اختار حزب العدالة والتنمية أن يرد على المؤتمر الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي انعقد نهاية الأسبوع الماضي، وأفرز إلياس العماري أمينا عاما، من خلال موقعه الإلكتروني الرسمي. رسائل سياسية كثيرة وجهها العدالة والتنمية إلى "البام"، من حلال افتتاحية في الموقع تحمل توقيع سليمان العمراني، نائب الأمين العام، والتي استقت مفرداتها من نفس الخطاب السياسي الذي أنتجه "البيجيدي" في السنوات الأخيرة في مواجهة الأصالة والمعاصرة. وافتتح العمراني، عضو الأمانة العامة للعدالة والتنمية، مقاله بالتساؤل: "أية إضافة نوعية أضافها هذا الحزب للمشهد الحزبي الوطني اليوم وقبل اليوم؟"، قبل أن يضيف: "المؤتمرات الوطنية للأحزاب السياسية هي لحظات للاختبار الحقيقي للنموذج الديمقراطي الذي يتمثله أي حزب حقيقة وصدقا لا شعارا وادعاء، وأي عرض سياسي يقدمه للمواطن، باعتبار الأحزاب السياسة هي مشاتل للديمقراطية ولصناعة نخب الغد ورجالات ونساء الدولة، ولعل غياب التنافس الديمقراطي على منصب الأمين العام لحزب التحكم ومنصب رئيس مجلسه الوطني والتصويت عليهما بالإجماع لكافيين لفهم طبيعة "النموذج الديمقراطي" الذي يغرف منه هذا الحزب". وهاجم القيادي في "البيجيدي" إلياس العماري مبرزا أن قيادة الأصالة والمعاصرة آلت "لشخص مارس متخفيا خلف خشبة المسرح، وأمكنه ذلك الموقع أن يخلق من الأعطاب في الحياة السياسية والإعلامية ما لم تتعاف منه إلى اليوم، ولم يخرجه من جحره إلى العلن غير حراك 20 فبراير، ثم مواجهة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ومختلف قياداته له كل هذه السنوات". وبلغة واثقة، قال إن "المعركة السياسية تبدو سهلة وأكثر وضوحا لمواجهة النموذج التحكمي الذي كان يجسده النافذون في هذا الحزب، واليوم يتجسد رسميا في قيادته الجديدة". وعاد القيادي ذاته إلى تكرار نفس الاتهامات بأن أحزاب سياسية عريقة عانت، وما تزال إلى اليوم، من تدخل "البام" في شؤونها الداخلية، مشددا على أنها "أدت الثمن من شعبيتها ومن مواقعها المؤسساتية ومن وحدتها الداخلية". وفي رسالة واضحة، قال العمراني إنه "آن الأوان لكي يفهم الجميع أن كل المراهانات السابقة للضبط والتحكم في الحياة السياسية لم ولن تجدي نفعا، فطريق بلادنا نحو الانتقال الديمقراطي الحقيقي وسبيلها للالتحاق بركب الدول الصاعدة سالكتان اليوم. أما المستثمرون خارج الحزب المعلوم ولفائدته في بقاء نهجه التحكمي، بعد انهيار النموذج الذي كان يشبهه في تونس ومصر، فإننا نقول لهم إنكم تستثمرون في تهديد الوطن وتهديد استقراره والتشويش على النموذج السياسي والديمقراطي الذي يمثله اليوم بلا منافس، كما تستثمرون في استدعاء عودة الربيع العربي".