الخارجية الأمريكية تكشف لائحة الدول التي يباع فيها «لحم» المغربيات

كشف تقرير جديد أصدرته الخارجية الأمريكية حول ظاهرة الاتجار في البشر حول العالم، معطيات جديدة حول خريطة تداول «اللحم» المغربي عبر العالم، حيث رصد التقرير الجديد لائحة بأكثر من 15 دولة موزّعة بين أوربا وإفريقيا وآسيا، رُصد في «أسواقها» مواطنون مغاربة ضحية اتجار في البشر، واستغلال في عدة أنشطة تتصدّرها الدعارة. واعتبر التقرير الجديد أن المغرب يعتبر في الوقت نفسه مصدرا ومعبرا ووجهة لأنشطة الاتجار في البشر، وصنّف ضمن الفئة الثالثة إلى جانب دول مثل الصين وجنوب السودان والأوروغواي وأوكرانيا. فئة يقول التقرير إنها تضمّ الدول التي لم تحقق بعد الحد الأدنى من القواعد الضرورية لمكافحة الاتجار في البشر، والتي تضم عددا هاما من ضحايا هذه الظاهرة في غياب أية أدلة عن بذل الجهد الكافي لمحاربتها.
التقرير الذي صنّف المغرب ضمن الفئة الثالثة، بعد الفئتين الأولى والثانية الأكثر تقدّما في مجال محاربة الاتجار في البشر، قال إن النساء المغربيات تُرغمن على ممارسة الدعارة أساسا في خمس دول عربية وعدد من الدول الأوربية؛ ويتعلّق الأمر عربيا بكلّ من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن وليبيا وسوريا؛ علما أن الدولتين الأخيرتين تعيشان حالة حرب وفوضى، ورغم ذلك رصد التقرير الأمريكي استمرار دعارة المغربيات فيهما في الفترة المتمثلة في سنة 2013.
أما حجم ظاهرة الاتجار في البشر داخل المغرب، فقال التقرير إن السلطات تحجم عن تقديم أي معطيات إحصائية حولها، مكتفيا بتقديم رقم 65 ضحية للاتجار في البشر تم تسجيلهم رسميا في 2013، مقابل 36 ضحية في 2012. وارتكز التقرير على غياب المعطيات وعدم تمييز السلطات المغربية بين المتاجرين في البشر وضحاياهم لتقوم بترحيل الجميع، ليقول إن معطيات متزايدة تؤكد تنامي الظاهرة، خاصة في صفوف المهاجرين غير الشرعيين.
وأضاف التقرير في الفقرة الخاصة بالمغرب، أن عددا من المغربيات تواجه عملية تضييق على حركتهن وتنقّلاتهن في البلدان التي يُرغم فيها على ممارسة الدعارة، مع تهديدات وممارسات للعنف النفسي والجسدي. وتسقط المغربيات في شراك هذه الشبكات بعد تلقيهن وعودا بالحصول على عقود عمل، وما إن تصلن إلى بلدان الاستقبال حتى تنتزع منهن جوازات السفر، ويتم احتجازهن وإرغامهن على ممارسة الدعارة، والحديث –هنا- للتقرير الأمريكي دائما.
وإلى جانب الفقرة المخصصة للمغرب في التقرير الجديد، قامت « اليوم24» بمسح شامل للأجزاء المخصصة لباقي دول العالم، وإحصاء الدول التي سجّلت الخارجية الأمريكية وجود مغاربة هم ضحايا لممارسات مندرجة ضمن قضايا الاتجار في البشر. على رأس هذه الدول توجد البحرين، حيث تقول الخارجية الأمريكية إن ممارسات من قبيل العمل الشاق والسخرة بسبب الدين والعزل التام، تؤدي إلى مستوى مرتفع من عملية الانتحار في صفوف العاملين الأجانب. ومن بين الجنسيات التي قال التقرير إن النساء الممارسات للدعارة دون رضاهن تنتمين إليها توجد الجنسية المغربية. ذات الملاحظة سجّلها التقرير في حالة الأردن، حيث تندرج المغربيات إلى جانب المصريات والإثيوبيات والآسيويات ضمن ضحايا الإرغام على ممارسة الدعارة؛ أما حالة سلطنة عمان، فتتميّز-حسب التقرير الأمريكي الجديد- بكون المغربيات إلى جانب مواطنات عدد كبير من الدول، تسقطن كضحايا لهذه الممارسة، لكن على يد أشخاص حاملين لنفس جنسياتهن في الغالب.
