يعرفُها الكثيرون من خلال شخصية "شكيب عصفور" على مواقع التواصل الاجتماعي، انقسم جمهورها بين من يؤكد أنها فتاة "تختبئ" وراء صورة رجل، وبين رجل يميل بحضوره إلى تقليد الجانب الأنثوي من النساء .. توقيعها جملة تقول فيها "متدويش معايا .. ندير لي بغيت" ! هي مونيةماكري، الزوجة والأم.. التقتها "اليوم24" لتنقل لكم في هذا الحوار تفاصيل الشخصية "النقيض" لعصفور. كثير من متتبعي حلقات "شكيب عصفور" التي يتم بثها عبر "اليوتوب" يتساءلون عن الشخصية الحقيقية التي تلعب الدور، وفئة كبيرة لا يزالون يسألون، هل مُتقمص شخصية "شكيب" أنثى أم ذكر.. (تضحك) هذا هو الهدف من الشخصية، إثارة فضول الناس، وترك مجال الشك والتساؤل مفتوحا، حتى لا يجد شكيب نفسه في يوم من الأيام في عداد الموتى. شكيب هو رجل مغربي "قُح"، لكن من تلعب دوره هي فتاة. إسمي مونية، أبلغ من العمر 31 سنة، متزوجة من موسيقي من أمريكا اللاتينية، أم لابن يبلغ من العمر ثلاث سنوات، خريجة المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي قبل تسع سنوات، سبق ولعبت أدورا في الفيلمين التلفزيين "فنيدة" و"وحدة من بزاف". بعد العمل في الفيلمين، غادرت المغرب في اتجاه فرنسا، حيث أستقر رفقة عائلتي الصغيرة، وأيضا من أجل الحصول على "ماستر" في الدراسات المسرحية. بعد أربعة أشهر على انتقالي إلى فرنسا، التقيت مع أكبر مؤسس لمسرح الشارع، هي فرقة "Generikvapeur" التي تأسست سنة 1668، إذ تعتبر من واضعي الدعائم الأساسية لمسرح الشارع. بعد لقاء الفرقة تمكنت من الحصول على فترة تدريب رفقتهم، بعدها طلبوا مني الالتحاق بالمجموعة رسميا، ما سهل لي عملية مواجهة الجمهور في الشارع والارتجال، لأن الجمهور يكون في تواصل مباشر معك، ولا يوجد مكان للكذب أو إبداء الخوف أمامه. بعد أربع سنوات من الاشتغال مع فرقة مسرح الشارع الفرنسية، اشتغلت مع جمعية تهتم بالمساواة بين الرجل والمرأة. في البداية، لم تكن هناك نقطة لقاء بين المسرح والعمل الجمعوي الذي أقوم به، لكن وبعد إنشاء جمعيتي الخاصة جمعت بين النقطتين من خلال تقديم أعمال اجتماعية-ثقافية. كيف خرج "شكيب عصفور" إلى الوجود وسط كل هذه الانشغالات التي تحدثت لنا عنها؟ (تضحك) شكيب عصفور ظهر فجأة وبدون مقدمات. وأنا في عز انشغالاتي على إثر تأسيس الجمعية، وجدت أنني مشتاقة جدا لتقمص ولعب شخصية مغربية والحديث ب"الدارجة"، بعيدا عن الفرنسية، ما جعلني أشغل كاميرا الحاسوب وأبدأ في لعب دور "شكيب". الفيديو وضعته على "اليوتوب"، وكان موجها إلى ست من صديقاتي فقط، لكن ما وقع حقيقة هو أنني بعدما وضعت الفيديو على الموقع نسيت أن أضع بعض التعديلات الخاصة بالأشخاص الذين يمكنهم الإطلاع عليه، لأفاجأ بعد يوم على نشره بعدد من المتفرجين تعدى 800 شخص. الجمهور الذي صورت من أجله أول حلقات "شكيب عصفور" هن ست صديقات فقط، ولم أضع أمامي جمهورا عريضا، وهو ما جعل الشخصية تقول ما تريد بدون فكرة المساس بالطابوهات أو "حشومة" أو غيرها..