شنت إيران مساء الإثنين ضربات صاروخية استهدفت قواعد عسكرية أمريكية في منطقة الخليج، في أول رد عسكري مباشر على الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية يوم الأحد. وأكد التلفزيون الرسمي الإيراني أن « الحرس الثوري نفذ عملية واسعة ومركزة ضد أهداف أمريكية في الخليج »، مشيرًا إلى أن الضربات « حققت أهدافها بدقة »، دون أن يقدم تفاصيل إضافية عن المواقع أو الخسائر. يأتي هذا التطور الخطير في خضم تصعيد عسكري غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، اندلع قبل أكثر من أسبوع، عقب هجمات إسرائيلية على منشآت إيرانية داخل سوريا والعراق ثم داخل العمق الإيراني. وردًا على ذلك، تبادلت طهران وتل أبيب ضربات مباشرة، ما دفع الولاياتالمتحدة إلى التدخل عبر قصف ما قالت إنه « بنية نووية عسكرية سرية » في إيران، في ضربة وُصفت بأنها الأكبر منذ 2003. قواعد مستهدفة وفقًا لمصادر عسكرية ومراسلين ميدانيين، فقد سُمعت انفجارات عنيفة في محيط قواعد أمريكية في قطروالبحرينوالإمارات، أبرزها قاعدة « العديد » الجوية القطرية، ومجمع « القيادة المركزية المتقدمة » في البحرين. ولم يصدر بعد أي تعليق رسمي من وزارة الدفاع الأمريكية، فيما أغلقت قطر مجالها الجوي مؤقتًا مساء الإثنين، في خطوة احترازية. كما أفادت وكالة فرانس برس عن رؤية مقذوفات مضادة في سماء الدوحة، وسماع دوي انفجارات في مناطق متفرقة بينها العاصمة ومدينة لوسيل، فيما لم تؤكد السلطات المحلية بعد طبيعة هذه المقذوفات. تداعيات إقليمية ودولية الهجوم الإيراني يضع الولاياتالمتحدة أمام معضلة أمنية كبيرة في الخليج، وسط تحذيرات من توسع الحرب إلى الساحة الخليجية، وتهديد المصالح الأمريكية المباشرة، بما في ذلك حركة الملاحة في مضيق هرمز الحيوي. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أكدت الأحد أن « واشنطن لن تتسامح مع تهديدات نووية أو صاروخية من إيران، وأن الرد على أي استهداف لمصالحها سيكون فوريًا وحاسمًا ». بالتزامن، واصلت عشرات شركات الطيران الدولية تعليق رحلاتها إلى دول الشرق الأوسط، بما فيها الإماراتوقطر، في ظل مخاوف متزايدة من اتساع رقعة التصعيد العسكري وتهديد سلامة الطيران المدني.