في عز أجواء الحملة الانتخابية التي تتبارى من أجلها غالبية التنظيمات السياسية في بني ملال، وذلك من أجل خوض غمار الاستحقاقات الجماعية، المقرر إجراؤها خلال الرابع من شهر شتنبر المقبل، برزت في الساحة ظاهرة إقحام الحمير والبغال في وتيرة المنازلة الانتخابية، حيث عُثر، أخيرا، على حمار ضمن فئة الدواب السائبة، التي تقتات على بقايا النفايات بالقمامات المخصصة لتجميع النفايات المنزلية، حيث اقتاده مجموعة من الشباب إلى الشارع الرئيسي في المدينة، وقد تم إلصاق مطويات وملصقات الدعاية الانتخابية المخصصة لمرشحي أحد الأحزاب على ظهره، وفور علمها بالواقعة سارعت قوات الأمن إلى عين المكان، حيث فر الشباب، الذين كانوا قد تحلقوا لفترة زمنية حول الحمار، تاركين إياه تائها وسط الشارع العام، يحمل على ظهره بطائق الدعاية الانتخابية، وهي متبثة بإحكام على صفيحة من الورق المقوى. وفي حادث مماثل، عثر لاحقا على بغل طاعن في السن، أُقحم هو الآخر ضمن ما اعتبره بعضٌ "بروباغاندا السخرية البالغة الدلالة من العملية الانتخابية". وسجل هذا الفعل ردود أفعال اتسمت بالكثير من التذمر والاستياء، جراء إقحام الدواب وتوظيفها في التشويش على بعض المرشحين، وعلم أن جهات معينة سارعت إلى اقتفاء آثار الدواب والعمل على احتجاز الحمير والبغال السائبة، التي كانت تقصد مطارح النفايات، وذلك للحيلولة دون استفحال هذه الظاهرة، والعمل على تطويق هذا الفعل الساخر غير المسبوق في بني ملال. وفي سياق أجواء الفتور التي تميز الأيام الأولى للحملة الانتخابية، لاحظ المتتبعون أنه لم يعقد إلى حدود الآن أي مهرجان خطابي أو تجمع جماهيري، لحشد القواعد وتقديم البرامج، والسعي إلى كسب ثقة الناخبين من خلال إقناعهم بما تم تسطيره ضمن أجندة المنتخبين، من مشاريع قد تكون ذات صله بهموم وقضايا المواطنين في شقيها الاجتماعي والاقتصادي. وتبقى السمة البارزة للأجواء المصاحبة للحملة متمثلة في بعض الجولات الاستعراضية التي تقوم بها بعض الأحزاب بالواجهات المتاخمة للمقاهي في الشوارع الرئيسية للمدينة، حيث تقتصر مجموعات شبابية من جنس الذكور على توزيع مطويات وملصقات تتضمن صور وأسماء المنتخبين، والبرامج المستنسخة في غالبيتها عن برامج مركزية ولا تتلاءم مع خصوصيات المنطقة. وفي علاقة بغياب التواصل الميداني لغالبية المرشحين مع سكان المدينة والتغلغل داخل الأحياء لشرح مضامين البرامج الحزبية، عزت مصادر من متتبعي الشأن الانتخابي دواعي ذلك إلى التوجس الذي يتبدى على شاكلة "فوبيا التواصل المباشر"، مخافة ردود أفعال غاضبة. ويرتقب أن تشهد الأيام المتبقية من عمر الحملة إيقاعا آخر، قد يمنح دينامية للعملية الانتخابية في شموليتها، ويكسر أجواء الفتور المهيمنة على الظرفية الحالية .