، ولم يحضر في بالي الجمهور إلا بعد انتشار الفيديو. مفاجأتي كانت أكبر، لأن من شاهدوا الفيديو لم يظنوا أن شكيب الذي يتحدث عن العقلية الذكورية في المجتمع المغربي هو في الأصل فتاة. ما بين سنتي 2009 و2010 صورت ما يزيد عن 16 فيديو من أجل مهرجان في الرباط، لأبدأ بعدها في نشر الفيديوهات على "اليوتوب". خلال سنة 2011-2012 اشتغلت على شخصيات أخرى لا أزال أحتفظ بها إلى الآن، شخصيات لا تزال حية. والأهم أنني رغم ثلاث سنوات من الابتعاد عن شخصية "شكيب" إلا أنه لم يمت أبدا، وظل حيا يرزق على "الأنترنيت"، قبل أن تكون العودة خلال يوليوز الماضي. لماذا الاختفاء عن الأنظار لأزيد من ثلاث سنوات؟ سنة 2011 رزقت بأول مولود من زوجي الموسيقي، وخلال نفس الفترة انتقلت من باريس إلى مدينة سانس، وكان لزاما علي التأقلم مع المدينةالجديدة، حيث أشكال العيش كانت طبيعية جدا مائة في المائة، الأمر الذي أخذ مني الوقت الكثير. ودائما في الإطار الجمعوي، بمدينة سانس، بدأت في إعطاء دروس مجانية للأطفال الذين يعانون من مشاكل عائلية، إلى جانب تنظيم ورشات مع النساء المغربيات. خلال شهر رمضان الماضي، قررت العودة من جديد، وبدأت في كتابة الحلقات الجديدة التي تم تصويرها وبثها على "الأنترنيت". ممن يتكون فريق عملك؟ أنا من أتكلف بمهمة كتابة الحلقات، الإخراج لحمزة عاطفي، أمين بودريقة يتكلف بمهمة الديكور، إلى جانب ياسين بلوقيد وإلياس مزوار. كل من عليه الاشتغال معي يجب أن يؤمن بالفكرة التي نشتغل عليها، والأكثر من ذلك أن يؤمن بشخصية "شكيب عصفور"، وأن يؤمن بعمل الفريق وليس بالعمل الفردي. أين تم تصوير حلقات موسم 2014؟ تمكنا من تصوير 20 حلقة خلال أربعة أيام فقط، وذلك في مدرسة السينما بمراكش، بمعدل تصوير 4 حلقات في اليوم. نشرنا على "اليوتوب" 16 حلقة، ولا نزال نحتفظ بأربع حلقات، نود نشرها خلال الأيام القليلة المقبلة. ما هو المبلغ المالي الذي يتم صرفه على الحلقة الواحدة؟ الحلقة الواحدة تتطلب مبلغ 4 آلاف درهم، 3 آلاف درهم للتقنيين، وألف درهم من أجل الديكور والحاجيات الأخرى. ولحد اليوم، الدعم المالي هو شخصي. أصبحت مجموعة من المواقع الإخبارية تحتضن "البودكاستر" المغاربة، هل في نظرك الأمر إيجابي؟ الأمر إيجابي طبعا، لكن حين لا يقع أصحاب الموقع في "الغلط" أنهم من أعطوا "الفرصة" للبودكاستور. البودكاستور يجب أن يؤمن بالعمل الذي يقوم به، ولا ينتظر من أي أحد أن يقدم له الفرصة نهائيا، ف"اليوتوب" شركة أمريكية، وليس من حق أي شخص مصادرة حق البودكاستر المغربي في التعبير عن رأيه ومواقفه، مع تغيير بسيط أنه في حال التعاقد مع موقع إخباري سيتم الخضوع للخط التحريري. لماذا في نظرك هيمنة العنصر الذكوري في البودكاستر، على حساب الفتيات اللاتي يتم عدهن على أطراف الأصابع؟ السبب بسيط جدا.. البودكاستر هو المواجهة، والفتيات ربما يفكرن في نظرة المجتمع بالدرجة الأولى، وهنا يبدأ الهاجس أنه لو خرجت إلى الشارع العمومي ستبدأ المضايقات التي تصل في كثير من الأحيان إلى السب والشتم والقذف.. عموما، عندما تريد الفتيات تقديم منتوج على "الأنترنيت"، فإنهن يقدمن منتوجا يضم الكثير من "الحشمة"، وبشكل "مؤدب".. وتظهر فيه الفتاة أنها جميلة، ومؤدبة وابنة عائلة..، وغيرها من الأمور، لأنه لا يزال ينتظرها الزوج والمستقبل. تمرير المعلومة عبر "البودكاستر" سيكون في يوم من الأيام منافسا للإعلام التقليدي بنظرك؟ (مقاطعة) هو الآن ينافس الإعلام، لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبشدة، هل سيحل "البودكاست" محله، الأمر غير مؤكد.