سقط عدد من الجرحى، اليوم السبت، جراء مواجهات بين قوات الجيش ومتظاهرين خلال احتجاجات شعبية ، منددة بسوء إدارة السلطات للتحقيقات في انفجار مرفأ بيروت. وذكرت وسائل إعلام محلية ،أن المتظاهرين انطلقوا من أمام قصر العدل نحو القصر الرئاسي مرتدين اللون الأسود، غير أن الجيش اللبناني منعهم من التقدم لدى وصولهم إلى مفترق طريق يقود إلى القصر . ورفع المتظاهرون شعارات تدعو إلى استقالة الرئيس ميشال عون وسط هتافات تندد بالطبقة السياسية الحاكمة. وبالتزامن مع ذلك، تجمع المئات من مناصري عون في محيط القصر الرئاسي تأييدا له ورفضا لأي استهداف قد يطاله. وجاءت مظاهرة المعارضين لعون استجابة لدعوات من نشطاء المجتمع المدني الرافض للأحزاب السياسية والطبقة الحاكمة بالكامل، بينما جاءت مظاهرة المؤيدين استجابة لحزب "التيار الوطني الحر "، الذي ينتمي له الرئيس. وأثناء سير المتظاهرين المعارضين لعون على الطريق المؤدي إلى القصر الجمهوري، قطعت قوات مكافحة الشغب في الجيش طريقهم. وفي محاولة لمنع تقدمهم، وخوفا من الاشتباك مع المتظاهرين المؤيدين المتواجدين بمحيط القصر الجمهوري، أطلقت قوات مكافحة الشغب أعيرة نارية عدة في الهواء لتفريق المتظاهرين. وعلى إثر ذلك، عمد المتظاهرون إلى إلقاء الحجارة على قوات مكافحة الشغب، فيما ردت الأخيرة بالضرب بالعصى، لتقع إصابات طفيفة في صفوف عدد غير محدد من المحتجين. وفي سياق متصل، قال الجيش في تغريدة، إنه "يعمل على تشكيل حاجز بشري للفصل بين تظاهرتين في محيط القصر الجمهوري". وأضاف أن القوات الأمنية اضطرت إلى إطلاق النار في الهواء بعدما قام متظاهرون برشق عناصره بالحجارة وحاولوا الوصول إلى القصر الجمهوري. وفي الرابع من غشت الماضي، قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، جراء انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلف 191 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، وعشرات المفقودين، بجانب دمار مادي هائل وخسائر بنحو 15 مليار دولار، حسب تقدير رسمي غير نهائي. وزاد الانفجار الوضع سوءا في بلد يعاني، منذ أشهر، أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.