تحول مشهد دموي وصادم، مدته حوالي 7 دقائق، يصوّر دبا وهو ينهش لحم "هيو جلاس" الشخصية الرئيسية في فيلم "ذا ريفينينت" التي يؤديها الممثل الأمريكي ليوناردو ديكابريو، إلى حديث نقاد السينما بأمريكا الذين اعتبروه مشهدا "غير مسبوق" في تاريخ السينما و"عنيف جدا". وحاول المخرج المكسيكي أليخاندرو كونزاليس أن يقحم المُشاهد في أحداث القصة التي تدور في القرن التاسع عشر بجعل هجوم الدب على ديكابريو يطاول أقصى حدود محاكاة الواقع. ويمثل المشهد نقطة التحول في الفيلم الذي يحكي قصة هيو جلاس ، وهو صياد متمرس يعمل لصالح مؤسسة تقوم بصيد الحيوانات من أجل الحصول على الفرو في أمريكا القرن التاسع عشر، حيث سيتعرض لإصابة مميتة من قبل دب قطبي سيقرر الفريق تركه بعدها لمواجهة الموت كي لا يعرقل مسيرتهم. وقال كونزاليس، تعليقا على المشهد في تصريحات تناقلتها عدة وسائل إعلام أمريكية، "خروجي بهذا المشهد، جاء لكوني لا أتفق تماما مع نهج هوليود في تصوير الدببة في أفلامها، إما على أنها شريرة أو لها عواطف إنسانية…في مشهدي ركزت فقط على غريزة الدب في إشباع جوعه لا أكثر ولا أقل، حاولت أن أسبر غور هذه الغريزة". وحسب موقع "لوس أنجلوس تايم"، فقد تطلب فهم هذه الغريزة كثيرا من الجهد من المخرج المكسيكي، الذي طلب استشارة مخرج ألماني أعد فيلما وثائقيا ناجحا حول الدببة سنة 2005، كما طلب رأي صحفي أمريكي جاب أنحاء العالم محاورا أشخاصا تعرضوا لهجمات الدببة. وبدوره، أكد ديكابريو، بطل الفيلم، أن أداء المشهد كان صعبا للغاية، مشيرا إلى أن المخرج شاهد "أزيد من 100 مشهد لهجمات دببة على البشر". وقال إن "ما يصوّره المخرج في المشهد يحاكي الواقع إلى أقصى حد، ويثير حوّاس المشاهد"، متنبئا بأن يدخل المشهد تاريخ السينما لما فيه من قوة وفنية عالية، إنه "مشهد مؤثر يخاطب العواطف ويجعل الناس يشعرون أنهم كانوا هناك بالفعل"، يقول ديكابريو.