تشهد مناطق عدة بأعالي الجبال بإقليمي بني ملالوأزيلال في الوقت الحالي تساقطات مطرية مصحوبة بنزول كميات ثلجية هامة ،نتيجة الانخفاض الكبير في درجات الحرارة التي تتقلص إلى 5 درجات تحت الصفر ليلا ، وبالنظر إلى حجم الكثافة الثلجية القياسية التي شهدتها قمم الأطلس المتوسط بإقليم أزيلال على مدى أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد الأخيرة، يخشى المراقبون من تكرار فواجع مواسم سابقة ،حيث اجتاحت كميات الثلوج بعلو 7 أمتار البيوتات وانقطعت السبل والطرقات، ودخلت مناطق عدة في حالة بيات شتوي، بسبب العزلة والحصار لما يزيد عن ثلاثة أشهر، أفضت إلى مصرع عشرات الضحايا في صفوف النساء الحوامل والأطفال والشيوخ حاملي الأمراض المزمنة. وأكدت مصادراليوم24 أن مناطق: "بزاوية أحنصال وآيت عبدي تينكارف وأنركي وآيت أومديس وآيت بوكماز" التي تتميز بعلو مرتفع، إضافة إلى مناطق تيزي نيسلي وأغبالة وبوتفردة بإقليم بني ملال، تعيش وضعية صعبة جراء سوء الأحوال الجوية ، التي تضرب حصارا يحول دون تمكين المتضررين من التنقل إلى الأسواق والمناطق المجاورة ،إلى جانب شح مواد التموين . يذكر أن سوء الأحوال الجوية يضاعف سنويا من صعوبة تنقل تلامذة المدارس، ويجبرهم على الانقطاع عن الدراسة طيلة الفترات المتسمة بالتقلبات المناخية، إضافة إلى تدني الخدمات الصحية وغيابها في مناطق أخرى ، حيث يبقى الخيار الوحيد أمام المصابين وحاملي العلل والأمراض المزمنة "الركون إلى زوايا بيوتات باردة تجتاحها التيارات الهوائية والاستسلام للأمراض الفتاكة" في انتظار فرج محتمل ، فيما يلجأ آخرون إلى التداوي عن طريق الأعشاب والكي والحجامة. وتطرح أوضاع النساء الحوامل بالمناطق ذاتها مخاوف من تكرار فواجع سابقة ،حيث كانت الحصيلة ثقيلة ومأساوية بعد قضاء ما يقارب عشرة نساء في ظروف صحية وصفت بالمأساوية ،إذ يضطر الأهالي إلى نقلهن على متن النعوش والدواب لمسافات طويلة ،مخترقين أكوام الثلوج والمنعرجات والقمم والمسالك الوعرة المحفوفة بالمخاطر، بحثا عن مراكز صحية بمناطق حضرية ،وهي عاجزة أصلا عن تقديم أبسط الخدمات ،لتتم إحالتهم في نهاية المطاف على المركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال في ظروف صحية جد متدهورة . وطالبت فعاليات جمعوية بضرورة تعاطي السلطات الوصية مع الأوضاع الحالية وفق ماتتطلبه من تدابير استعجالية ، من خلال توفير المؤن ومواد العلف ومراقبة الأسعار، وفك العزلة عن القرى والأرياف ،وتقديم الدعم للمتضررين ، والتعجيل بإيفاد لجن طبية لاستطلاع أوضاع الساكنة، والعمل على تحديد التشخيصات والتقييمات الميدانية ،بهدف تسهيل التدخلات العلاجية ،والحيلولة دون تسجيل حصيلة مماثلة لمآسي وفواجع حصد جراءها "الموت الأبيض" في مواسم سابقة ،عشرات الضحايا بمناطق متفرقة بأعالي الجبال بتادلة أزيلال. وبالنظر إلى ما تشهده مناطق أعالي الجبال من تقلبات مناخية صعبة ،أعطى الملك محمد السادس تعليماته إلى كل من وزارتي الداخلية والصحة ،وإلى القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، قصد التجند لمواجهة الانخفاض الشديد لدرجة الحرارة بالمناطق المستهدفة. ويذكر أن منطقة واويزغت بأزيلال شهدت نهاية الأسبوع الأخير نصب مستشفى عسكري ميداني متنقل يضم مختلف التخصصات الطبية، وهي مبادرة لقيت استحسان ساكنة المناطق الجبلية ، إذ من شأنها التخفيف من معاناة الساكنة، وتمكين المئات من الاستفادة من خدمات مجانية تتعلق بالفحوصات السريرية لطب التوليد والطب الباطني ،ومختلف العلل التي تشكل هواجس مزمنة لفئات اجتماعية، تصنف ضمن دائرة الهشاشة بالمناطق المحاصرة بالثلوج والتساقطات المطرية الغزيرة.