بشكل مفاجئ، قرر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماش، رفض أي مصالحة مع خصومه في تيار المستقبل تتضمن التخلي عن إجراءات تنظيمية متخذة ضد قياديين في هذا التيار. بلاغ للمكتب السياسي للحزب صدر اليوم الثلاثاء، شدد على “رفضه المطلق” للمصالحة مع من سماهم “رموز التمرد والانقلاب على قوانين الحزب ومؤسساته”، الذين يتهمهم بأنهم كانوا “وراء افتعال الأزمة الداخلية التي عاشها الحزب خلال الشهور الماضية”. ليس هذا فحسب، بل وتوعد بنشماش بمواصلة اتخاذ قرارات تأديبية جديدة “ضد كل المخلين بضوابط وأخلاقيات العمل الحزبي”. وهذه ضربة موجعة للآمال التي كانت معلقة على مقابلة بنشماش بفاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للحزب، أمس الاثنين، وهي مقابلة بقيت كما نشرنا سابقا، في حدود المناقشات العامة، ولم تخرج بأي قرارات بخصوص تخلي بنشماش عن ما صدر عنه من قرارات في هذا الصراع. تيار “المستقبل”، الذي قرر تأجيل مؤتمره الذي كان مقررا عقده نهاية هذا الشهر، دون أن يوضح رسميا الأسباب التي دفعته إلى ذلك، عاد اليوم الثلاثاء، عقب إعلان بنشماش رفضه لأي مصالحة مشروطة، إلى إحياء الترتيبات التي كان بصددها قبل يوم الجمعة الفائت، لعقد مؤتمره. سمير كودار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الذي سيواجه بنشماش مجددا غدا الأربعاء في المحكمة، دعا أعضاء لجنته عقب اجتماع لقادة تياره بالرباط، إلى اجتماع تنظيمي يوم السبت المقبل في الدارالبيضاء. ورغم أنه لم يكشف عن خلفيات الدعوة إلى هذا الاجتماع، إلا أن قياديا قال “إن “المستقبل” سيقوم بإعداد ترتيبات مؤتمره الذي أعلن عن تأجيله”. وبهذه الطريقة، تكون الأوضاع داخل “البام” قد عادت إلى نقطة الصفر بالسرعة نفسها التي كان يعتقد بأنه قد تم فيها طَي الخلافات البارحة الاثنين.