كشف محمد الهرواشي، رئيس "جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر"، أن اللقاء الذي ستنظمه الجمعية، الشهر المقبل بمقر الأممالمتحدة بتنسيق مع عدد من المطرودين المقيمين في أمريكا والذين يحتلون مواقع مهمة في الحزب الجمهوري بالخصوص، حول ملف المطرودين "يأتي في سياق إحياء ذكرى الطرد". وأبرز، الهرواشي، في إتصال مع "اليوم24″، أن اللقاء، سيعرف مشاركة عدة جمعيات حقوقية أمريكية، وشخصيات سياسية أيضا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، معتبرا هذا اللقاء فرصة لطرح ملف المطرودين من جديد أمام المنتظم الدولي، وأمام الجمعيات الحقوقية المؤثرة لدفعها إلى تبني مطالب المطرودين قصد تشكيل المزيد من الضغط على السلطات الجزائرية التي لا تريد أن تعتذر إلى حدود اليوم على الأفعال التي إرتكبتها. وأضاف الهرواشي، أن اللقاء سيعرض بالإضافة لملف المطرودين، ملفان أخران، يتعلق الأول بالمغاربة الذين قام الجزائريون بتصفيتهم سنة 1962، وبالخصوص التجار الذين كانوا يتوفرون على تجارة وأملاك في الجزائر "هذه الجريمة المعروفة، بجريمة السبخة، نسبة إلى سبخة توجد ضواحي وهران دفنت فيها السلطات الجزائر ألاف الجثث سنعمل على طرح ملفها من جديد" يضيف الهروتشي. وكشف المتحدث ذاته، بأن هناك شهود على هذه الجريمة، حيث أن العديد من المغاربة جرى تصفيتهم للاستيلاء على أملاكهم وبالخصوص التجار الذين كان عدد مهم منهم ينحدر من منطقة سوس، ليتم التخلص من جثثهم بهذه السبخة إلى جانب الحركيين (الجزائريون الذين كانوا يقاتلون إلى جانب فرنسا خلال إستعمارها للجزائر). وأضاف الهرواشي، في نفس السياق بأن الجمعية سبق لها أن وجهت مراسلة إلى الأممالمتحدة سنة 2008 تطالب فيها بالتحقيق في الموضوع، وأيضا وضع المكان الذين دفنت فيه الجثث تحت أعينها "حتى لا تقوم السلطات الجزائرية بطمس معالم الجريمة" يضيف الهرواشي. أما الملف الثاني الذي سيطرح للنقاش، هو ملف المغاربة المختفون في الجزائر، حيث أن عدد كبير من المغاربة لم يظهر لهم أثر منذ سنة 1975، وهو ما إعتبره الهرواشي إختفاء قسريا، و أكد بأنه بعد عرض هذا الملف في اللقاء المذكور، من المرتقب أن يلتقي المطرودون أيضا بفريق العمل بخصوص الإختفاء القسري التابع لمجلس حقوق الإنسان، إحدى الهيئات التابعة للأمم المتحدة بجنيف "بعد تسلم الفريق لملفات عدد من الضحايا في مناسبة سابقة، عاودنا الإتصال به وإقترحنا إجراء لقاء مع عائلات الضحايا ووافق الفريق" يضيف الهرواشي، في إشارة إلى أن الفريق المذكور سيعقد لقاء مع ضحايا المواطنين المغاربة المختفين قسرا في الجزائر.