في الوقت الذي لا يُعرف فيه مصير المئات من الجهاديين المغاربة الذين التحقوا بصفوف الجماعات الجهادية في مختلف بؤر التوتر في السنوات الماضية، حذرت معطيات أمنية واستخباراتية أجنبية جديدة من خطر احتمال عودة المقاتلين المغاربة أو من أصول مغربية، إلى بلدهم الأصلي أو إلى بلدان المهجر، لتنفيذ اعتداءات إرهابية في إطار الاستراتيجية الحربية الجديدة التي تتبنها القيادة الجديدة للتنظيم الإرهابي بزعامة أبي إبراهيم الهاشمي القرشي، بعد مقتل زعيمه السابق أبي بكر البغدادي، قبل أسابيع، في غارة للطيران الحربي الأمريكي. في هذا الصدد، أكد تقرير لوزارة الداخلية الإسبانية، في إطار التعاون والتنسيق مع السلطات التركية لاحتواء أزمة الجهاديين العائدين من بؤر التوتر في العراقوسوريا، الاستراتيجية الجديدة للزعيم الجديد لداعش، والقائمة على سحب الدواعش المقاتلين الأجانب من الصفوف الأولى والمجربين، كذلك، في صناعة المتفجرات واستعمال الأسلحة، بهدف إرسالهم لتنفيذ اعتداء في الدول الغربية. مصدر أمني إسباني كشف لصحيفة “لاراثون” أن “قرار إعادة هؤلاء الأفراد إلى بلدانهم الأصلية أو دول الإقامة مَرَدُهُ إلى تغير في استراتيجية داعش من أجل ضمان بقائه”، كما أنه “يعيد انتشارهم في انتظار تحديد أهداف جديدة” لاستهدافها. التقرير الجديد جاء في إطار اعتقال جهادي مغربي في تركيا بناء على معلومة استخباراتية دقيقة إسبانية، حددت مكان تواجده في منطقة شمال سوريا في الحدود مع تركيا. المغربي المعتقل في تركيا (م. ك.)، البالغ من العمر 28 عاما، والذي لا يُعرف إن كان سيُرحل إلى الرباط أو مدريد، كان يقيم ويشتغل في جزر البليار في إسبانيا ما بين 2012 و2017. وكان يسافر، أيضا، إلى مجموعة من الدول الأوروبية بهدف العمل. بعدها سافر إلى تركيا، ومنها تسلل إلى سوريا للالتحاق بصفوف داعش. التقرير أورد أن المغرب خضع في السنوات الأخيرة لعملية تطرف عميقة. ويشير التقرير إلى أن “قرار بعض هؤلاء المقاتلين الإرهابيين الأجانب العودة إلى بلدانهم الأصلية أو الإقامة، عقب الهزيمة العسكرية لداعش وخسارة مناطق نفوذها، إلى جانب مقتل مؤخرا زعيمها أبو بكر البغدادي؛ مَرَدُّهُ في حالات كثيرة إلى تغير في استراتيجية التنظيم لضمان استمراريته من خلال سحب مقاتليه من الصفوف الأمامية وإعادة انتشارهم في انتظار أهداف جديدة”، شارحا: “لهذا يقدر أن هذا الشخص (المغربي الموقوف) يشكل تهديدا حقيقيا لأمن بلدنا بعد أن تكوَّن عقائديا وعسكريا على حد سواء، وبعد أن شارك في أعمال حربية”. وخلص التقرير إلى الأجهزة الأمنية الإسبانية (التي تنسق وتتعاون على مدار الساعة مع نظيرتها المغربية) تولي اهتماما خاصا بكل الأفراد الذين سافروا من أو عبر إسبانيا إلى مناطق النزاع للالتحاق بإحدى الجماعات المتطرفة. ويشار إلى أن الأجهزة المغربية والإسبانية تمكنت في السنوات الأخيرة من القيام بعمليات أمنية مشتركة، سمحت بتفكيك مجموعة من الخلايا الإرهابية واعتقال أفراد يشتبه فيهم.