صادقت منظمة الصحة العالمية على بروتوكول لاختبار الأدوية العشبية الإفريقية كعلاجات محتملة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ويأتي ذلك بعد أشهر من محاولات رئيس مدغشقر للترويج لمشروب يعتمد على نبات الشيح. وأقر خبراء منظمة الصحة العالمية ونظرائهم من منظمتين أخريين بروتوكولًا للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية للأدوية العشبية لعلاج كوفيد-19، مشيرين إلى أن التجارب السريرية للمرحلة الثالثة محورية في التقييم الكامل لسلامة وفعالية المنتج. وقال بروسبر توموسيمى، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية: إذا تبين أن أحد منتجات الطب التقليدي آمن وفعال ومضمون الجودة، فإن المنظمة ستوصي بتصنيعه محليًا على نطاق واسع. وتشير بعض المقالات إلى أن نبتة الشيح قد سبق واكثبت فعاليتها ضد وباء الملاريا، وهي نبتة تتم زراعتها في دول المغرب العربي وأمريكا الاتينية وأستراليا بعض دول آسيا. ووفقا لشبكة "دويتشه فيله" فإن العشبة المعروفة أيضا ك "أرتيميسيا أنوا" سبق وأن برهنت على فاعليتها في مكافحة الملاريا، إذ يستخدم الأطباء مادة أرتيميسنين المستخلصة من هذه العشبة منذ أكثر من 20 عاما. وأورد المصدر ذاته أن مجموعة من الباحثين في معهد ماكس بلانك في بوتسدام قد قامت إلى جانب أخصائيين من جامعة برلين ببحوث تبيّن مدى قدرة العشبة على المساعدة في مواجهة عدوى كوفيد-19. "في الدراسات الجديدة قمنا باستخلاص مواد خالصة لعشبة أرتيميسيا ومزجناها مع الفيروس"، يشرح بيتر زيبيرغر من معهد ماكس بلانك الألماني الذي أطلق بالاشتراك مع الأخصائي في والكيمياء كيري غيلمور هذه الدراسة. وجاءت نتائج الدراسات مبهرة للعلماء، حيث بينت أن خلاصات نبتة الشيح نشطة ضد "السارس كوف 2′′، وهي التسمية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية على الفيروس القاتل. كما اكتشف العلماء أيضا أن أوراق أرتيميسيا أنوا التي زُرعت في كينتاكي بالولايات المتحدة أبانت على أحسن نشاط معادٍ للفيروسات. ومنذ أبريل روجت دولة مدغشقر مادة معجزة مفترضة ضد وباء كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا. وتحت تسمية Covid Organics يروج المزيج النباتي ليس فقط في مدغشقر. وقد وصلت طلبيات من بلدان إفريقية أخرى مثلا تنزانيا وتوغو وتشاد ونيجيريا وغينيا بيساو. ولا توجد إلى غاية اللحظة أي أدلة علمية قاطعة تؤكد فاعلية هذه المادة. ويحاول الباحثون الألمان بقيادة زيبيرغر الحصول على معلومات أكثر حول الشراب النباتي المدغشقري.
