كشفت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات معطيات جديدة تتعلق بمآل الشكايات التي تقاطرت عليها من طرف المواطنين، والتدابير التي اتخذتها بعد ظهور حالات تعفن جديدة للأضاحي في عدد من المدن المغربية في عيد الأضحى. وفي الوقت الذي أكدت فيه وزارة أخنوش مرور العيد في ظروف وصفتها ب«الجيدة»، عادت لتكشف أن التفاعل مع مختلف الشكايات والتساؤلات، أدى إلى فحص حوالي 2600 سقيطة وأحشائها، وتعميق البحث في 50 حالة تعفن. وحسب المعطيات ذاتها، فإن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية يتتبع مآل مختلف الحالات التي جرى تسجيلها، والتحقيقات جارية من أجل اتخاذ إجراءات قانونية وفقا للقوانين الجاري بها العمل، ستكشف لاحقا بعد انتهاء التحقيقات. وحسب المعطيات الآتية من وزارة الفلاحة، فقد انتقلت مصالح لونسا إلى بعض ضيعات التسمين، حيث جرى إيفاد لجان إليها من أجل توسيع البحث، وأخذ عينات من الأعلاف، ومراقبة الأدوية البيطرية للتأكد من جودتها ومصدرها للاشتباه في تسببها في حالات تعفن جديدة. عبد الغني عزي، رئيس قسم السلامة الصحية للمنتجات الحيوانية في لونسا، كشف، في اتصال مع «اليوم24»، أن تحريات يقوم بها المكتب بناء على ما ورد في الشكايات المتوصل بها، مؤكدا أن مصالح لونسا مجندة وتأخذ بعين الاعتبار كل الشكايات التي تتحدث عن التعفن. وأوضح عزي أن لونسا يتوفر على بنك معلوماتي توصل به من الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، يقدم تفاصيل دقيقة عن كل حالة، مؤكدا أن مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية تقوم بتحقيقات واسعة، بعدما حصلت مصالحه على عينات من الذبائح المتعفنة. وكشف رئيس قسم السلامة الصحية للمنتجات الحيوانية في لونسا، أن مصالح مكتبه حررت محاضر بشأن الشكايات التي وردت عليها، وتتجه التحقيقات الجارية للبحث في طبيعة الأعلاف والمواد المستعملة للتسمين، في انتظار إعلان النتائج المخبرية التي سيتوصل بها لونسا بها بعد 10 أيام، وهي التحاليل الميكروبيولوجية التي تظهر مدى السلامة البيولوجية للأضاحي، وتكشف الأسباب الحقيقية للتعفن، هل هي بسبب التلوث أم الأعلاف. كما تهم التحاليل المخبرية كشف طبيعة بكتيريا التعفن، التي تكون هي المسؤولة عن اخضرار اللون أو انبعاث الرائحة الكريهة، وتكون مسؤولة أيضا عن تكاثر البكتيريا في اللحوم، ونفى عبد الغني عزي تسجيل ظهور حالات التعفن السريع. وأوضح عزي، في تصريحه للجريدة، أن مصالح لونسا شرعت في اتخاذ إجراءات البحث في الضيعات، والتحقيق في نوعية الأعلاف التي جرى تسمين الأضاحي بها والأدوية والمستعملة والبحث في مصدرها. وحسب المعطيات التي أعلنتها الوزارة، في بلاغ لها مساء أول أمس الثلاثاء، فإن المصالح البيطرية المداومة قامت، إلى حدود يوم السبت الماضي، بفحص ما مجموعه 2600 سقيطة وأحشائها من أجل التأكد من سلامتها، ليتضح أن أغلب الحالات تتعلق بالأمراض الطفيلية والالتهابات التي قالت الوزارة إنها لا تؤثر على جودة وسلامة الأضحية، في حين تقرر عقب الفحص البيطري لهذه السقيطات تعميق البحث في 50 حالة من خلال أخذ العينات اللازمة لإجراء التحاليل المخبرية للاشتباه في وجود تعفنات ناتجة عن أعلاف التسمين. وتشير معطيات وزارة الفلاحة، التي توصلت بها من «لونسا»، إلى أن هذا الأخير توصل بأزيد من 3300 مكالمة منذ يوم العيد إلى غاية زوال يوم السبت الماضي، منها 900 مكالمة همت تقديم النصائح والإرشادات للمواطنين حول الشروط الواجب اتخاذها من أجل ضمان سلامة وجودة الذبائح. وحسب المكتب الوطني للسلامة الصحية دائما، فإن مصالحه البيطرية انتقلت إلى مساكن أزيد من 400 أسرة موزعة على مجموع التراب الوطني، ابتداء من يوم العيد، من أجل فحص ومعاينة لحوم الأضاحي موضوع الشكايات وطمأنة أصحابها حول سلامة الأضحية. وأضاف بلاغ الوزارة، الذي توصلت «اليوم24» بنسخة منه، أن خطة العمل المعتمدة هذه السنة، والتي انطلقت قبيل العيد في خطوة احترازية لمحاربة تعفن لحوم الأضاحي، تعتبر استثنائية في العالم الإسلامي، وتشمل تسجيل وحدات تربية الأغنام ووحدات التسمين، وإنجاز عملية ترقيم خاصة بحيوانات عيد الأضحى، تهم الأغنام والماعز، لتتبع الحيوانات عند المعاملات التجارية (البيع والشراء). وحسب الخلاصات الأولية التي كشفتها الوزارة، فإن إجراءات جرى اتخاذها بتنسيق مع وزارة الداخلية، همت إنجاز أسواق مؤقتة في بعض المدن لتعزيز شبكة تسويق حيوانات عيد الأضحى، وتسويق الأغنام والماعز المسجلة والمرقمة بنقط البيع المرخصة (المجال الحضري)، ومراقبة الحيوانات وأعلاف الحيوانات التي استخدمت لتسمين أضاحي عيد الأضحى، في إطار اللجان المختلطة المحلية، ووحدات التسمين ونقاط البيع والأسواق، ومراقبة استعمال كل الأعلاف وكل المواد المحظورة في أعلاف الماشية، وتكوين حوالي 3000 جزار مهني في إطار برنامج «الكزار ديالي».