في ظل ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد في الأيام الأخيرة، حيث سُجل أكثر من 2251 حالة إصابة إلى حدود أول أمس الخميس؛ أصبحت المستشفيات العسكرية التي شُيدت أخيرا مستعدة للتدخل من أجل تجنب أي ضغط محتمل على المستشفيات العمومية، أو في حال تفشى الفيروس بشكل متسارع، علما أن أول مستشفى عسكري أمر الملك محمد السادس بتشييده، أنشئ في ضواحي مدينة بنسليمان. في هذا الصدد، كشفت وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي»، في زيارة على ما يبدو لها لبعض المستشفيات العسكرية، استعداد الطاقم الطبي العسكري في مستشفى بنسليمان للتدخل في حال تفاقم عدد الإصابات، مشيرة إلى أن المستشفى لم يستقبل، إلى حدود أول أمس الخميس، أي مصاب. وتابع المصدر أن هذا المستشفى العسكري يتوفر على بناية من الإسمنت فيها 200 سرير، 40 منها مخصصة للعناية المركزة و20 للإنعاش، إلى جانب جناح يتكون من 16 خيمة به 160 سريرا مخصصة للحالات المستقرة. وتشير المعطيات، التي تقدمها وزارة الصحة بشكل يومي، إلى أن أغلب الحالات التي يجري التأكد منها مخبريا تكون حالتها مستقرة. وأضاف المصدر ذاته أن هذا المستشفى العسكري، الذي شيد في ستة أيام، يضم 13 طبيبا عاما ومختصا، و69 ممرضا، مع الاعتماد على دعم جنود وأفراد مدربين على محاربة الأوبئة، ولديهم تجارب في بعثات شبيهة في الخارج. وأوضح الكولونيل الطبيب المختص في التخدير، هشام كيشنا، ل«يفي» قائلا: «نحن مستعدون منذ أسبوعين لاستقبال المرضى». وبعد كل اجتماع يومي، يقوم هذا الطبيب العسكري بتوزيع الأدوار على الطاقم الذي يشرف عليه، حيث تجرى تداريب استعدادية حول فرز الحالات المشتبه بها وقبول الحالات المصابة، إلى جانب تمارين في التعقيم والطريقة الأكثر نجاعة لارتداء ونزع البذلة الطبية البيضاء المعقمة. وكانت السلطات المغربية جندت سبعة مستشفيات عسكرية لمواجهة أي تفاقم محتمل للوباء، فضلا عن وجود أطباء عسكريين يساعدون أطباء القطاع العام في مختلف المستشفيات التي تستقبل المصابين بالفيروس. ويبقى المستشفى العسكري في الرباط واحدا من المستشفيات العسكرية الذائعة الصيت، والتي شرعت في استقبال المصابين. من جانبه، أكد الدكتور الكولونيل خالد نيبي، رئيس مركز علم الفيروسات والأمراض المعدية والمدارية في المستشفى العسكري بالرباط، أن المستشفى يستقبل مصابين إلى ثلاثة يوميا، كما أنه يجري تسجيل العدد نفسه من المتعافين يوميا، مبرزا أن هناك، إلى حدود أول أمس الخميس، 30 مصابا يخضعون للعلاج في المستشفى. ورغم أن المتعافين يخضعون لاختبارين على الأقل للتأكد من خلو أجسادهم من الفيروس، فإنهم يخضعون وقائيا ل14 يوما آخر من الحجر الصحي، في إجراء وقائي لضمان تعافيهم بشكل تام. وأقر الدكتور خالد نيبي بنجاعة البروتوكول الطبي القائم على دواء الكلوروكين في علاج المصابين بالفيروس، كما لوحظ انتشار الفيروس في مستويات محدودة، حيث سجل المغرب، إلى حدود أول أمس الخميس، 2251 حالة إصابة و128 وفاة و247 متعاف.