الإمارات العربية المتحدة جاءت أيضا في صدارة الدول التي تعرف إرغام أجنبيات على ممارسة الدعارة، من بينهن مغربيات، لكن أيضا وافدات من أوربا الشرقية وإيران والعراق. وفيما نبّه التقرير إلى أن دولة قطر تشهد تسجيل نسبة ضعيفة من الإرغام على ممارسة الدعارة مع تسجيل وجود مغربيات كنّ ضحايا لهذه الممارسة. خصّص التقرير فقرات قاسية لهذه الدولة الخليجية في الجوانب الخاصة بظروف اشتغال المهاجرين الأجانب. فحوالي مليون ومائتي ألف عامل أجنبي قال التقرير إنهم يوجدون في قطر، من بينهم مغاربة، ويعمل جلّهم في ظروف قاسية وصفها التقرير بالعمل الشاق واللاإرادي. أما لبنان فاعتبرها التقرير بوابة رئيسية لاستقدام نساء وتشغيلهن في الدعارة، من بينهن مغربيات. بوابة قال التقرير إنها مشرعة بشكل كبير، حيث يتم استقدام هؤلاء النساء بصفتهن فنانات تشتغلن في النوادي والمراقص الليلية، مسجّلا ارتفاع أعدادهن في السنة الماضية إلى الضعف، متجاوزا عددهن عتبة 11 ألف امرأة.
وإذا كانت «السوق» العربية معروفة تقليديا بكثرة الاتجار في المغربيات، فإن دولا أخرى رصد التقرير الأمريكي وجود مغربيات بعضهن قاصرات توظّفن في أنشطة تندرج ضمن الاتجار في البشر. من بين تلك الدول بلجيكا التي تبيّن أنها سوق كبيرة للاتجار في البشر، بمن فيهم مغربيات تقصدنها، فيتم استغلالهن في الدعارة. كما سجّلت الخارجية الأمريكية وجود مغربيات في سوق الدعارة التركية، لكن أساسا في القسم الشمالي من قبرص، الخاضع لسيطرة الأتراك.
التقرير قال إن مغربيات توجدن ضمن قرابة 1300 فتاة تم استقدامهن في العام 2013 لوحده، من أجل العمل في قرابة 40 مرقصا وملهى ليليا في قبرص التركية، رغم أن الدعارة تعتبر ممنوعة رسميا. كما سجّل التقرير الجديد وجود مغربيات في سوق الدعارة البولونية والايطالية، باعتبارها محطة عبور نحو أوربا، كما تتواجد المغربيات في دول إفريقية مثل ساحل العاج وليبريا، بل إن التقرير قال بوجودهن حتى في كوريا الجنوبية.
في هذه الدول يتم إستغلال المغربيات في الدعارة
– البحرين
– بلجيكا
– ساحل العاج
– تركيا
– قبرص الشمالية
– الأردن
– كوريا الجنوبية
– لبنان
– ليبريا
– إيطاليا
– عمان
– بولونيا
– الإمارات العربية المتحدة
– سوريا
– ليبيا
بولونيات يمارسن الدعارة في المغرب وإفريقيات وآسياويات عاملات في بيوته
من بين المعطيات المثيرة التي كشفها التقرير الأمريكي الجديد حول الاتجار في البشر عبر العالم، رصد وجود فتيات بولونيات تحترفن الدعارة في المغرب. وأدرج التقرير المغرب ضمن لائحة من الدول الغربية، وهي كل من ألمانيا وإيطاليا والسويد وهولندا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى كل من اليابان وأستراليا. وهو ما يجعل المغرب الدولة العربية والإفريقية الوحيدة التي رصد التقرير وجود بولونيات تمارسن الدعارة فيها. في المقابل، سجّل التقرير حضورا قويا لكل من المنحدرات من ساحل العاج والفلبين وأندونيسيا في مجال عاملات البيوت، ووقوع بعضهن في أوضاع مشابهة لما يقع في بعض دول الخليج، من سحب جوازات السفر والاحتجاز والتعنيف… بل إن التقرير سجّل ارتفاع استغلال المهاجرات من طرف شبكات الدعارة، خاصة في مدن الشمال ومدينة وجدة في الشرق، خاصة منهن النيجيريات. وبسبب الاضطرابات السياسية الأخيرة، سجّل التقرير الأمريكي ارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين من كل من سوريا وإفريقيا الوسطى، وانضمامهم إلى المستهدفين من طرف شبكات الاتجار في البشر قصد «تصديرهم» نحو أوربا والخليج.