة، لاسيما في مجال التعليم، مبرزا تميز الطلبة المغاربة المسجلين في المدرسة المركزية لباريس، مشيرا إلى أن 49 تلميذا، من بين 500 تلميذ مسجلين بالمدرسة برسم السنة الماضية، مغاربة. وقال إن هذا المشروع "لا ينحصر في التراب المغربي، ومن المنتظر أن يكون أحد المشاريع الرائدة في التعليم العالي في سائر بلدان إفريقيا جنوب الصحراء"، مضيفا أن الطلبة الذين سيأتون للدراسة في المدرسة المركزية للدار البيضاء سيفدون، علاوة على المغرب، من أفريقيا جنوب الصحراء وفرنسا. من جهة أخرى، ترأس اعمارة اليوم اجتماع اللجنة التوجيهية لمشروع إحداث المدرسة المركزية للدار البيضاء المكلفة بمتابعة تفعيل الاتفاقية المتعلقة بإحداث هذه المدرسة، المبرمة بتاريخ 3 أبريل الماضي تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية الفرنسية، السيد فرانسوا هولاند. وفي ما يخص حكامة المدرسة، فقد أعلن عن إحداث مؤسسة المدرسة المركزية للدار البيضاء عقب انعقاد الجمعية العامة التأسيسية للمؤسسة المذكورة التي يرأسها وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة. ويسير المؤسسة التي تتولى إحداث وتسيير المدرسة المركزية للدار البيضاء، مجلس إداري يتكون، على الخصوص، من ممثلي وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، ووزارة الاقتصاد والمالية، والمدرسة المركزية لباريس، وجمعية قدماء طلاب المدرسة المركزية لباريس بالمغرب ويتم حاليا إعداد مشروع القانون الخاص بإحداث المدرسة المركزية للدار البيضاء. وفيما يتعلق بالجانب التربوي، فإنه يرتقب توظيف الفريق الإداري لهذه المدرسة خلال النصف الأول من سنة 2014. وسيعكف هذا الفريق على تطوير برنامج للتكوين المستمر، كماستر متخصص، لبداية شتنبر 2014، توفره المدرسة المركزية لباريس من خلال المدرسة المركزية للدار البيضاء، وذلك طبقا لمقتضيات اتفاقية دعم إحداث هذه الأخيرة لسنة 2013. وعقدت، في هذا الإطار، لقاءات بين مسؤولي المدرسة المركزية لباريس ومقاولات وفاعلين اقتصاديين من أجل اقتراح ماستر يتلاءم واحتياجات السوق. ويندرج إحداث المدرسة المركزية للدار البيضاء، التي ستشيد على مساحة 5 هكتارات بالجماعة الحضرية لبوسكورة بالدار البيضاء، في إطار الدينامية التي أرساها الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي الرامي إلى تحسين ونجاعة المنظومة التكوينية حتى تستجيب بشكل أفضل لاحتياجات المستثمرين. وتعد شراكة المدرسة المركزية لباريس مع المغرب الثانية من نوعها بعد الشراكة مع بكين سنة 2005. ويعكس اختيار هذه المدرسة للدار البيضاء مدى القدرة الاستقطابية للوجهة المغربية التي تتعزز بفضل مشروع تنموي هادف.