تحركات أمنية مكثفة، تنسيق تام بين جميع مكونات ولاية أمن الدارالبيضاء، وبالمقابل عناق ولقاء بين مختلف أطياف الصحافة الإلكترونية والورقية.. إنها "بروفة" للتحركات الأمنية المرتقبة ليلة الاحتفال بأعياد رأس السنة. ابتسم عزيز كمال الإدريسي رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية، وهو ينظر إلى الصحافيين يتخذون مواقع تسمح لهم بالتقاط كلماته، قبل أن يرسم علامات الجدية، ويوضح أن هذا اللقاء الذي ارتأت ولاية الأمن تنظيمه، يندرج في إطار التهييئ ووضع آخر اللمسات على الاستعدادات الأمنية بمناسبة الاحتفالات بأعياد رأس السنة. بسط خارطة النقط التي سيتم الانتقال إليها بتنسيق مع ممثلي الصحافة والإعلام.. تفرق الجميع ليلتقي الكل أمام "موروكو مول" كانت كل التشكيلات الأمنية قد أخذت مكانها في وقفة استعراضية، عناصر أمنية قد ألف المواطنون رؤيتهم، وعناصر أخرى لا تظهر إلا في الظروف الأمنية المشددة والطوارئ. منهم من يقف مستسلما بطريقة عادية، ويسلي نفسه بمطالعة عدسات الكاميرات وآلات التصوير، ومنهم من يقف على أهبة الاستعداد لاستعراض جديته وعزمه على مجابهة كل الأخطار، ومنهم من اختار فرد منكبيه العريضين، ورفع هامته، ورسم علامات العبوس على حاجبيه البارزين خلف لثام أسود لا يظهر سوى عينيه، ويديه تمسكان ببندقية آلية. كانت الآليات المشاركة في الاستعراض أمام الصحافة، وبدرجة أكبر إثارة اندهاش المواطنين الذين ظلوا يراقبون الوضع باهتمام كبير، وكأنهم يتساءلون عن هاته التحركات الأمنية بمختلف التشكيلات، ومدى الخطر الذي يحذق بالبيضاويين.. لتتضخم الأسئلة على العابرين الذين مافتئوا يتهامسون ومنهم من تشجع وانفرد بصحافي يسأله ما الخطب. كانت تصريحات المسؤولين الأمنيين أمام ميكروفونات القنوات الخاصة بالمواقع الإلكترونية مدققة وفق المهام الموكولة لكل مسؤول، حيث اختار كل منهم التطرق لموضوع معين، وبالتالي، فقد تحدث الجميع بإسهاب حول الاستعدادات الأمنية المكثفة التي رسمت ولاية الأمن بالدارالبيضاء مخططاتها، ودراسة فعالياتها، ومحاولة تطبيقها مرارا، كي لا تقع عناصرها في خطأ قد يكلف الكثير ليلة الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية قبل أيام قليلة. بهيبة ووقار تحدث نجيب العزوزي المسؤول الأمني بالدارالبيضاء، وهو يضع التشكيل الأمني ب"موروكو مول" خلفية له، أمام عدسات الصحافة، موضحا أن الاستعدادات الأمنية بالدارالبيضاء تبقى عادية، مشيرا إلى أن الاحتياطات الأمنية تظل في المستوى، وعلى نفس المنوال سار أمين الكوراني وغيره من المسؤولين، حيث تم توضيح أن الإجراءات لم تصل إلى درجة الاستنفار القصوى، على اعتبار أن المغرب يعيش استقرارا أمنيا، وأن كل الإجراءات المتخذة لا تعدو احتياطات أمنية. توجهت قوافل الصحافيين، وجحافل الآليات الأمنية بسياراتها المختلفة ودراجاتها ومسؤوليها إلى "ميكاراما" بعين الذئاب، ثم أحد الفنادق القريبة، قبل أن تتوجه إلى سد قضائي من المنتظر أن يراقب كل المارة باتجاه قلب المدينة. بلباقة وهدوء تام تحدث مختار كمولين، رئيس الدائرة الأمنية الرابعة بدرب عمر، عن عدم صحة الأخبار التي تم ترويجها مؤخرا بالعديد من المنابر الإلكترونية، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بمجابهة تهديدات إرهابية، غير أن الاحتياطات الأمنية واجبة في مثل هاته المناسبة. وأوضح المسؤول الأمني أن السد القضائي تم تزويدة بآلة ناظمة لتنقيط المواطنين المشكوك فيهم، بالإضافة إلى الاستعانة بالكلاب المدربة لمراقبة السيارات المتوجهة إلى قلب المدينة، وذلك لضمان السير العادي للأمن بالمناطق الحساسة، وبعث الثقة في المواطنين الذين يتقاطرون على قلب المدينة بمناسبة رأس السنة. صورة هنا.. لقطة هناك.. لقاءات جانبية بين مسؤولين أمنيين، ابتسامات، همسات، نظرات غير بريئة بين بعض الصحافيين، وعيون تتهم أخرى بالندالة. وبنبرة مفعمة بالثقة والأمل قال عزيز الإدريسي أن الصحافة والأمن تعمل سويا على بناء مستقبل زاهر ومجتمع صالح بالعمل الخالص ونقل الوقائع بالحيادية والجدية اللازمة.. لتنتهي آخر بروفة قبل ليلة رأس السنة أمام محطة القطار الميناء حيث وقفت سيارة التدخل الأمني المدفعي المزود بالرشاش المائي شامخة، تتلألأ أنوارها إيذانا بانطلاق هجوم لا يتمناه كل المغاربة والبيضاويين.